fbpx
هل يحضرون لغزوة ثالثة ؟

تناغم وانسجام الخطاب الاصلاحي والناصري مع الخطاب الحوثي والمؤتمري خلال الفترة الماضية يشير الی أن المسألة تتعدى مجرد الاحتجاج علی ما أسموه بعملية ترحيل لبعض الشماليين من عدن كانت اللجنة الأمنية قد دحضت جملة وتفصيلا وبالحجة والدليل كل تلك الضجة الاعلامية التحريضية المفتعلة…

هل يبحثون عن حجة فقط أو ذريعة لتوحيد الصفوف وترحيل الخلافات حول السلطة في صنعاء وحشد وتعبئة الشمال لغزو ثالث للجنوب علی غرار الغزوين الأول 1994 والثاني 2015م .

في حرب 1994م كانت الذريعة محاربة ” الشيوعيين الانفصاليين الكفرة ” .

وتصدر هذه الحرب الرئيس السابق على عبدالله صالح لكن المحرض الرئيس كان التجمع اليمني للإصلاح وقياداته كالشيخ عبدالله بن حسين الأحمر والزنداني واليدومي والديلمي الذين حشدوا “المجاهدين من الأفغان اليمنيين والعرب ” ولم يتوانوا حتی عن إطلاق فتاوى التكفير للقتال ضد الجنوبيين في تلك الحرب .

أما الغزو الثاني 2015 والذي ما زال مستمرا حتی الآن بشكل مباشر علی الجنوب وخاصة علی حدود محافظات لحج وابين وشبوه وبشكل غير مباشر من خلال الاحتياط الاستراتيجي المتمثل بجماعات الإرهاب والفوضی والطابور الخامس .

فقد تصدر هذا الغزو الحوثيون تحت حجة إلقاء القبض علی الرئيس هادي الذي كان قد وصل الی عدن في 21 فبراير من نفس العام بعد اقتحام وحصار منزله وسط صمت وتخلي الجميع في الشمال وأولهم أدعياء تأييد الشرعية…

وعندما غادر هادي عدن إلی الرياض تغيرت ذريعة الغزو الی محاربة “الدواعش” مع أن الحوثيين لم يقتلوا أو يلقوا القبض علی داعشي واحد في تلك الغزوة ، بل قتلوا المئات من أبناء الجنوب الأبرياء .

المحرض الرئيس في غزوة 2015 كان الرئيس السابق على عبدالله صالح لحسايات سياسية متعددة ، فيما كان الاصلاح صامتا عن هذه الغزوة والسكوت علامة الرضی . كان من الواضح منذ بداية عمليات التحالف العربي قبل أكثر من عام أن هم الجناح الشمالي في الشرعية المتمثل في الإصلاح والناصري والجباري ليس دعم عمليات التحالف في الشمال بقدر اهتمامه واستماتته لابقاء الجنوب في بيت الطاعة لصنعاء .

واليوم وفي الوقت الذي ما زال الغزو الثاني مستمرا وما زالت دماء الضحايا خضراء ومظاهر الدمار والخراب شاهدة ، نجدهم يبحثون عن حجة أو ذريعة جديدة لغزوة ثالثة باتجاه الجنوب !!

هل بقي لدى قادة الشمال اي اثرلحكمة سياسية او وازع ديني او ضمير أو اخلاق ؟ أم أن رغبة الاستيلاء علی ارض الجنوب وثروته هي من تحكم سلوكهم وسياسة : أما أن نحكمكم وأما ان نقتلكم !!! ألم يتعضون من دروس وعبر التاريخ المعاصر قبل الحديث والقديم ؟ …

ألم يدركون أن ضحايا مغامراتهم قد بلغت عشرات الآلاف من القتلی والجرحى والثكالی ودمار هائل ومعاناة لم تتوقف لدى عامة الناس من أبسط مقومات الحياة؟ اللهم قد بلغت … اللهم فاشهد