fbpx
ثقافة الوحدة المرعبة الصادمة

– تبنى الأوطان بإشاعة العدل والسلام. وتكبر مؤسسات الدول الوطنية بوضع العقول وليس العجول والكفاءات وليس الولاءات على قممها. ولأتبنى الأوطان والدول بإشاعة النهب والحروب والارهاب.

– مع بداية الوحدة وبالذات عندما تحولت سلطة الوحدة الى أدوات احتلال شمالي للجنوب في عام 94م. تغيرت دفة الثقافة للأجيال. فبينما كانت قبل الوحدة تقود هذه الثقافة المدارس والجامعات في الجنوب مثل كل بلدان العالم المتحضرة. اصبحت بعد وحدة الإرهاب تدار ثقافة الأجيال من قبل مساجد الأحزاب الدينية والسياسية ومعاهدها وجامعاتها المتطرفة خارج رقابة الدولة وارشادها. فأصبحت لدينا أجيال كل اهتمامها بالمظهر الإسلامي وليس بجوهر الإسلام. اجيال تدار بفتاوى رجال الطوائف تنبعث رائحة الموت في كل لحظه في كل شارع تنعدم ثقافة بناء المصانع وتتسع مساحات القبور. تهرب الرغبة في الحياة ويقترب الشوق المخلوط بالموت للولوج للجنه الموعودة ومقابلة الحور ثقافة الدمار والقتال لكل ابداع او جمال.

– اتضح ان ثقافة الإرهاب وثقافة الوحدة وجهان مختلفان لثقافه واحده تنتج من نفس السرداب المظلم في الشمال ويعمم هذه الثقافة بالتناوب المرشد الأعلى او المرشد العام في صنعاء. وهي ثقافة الموت لأبناء الجنوب بدون استثناء. منذ اول يوم وحده بين الشطرين. فكانت ثقافه مرعبه صادمه لأبناء الجنوب. وكل يوم تصدمهم هذه الثقافة الفاجرة تارة بفتاوي التكفير وتارة بأرسال جيوش الشمال للإبادة في حربين لازالت مستمرة حتى اللحظة.

-وعلى سبيل المثال للإحاطة بثقافة الوحدة المرعبة الصادمة حين تجلت في موكب العرس الدموي في أحد شوارع صنعاء الذي كشف الفرق بين ثقافتين لمجتمعين الأول يربي اجياله على حسن الخلق والطموح والمنافسة الشريفة في كل ميادين الخير والابداع وسلاحه العلم والعمل والأمانة والتواضع وهو المجتمع الجنوبي. والأخر في الشمال على الزيف الدنيوي والديني والغرور والتعالي والتمسك بسطوة القبيلة والجاه وسلاحه الخنجر والالي وكلمة ومكانة القبيلة فلاعدل الا بحكم الشيخ.

– ففي موكب عرس ابنة الشيخ المبجل تم ذبح صبيان اعزلان بريئان من عدن بحجة قطعهم الطريق امام الموكب وهو بنظرهم يستحق اهدار دمهم. لم يقبض او حتى يدان الجاني رغم وجود الوزراء والحكومات في صنعاء مكان الجريمة. حتى اللحظة لان الجاني حفيد الشيخ وهو من اعيان مجتمع الشمال القبلي كما انه عضو مؤسس لأعلى هيئه في حزب شمالي كبير. في قضية أبناء عدن (امان والخطيب) تجلت المصيبة والانحدار الأخلاقي والمجتمعي الغير امن ولا عادل. وهي جزء من ثقافة الوحدة والقائمين عليها.

– وفي قضية أخرى بطلها عضو مجلس الرئاسة ورئيس هيئة علماء دولة الوحدة وهو أيضا رئيس اعلى هيئه لأكبر أحزاب دولة الوحدة متهم بإخفاء وقتل طالبه من عدن في منزله في عام 92م. ولازالت قضية الشهيدة (لينا مصطفى عبد الخالق) حبيسة الادراج ننتبجه نفوذ الجاني ومكانته الكبيرة في هرم دولة الوحدة. الشيخ المتهم مقيد على لائحة الإرهاب العالمية والمطلوب من الدول العظمى حتى اللحظة.

– الان نجد كل المتباكين في القنوات والصحف من القادة والكتاب الشماليين على ترحيل مجهول الهوية القاتل المحتمل من عدن والذين أشعلوا الدنيا واقاموها صراخ. صمتوا ولم ينددوا أو يترحموا على شهداء أبناء الجنوب الحضارم الذين استشهدوا في التفجيرين الانتحاريين في المكلا الذي حصل في نفس توقيت الحملة الأمنية.

-هذه فقط قطره من بحر القضايا والأمثلة وهي ثقافة الوحدة المرعبة الصادمة. وهي تعكس تجارة الدين المحرمة. فكل وحدوي في نظر أبناء الجنوب قاتل محتمل او يقدم لمن يقتل أبناء الجنوب المساعدة.

(صنعاء يا بلقيس مدينه / تنتشر فيها مقاصل الموت والخطر / قد جاءك الأبرياء امنين مودعين متأهبين للسفر / لا تقطع الشارع وموكب الشيخ يمر/ سيعقرون دمك لإرضائه لا مفر/ النفس عندهم تسوى ثورا ان عقر/ تأخير موكب شيخ مساله ليس فيها نظر/ فالشيخ المبجل في عرفهم / فوق شرع الله… وأرواح الناس … وقانون البشر/ هل من مر امام موكب شيخ قد كفر/ ان الصمت يجعل من كل الصامتين اناث ..والقاتل ذكر/ ان السكوت يجعل من كل الساكتين طغاة ..والقاتل منتصر/ قولوا لكل شيخ طاغي ينتظر/ القصاص نافذ وان مد أياما اخر/ القصاص قادم ان طال الزمن او قصر/ وقولوا للملايين الصامتة / لن يصبح لسان الحق حجر/ قولوا لهم ان مشيختهم زريبة تملى بالبعر/ وان عصبة الطغيان لابد تندحر/ قولوا للملايين الصامتة / ان تأخذ من الماضي عبر/ ان لم يصرخوا الان / فالقيد في الارجل لن ينكسر )