fbpx
المحامي الغريب: الحرب بين الشمال والجنوب لن تنتهي إلا بتوقيع اتفاقية اعادة الدولتين لوضعهما السابق
شارك الخبر

 

يافع نيوز – خاص:

أعلن المحامي علي هيثم الغريب رئيس الهيئة السياسية للحراك السلمي الجنوبي أن الحرب الدائرة منذ 1994م بين اليمن والجنوب لابد أن تنتهي بتوقيع اتفاقية اعادة الدولتين لوضعهما السابق.

وأكد المحامي الغريب في تصريحات  لـــ “يافع نيوز ” :

أن “الجنوب العربي حتى الآن لا يعلم متى سيشن الحرب عليه من قبل كل الاطراف اليمنية ، حيث شنت الحرب على الجنوب عام 1994 من قبل الطاغية علي عبدالله صالح وحزب الاصلاح ، وبعد خلع الطاغية صالح عام 2012 وانتخاب رئيس جنوبي عام 2012م تم الانقلاب عليه عام 2014م من قبل المخلوع صالح ومليشيات الحوثي وذلك لاستمرار احتلال الجنوب ، وفي مارس 2015م تم غزو الجنوب من قبل نفس الاطراف اليمنية.

وبشأن الموقف الدولي أضاف المحامي الغريب أن القضية الجنوبية في إطار القانون الدولي مصدرها اتجاهان لتفسير العلاقة بين الجنوب واليمن:
أ. الاتجاه الأول: يقول بأن الجنوب العربي جزء لا يتجزأ من اليمن ؛ ورسخ ذلك منذ يمننتها عام 1967م وبقاؤها حتى عام 1990م ، وهو خاضع لسيطرة الحزبيين والقبائل اليمنية الموالية لايران. ومن حق السلطة المركزية في صنعاء ( مليشيات الحوثي والمخلوع صالح وحزبي المؤتمر الشعبي العام وحزب الاصلاح ) المحافظة على وحدة الدولتين بنظام اتحادي ، يورث حكم الجنوب وراثة كاملة.

ب. الاتجاه الثاني: يقول بحق تقرير المصير والاستقلال التام للشعب الجنوبي ، ويرى أن الجنوب يختلف عن اليمن ، اختلافاً كلياً، فهو له هويته العربية ودولته التي دخلت بشراكة مع دولة جارة هي الجمهورية العربية اليمنية ، والشعب الجنوبي لم يكن راضياً عن وجوده ضمن نظام اليمن ، بدليل ثوراته العديدة ضد الاطراف الحاكمة في صنعاء منذ عام 1990م وحتى الآن.

هكذا، يتلوّن القانون الدولي، ويكيل بمكيالَين. فيجعل قضية الحوثيين والمخلوع صالح ، قضية دولية ، ويمارس الضغوط على الجنوب ،ويجعل القضية الجنوبية مشكلة داخلية، وينكر عليه حقه في تقرير مصيره ، بل يشجع صنعاء على البطش به!!

اما العامل السياسي والوطني:
فللجنوب العربي تاريخ طويل في مصارعة اليمنيين ، يعود إلى مئات السنين، خاصة بعد أن ازداد اهتمام ايران بالمنفذ الاستراتيجي لدول مجلس التعاون الخليجي ، المحيط الهندي وبحر العرب وخليج عدن وباب المندب والبحر الاحمر ، وبالتجارة مع شرقي اسيا والغرب بقارتيه (اوروبا وأمريكا الشمالية) ، إذ أصبحت الجنوب ومنافذه الدولية بعامة مطمعاً للدول غير العربية ، خاصة ايران وروسيا ؛ إذ إن السيطرة على الجنوب العربي ، تعني السيطرة على طريق التجارة الدولية ، التي تربط بين أوروبا وشرقي آسيا. إضافة إلى ذلك، فطهران تخشى من اتجاه الزحف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ، نحو كثير من الدول العربية التي تعيش حروباً دامية صنعتها الاستخبارات العربية لفرض الاستقرار فيها.

وبالفعل، فقد تمكنت ايران والاستخبارات الدولية من احتلال العراق وحماية النظام السوري ، ومحاولات إسقاط الجنوب العربي والدول العربية واحدة تلو الأخرى، وذلك بسبب الأخطاء الجسيمة، التي وقعت فيها الانظمة الجمهورية العربية ؛ إذ لم تتحد اتحاداً جدياً ومنظماً، على الرغم من أن معظمها يدين بالعروبة وبالإسلام، في مواجهة الاطماع الأجنبية. ولعل سبب ذلك، يرجع إلى طبيعة المنطقة العربية ووعورتها؛ وهذا ما حال دون سهولة الاتصال بين شعوب المنطقة وانظمتها. أضف إلى ذلك التوجهات الأيديولوجية والفروق العِرقية، التي حالت دون تفاهمهم واتحادهم؛ وهذا ما سهّل على حزب الله في ضرب الدولة اللبنانية والعبادي والسيستاني في العراق والحوثيون وصالح في قهر الجنوب واحتلاله عام 1994م ، بل التنكيل بالشعب الجنوبي وتعذيبه ، ومحاولة القضاء عليه باسم الوحدة.

ولربما كانت معاناة الشعب الجنوبي ، هي الأمر؛ لأنه استطاع الصمود أمام قوات الطاغية صالح (التي تقدر بمليون مقاتل) لفترة أطول من صمود سواه في اكثر من منطقة عربية؛ مما جعل كل الاطراف اليمنية ترتكب في حقه مجازر، تقشعر لها الأبدان؛ دفعت كثيراً من الجنوبيين إلى الهجرة من بلادهم. ، ومن بقى في وطنه خرج مدافعاً عن ارضه وشرفه وكرامته ، وقد استمر مسلسل العنف والاضطهاد، بعد سيطرة صالح والحوثيين على الجنوب قبل طردهم منه بالقوة المسلحة في يوليو 2015م. فقد عمدوا، في عهد الطاغية صالح ، إلى تفريغ الجنوب العربي من سكانه، ونفيهم إلى خارج وطنهم ، وحاولوا ان يستبدلوا ، بهم شعباً آخر ؛ طمعاً بالتخلص منهم ومن مقاومتهم وجهادهم، من جهة؛ والسيطرة على خيرات وثروات الجنوب ، من نفط وطاقة ومعادن مختلفة، والاستفادة من موقعه الإستراتيجي المهم، من جهة أخرى. وظل الجنوبيون في الداخل وفي المنفى، من عام 1990م حتى عام 2015م ، حينما قامت ثورة الحراك الجنوبي السلمي والمقاومة الجنوبية التي قدمت طوال تلك الفترة اكثر من عشرة الف شهيد واربعين الف جريح واكثر من مائة الف سجين وشرد منها ربع سكانها.
وكان الصراع المسلح قد تجدد في الجنوب بعد انطلاقة الحراك الجنوبي السلمي عام 2007م في أعقاب الانتخابات الرئاسية عام 2006م ، حيث أدرك طلائع الحراك الجنوبي السلمي أن الظرف التاريخي ملائم تماما للحصول على استقلالهم أسوة بالعديد من شعوب العالم التي كانت تعاني من الوحدات الاندماجية ومن الافكار المتطرفة.

وحاول الطاغية صالح حسم الصراع مع الحراك الجنوبي السلمي في البداية بالقوة العسكرية والامنية ، وتمكن من قتل الآلاف من المناضلين والشباب والمرآة والاطفال والمسنين ، دون جدوى فلجأ إلى تبني الحوار مع الاقليم الذي كان وسيظل يراهن عليه ، والكل يعرف الحوارات السرية التي خاضها الطاغية صالح مع الدول الكبرى لدفن القضية الجنوبية ، حتى بقيت القضية الجنوبية في نظر (حتى) اقرب أقربائنا مجرد وهم.

ولكن وبعد غزو الجنوب للمرة الثانية في 18 مارس 2015م لا اعتقد ان يترك السياسيون الشماليون آمالاً لحل القضية الجنوبية عن طريق القوة.

ولكنهم يتصرفون اليوم (بما فيهم المجرم عبدالملك الحوثي والطاغية صالح) بشكل أكثر وحشية من سابق.

فعلى الرغم من الانتصار الكبير الذي حققته المقاومة الجنوبية فإن الجنوب وقعت في حصار اقتصادي وسياسي وإنساني، وقام جهاز الاستخبارات السياسي والقومي بصرف مبالغ ضخمة لتسليح مجموعات إجرامية في الجنوب وخاصة في عدن لتدمير البنية الخدماتية وممارسة القتل والتفجيرات والتخريب لكل شيء جميل في الجنوب.

ولم تتوقف العمليات الاجرامية في عدن ، وشنت كل الاطراف اليمنية حرباً نفسية ضد الجنوب. وبدأت بإطلاق تصريحات حول (نزعة فك الارتباط) وأنه من المستحيل التفريط في وحدة الأراضي اليمنية وأن كل شيء محكوم بالدستور اليمني الذي لم يصوت عليه الشعب الجنوبي.

وعندما جاء الحوثيون الى الحكم بعد الانقلاب على الرئيس الجنوبي المنتخب هادي (٢١سبتمبر ٢٠١٤) قرروا تفجير الصراع مرة أخرى في الجنوب لدعم شعبيتهم في الشمال بظهورهم بمظهر الوحدويين الأقوياء الذين يحافظون على وحدة التراب بالقوة ، وهو ما أشعل الحرب مرة أخرى ومازالت مشتعلة حتى الآن ، وستظل مشتعله الى ان تعود الدولة الجنوبية جغرافياً كما كانت عبر التاريخ ويتم بناءها سياسياً واقتصادياً وثقافياً.

أخبار ذات صله