fbpx
صحيفة البيان الاماراتية: لحج تستعيد عافيتها رغم الدمار الكبير
شارك الخبر

يافع نيوز – البيان:

محافظة لحج، هي إحدى المحافظات الجنوبية المحررة، وعاصمتها الحوطة، انتهت فيها الحرب، لكنها خلفت دماراً كبيراً، وبنية تحتية خارجة عن الجاهزية.

تحتل لحج، موقعاً هاماً، إذ ترتبط المحافظة بخمس محافظات تحيط بها، بما يجعلها مركزاً وملتقى، وطريقاً أيضاً لمحافظات (عدن وأبين والبيضاء وتعز والضالع)، لكن أهم تلك المحافظات، عدن، التي تحيط بها لحج شمالاً وغرباً، كما ترتبط لحج بباب المندب، والجهة الغربية الساحلية منه.

تعرضت لحج لدمار هائل، في الحرب التي شنها الحوثيون على الشرعي، وتمركز مليشيات الانقلابيين فيها، واتخاذها طريقاً للمرور إلى عدن، ودارت فيها معارك طاحنة، تعمد مسلحو الانقلاب «الحوثيون والمخلوع صالح»، تدمير البنية التحتية والمرافق العامة.

وقبل ذلك، تعرضت محافظة لحج، منذ سنوات طويلة، لممارسات وتهميش كبير، من نظام المخلوع صالح وحكومات حزبه المتلاحقة، حتى تراكم التدهور، ورسمت تلك التراكمات السلبية عن لحج، صورة سلبية، أهمها أنه لا يحكمها إلا «الفاسدون».

فقد ظلت لحج خارج نطاق المشاريع الخدمية أو الحيوية، التي يدعي نظام صالح إنجازها، في حقبته الزمنية، التي تدل على أنه أسوأ نظام حكم اليمن شمالاً وجنوباً.

المحروسة

15 مديرية تشملها محافظة لحج، وأهمها مديرية الحوطة، عاصمة المحافظة، والتي عرفت في تاريخها باسم «المحروسة»، وكانت مدينة الفن والفل والكادي، حتى تغنى بها الشعراء كثيراً، ومثلت صرحاً ثقافياً وأدبياً جنوبياً، كما كانت مشهورة بالوعي المجتمعي والتقدم والازدهار.

خلال سنواتها الماضية الممتدة لعقدين، تراجعت لحج ومديرياتها، متخلفة عن التنمية والتطور، وجاءت حرب 2015 التي شنتها مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، لتنهي ما بقي من حياة في لحج.

قصص فظيعة

قصص فظيعة ترويها معارك الحرب شديدة في لحج، والضريبة التي قدمها أبناؤها باهظة جداً، فما من منزل إلا وفيه شهيد أو جريح، أو تضرر بقذائف قصف المليشيات العشوائي.

عقب تحرير المحافظة، وسيطرة قوات المقاومة والجيش الوطني وقوات التحالف، على أكبر معسكر فيها «معسكر العند»، عقب أيام من تحرير عدن في 17 يوليو 2015، اختفت خلايا المليشيات في أوكارها، لتستغل انشغال القوات المشتركة الشرعية، في معارك تحرير المناطق الحدودية بلحج، وتأمين بقية المديريات، عادت تلك الخلايا للظهور في الحوطة، عاصمة المحافظة، منفذة جرائم اغتيالات وتفخيخ وتفجير ما تبقى من مبانٍ حكومية، وإن كانت مدمرة جزئياً.

تحقيق الأمن

وتمكنت القوات الوطنية، بمساعدة وإشراف قوات التحالف العربي، لا سيما دولة الإمارات العربية المتحدة، من تحقيق الأمن في لحج، خاصة في الحوطة وتبن، وتطهيرها من الخلايا النائمة والإرهابية التي قامت بتفجير مباني الأمن والمحكمة والأمن السياسي، رداً على التحركات الأمنية.

ويمثل الأمن في لحج، وخاصة في مديريتي الحوطة وتبن، تحدياً كبيراً في المرحلة الراهنة، رغم تحسنه التدريجي، ووصول الحملة الأمنية إلى القبض على مطلوبين أمنياً، وعناصر إرهابية، مع هروب عدد من العناصر الأخرى، يجري ملاحقتها ومداهمة أوكارها بشكل شبه يومي.

وتنتشر النقاط الأمنية في مداخل ومخارج مديريتي الحوطة وتبن، مع تشديد الإجراءات الأمنية، وإيقاف أي من العناصر المشتبه بها.

الجماعات الإرهابية

للجماعات الإرهابية في لحج، حكاية طويلة منذ سنوات، إذ كانت تعمل تلك الجماعات برعاية رسمية من مسؤولي لحج السابقين، المنتمين لحزب المخلوع صالح، والذين يستثمرون تلك الجماعات المسلحة لإشغال الناس عن القضايا الهامة والتنمية والخدمات، فيقوم أولئك المسؤولون بالنهب والاحتيال على أموال المحافظة ومشاريعها ومواردها.

وكان الوحيد الذي يطارد تلك الجماعات، هو اللواء محمود الصبيحي، عندما ما كان قائداً للواء العند، ومن ثم المنطقة العسكرية الرابعة عدن، قبل أن يتم تعيينه وزيراً للدفاع، والذي لا يزال حتى الآن أسيراً مع المليشيات الانقلابية، حيث كان يواجه اعتراضاً من مسؤولي لحج آنذاك، الداعمين لتلك الجماعات المرتبطة بالمخلوع صالح وشخصيات في حزبه تنتمي للحج، إلا أنه لم يأبه بالاعتراضات، ونفذ عمليات كثيرة ضد الجماعات الإرهابية في لحج.

تحدٍ كبير

اليوم، يبرز هذا الملف، كتحدٍ كبير أمام قيادة محافظة لحج، التي أنتجتها المقاومة الشعبية، والتي حققت تقدماً أمنياً كبيراً، بدعم مباشر من التحالف العربي، وفي مقدمها القوات الإماراتية، لكن تبقى الإمكانات الشحيحة، أمنياً وعسكرياً وإدارياً، تحدياً آخر أمام قيادة لحج، إلى جانب ضعف التنسيق المباشر، والعمل الرسمي.

يقول محافظ محافظة لحج، ناصر الخبجي لــ «البيان»، إنهم حققوا إنجازاً أمنياً جيداً، بالنسبة للملف الأمني بمحافظة لحج، وإنهم مستعدون للعمل بكل ما أوتوا من قوة، في سبيل تأمين كامل لحج، وعاصمتها الحوطة ومديرياتها.

يضيف المحافظ الخبجي، بقوله: «نحن نواجه ونصارع أمرين خطيرين معاً، هما الإرهاب والفساد وكليهما منبعهما واحد، ولهما وجه واحد، وهو تدمير المجتمع وتعطيل الحياة والعبث بأمن الناس ومصالحهم».

ويؤكد محافظ لحج الخبجي، أنهم يبذلون كل جهودهم، في التنسيق والترتيب، لتأمين لحج وعاصمتها، وإنهاء هذا الملف، الذي لا بد أن ينتهي، كي تبدأ مرحلة الإعمار والتنمية، وتشييد بنية تحتية وخدمات تليق بتضحيات المواطنين والسكان.

خدمات متردية

عقب الحرب، ظهرت لحج ومرافقها الحكومية، أكواماً من الدمار، وما لم يكتمل تدميره بالحرب، أكملته خلايا القاعدة والمليشيات الانقلابية، تنفيذ لوعود المخلوع صالح، بتدمير كل ما يدعي بناءه أثناء حكمه.

الخدمات في لحج، متردية جداً، وصارت واقعاً معاشاً، فالكهرباء في انقطاع دائم، نتيجة نقض الاحتياج في كمية التيار الكهربائي، باعتبارها مشكلة وطنية في المحافظات المحررة، إلى جانب أن المياه تشكل مشكلة أخرى، نتيجة تآكل مضخاتها التي تعمل منذ سنوات طويلة بحدودها الدنيا.

جهود ملموسة

رغم المعاناة في لحج، والظروف المادية الصعبة، والإرث المتراكم فيها، إلا أن جهوداً ملموسة، لوحظت في الفترة الأخيرة، وخاصة عقب تنفيذ الخطة الأمنية، حيث بدأت حملات رفع مخلفات الحرب من الحوطة. كما تنفذ حملات نظافة في شوارع العاصمة الحوطة. إضافة إلى إعادة العمل في العديد من المرافق العامة، من داخل الحوطة، وعودة كلية ناصر للعلوم الزراعية للدراسة، وصيانة المعهد التجاري على نفقة المحافظة، والبدء بإعادة الدراسة في معهد أبو مدين المهني.

ومن الجهود الملموسة المنفذة في لحج، تبني الهلال الأحمر الإماراتي ترميم 10 مدارس في مديريتي الحوطة وتبن، إلى جانب مشاريع مياه في منطقة المضاربة ورأس العارة بالصبيحة النائية، وتوزيع الإغاثة في الحوطة، وعدد من مديريات محافظة لحج.

عمل حثيث

قال محافظ لحج ناصر الخبجي نعمل بشكل حثيث على تحقيق الأمن والاستقرار في المحافظة، بمساعدة أشقائنا بدول التحالف العربي، وفي مقدمها الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، كما أن شعورنا بضرورة حماية لحج من الإرهاب والجماعات والخلايا النائمة، يشكل صميم توجهنا في استتباب الأمن وإخراج لحج من وضعها الراهن، بما يعود بالنفع للعاصمة عدن وبقية المحافظات المحررة.

أخبار ذات صله