fbpx
القات ليس سببا في عدم سقوط صنعاء!

بقلم/ علي منصور أحمد

عندما ضاقت صدور أشقاءنا في صنعاء من دعاة الوحدة أو الموت من وجود رئيس جنوبي صوري ، لم يكتفوا بتهميشه بل ظلوا يتصارعوا على من يورثه منذ اليوم الاول لتنصيبه على كرسي فارغ لرئيس بلا دولة ، بل سارعوا على اعتقاله ووضعه ورئس حكومته تحت الإقامة الجبرية في اول واقعه ومشهد مهين في تاريخ من تعاقبوا على حكم صنعاء.

 

وحين فلت من بين ايديهم خلسة ونفذ بجلده ليلا الى عدن كآخر المحاربين الجنوبيين الوحدويين ، سارعوا الى قصف مقر إقامته بقصر المعاشيق في عدن وعند فشل محاولتهم للتخلص منه ومن “شرعيته الرئاسية” انقضوا بجيوشهم الجرارة في ثاني غزو بربري همجي للجنوب للحاق به ومحاولة قتله واحتلال الجنوب بالقوة تحت شعار الموت لأمريكا والموت لإسرائيل .. حينها تصدى لهم الشعب الجنوبي الأعزل بصدور عارية وتشكلت ميدانيا “المقاومة الجنوبية” التي ولدت في ساحات المواجهة بشكل عفوي من شباب وشابات الشعب الجنوبي الذين ولدوا خلال الـ(٢٥) عام من عمر وحدة الضم والالحاق والاحتلال وخرجوا من رحم معاناة حقبتها اللعينة.

وهزموا جيوش صالح بألويتها ومحاورها العسكرية والأمنية والاستخبارية ومليشياته الإرهابية ومليشيات حليفه الحوثي واذاقوهم شر هزيمة في تاريخهم.

في معركة بين قوى غير متكافئة عدة وعتاد .. ولأنهم اصحاب حق شرعي في الوجود والارض والعرض ويحملون في ضمائرهم مصير وطن ومستقبل أمة ، وصنعوا الانتصار العظيم بتحرير عدن والجنوب في سته اشهر دون أن يشاركهم أحدا على الارض عدى الإسناد الجوي لدول التحالف العربي في عاصفة الحزم .. وأفشلوا خطط حكام صنعاء وطهران في السيطرة على المنطقة برمتها.

كانوا هولا الفتية مثلهم مثل باقي الشعب الجنوبي يحلمون بعودة الامن والاستقرار والحرية والنماء لوطنهم ، وكانوا ينتظرون من أشقاءهم في دول التحالف العربي أن يلمسوا منهم بالملموس البدء الفوري بـ(عاصفة الأمل) وما كان يسمع ويشاع اثناء الحرب عن مشروع (مارشال خليجي عربي) لإعادة وبناء مؤسسات الدولة ، دولة النظام والقانون .. المدنية والخدمية والامنية ،واعادة الإعمار لما دمرته الحرب ولما قدموه من تضحيات الشهداء والجرحى.

لا أن يتم التنكر لكل هذه التضحيات العظيمة والتنصل من مسؤولياتها وتهميشهم وتتويههم بين دول التحالف والنظام الشرعي المهاجر بالرياض.. وتسليم رقابهم مرة أخرى لمليشيات مسلحة إرهابية بلطجية خارجة عن النظام والقانون.

اليوم نقترب من اكتمال عام على هذا الانتصار ولم نرى او نلمس اي فعل ايجابي او دور ملموس لا لدول التحالف ولا للنظام الشرعي تجاه الشعب الجنوبي ومقاومته الباسلة .. حيث لم تفي او تفلح دول التحالف والنظام الشرعي حتى في دفع المعاشات لموظفي الدولة والمقاومة الجنوبي والجيش والأمن الجنوبي على غرار ما تقدمه دول التحالف عبر النظام الشرعي من حقوق وامتيازات لما يسمى بالجيش الوطني الذي تترنح قواته وما اكثرها في الفرضة منذ سنة كاملة دون اي تقدم يذكر لتحرير صنعاء ، ولم يتم التعامل معنا كـ(حلفاء) في هذه الحرب التي تعد في الاساس حرب الإقليم الخليجي بكله مع حلف ايران واطماعها التوسعية .. كما ينبغي الواجب والضمير الاخوي والانساني ان يتم التعامل معنا ، ولو كشعب منكوب ومغلوب على أمره ، او حتى كمرتزقة او عملاء كما يصفنا حكام صنعاء .. بل تم التهرب والتنصل من كل هذه الوعود التي كنا نسمعها أثناء الحرب بل فشلوا حتى في تأمين أهم خدمات أساسية كـ(الكهرباء والماء والصرف الصحي والمطار) مكتفين ومستكثرين علينا كيلو تمر سعودي وقطمة رز تايلندي قدموها لنا كزكاة في رمضان الماضي.

وكلما فلحوا فيه هو إصدار توجيهات قياداتهم في عدن عبر مليشيات علي محسن الاحمر او ما يسمى بقيادة لواء (الحزام الأمني) بمنع القات .. الذي لا يملك أي صلاحيات قانونية او دستورية بإصدار قرارات هي من صميم السلطات الادارية والتنفيذية الرسمية ، لخلق فتنة جنوبية ، وكأن ثورتنا ومعركتنا وكل ما قدمناه من تضحيات جسيمة هي من اجل منع القات , وكأن شجرة القات الضالعي هي شجرة “الغرقد” التي يختبئ تحتها عفاش والحوثي , أو كانت سببا في عدم سقوط صنعاء ..!؟

فإذا كان الرئيس هادي ونظامه الشرعي الوحدوي هو من يقف خلف هذا القرار , لماذا لا يكون القرار وحدوي ويشمل اليمن كلها؟!

اما اذا كان قيادة قوات التحالف تورطت بتدخلها في الشأن الداخلي الجنوبي وهي المسؤولة عن هذا القرار كما يتردد في الشارع الجنوبي فعلى اي سند قانوني استندت في إصداره ومن سيتحمل نتائجه وتداعياته السلبية .. لا سمح الله؟!