fbpx
الاوضاع الامنية.. افقدتنا الاتزان

تابعنا بقلق بالغ خلال الايام الماضية مجريات الاجراءات الامنية المتخذة من قيادة السلطة المحلية بعدن والهادفة اصلاح الوضع الامني المتردي والذي راح ضحيته خيرة الرجال الاوفياء غدرا ،وقد كانوا في معارك المقاومة والتحرير اسودا واثبتوا انهم للوطن حماة وحققوا النصر المبين.. حتى اتى الغدر المغلف بعدة مسميات وترصدات كانت قاتلة جبانة للأبطال ،وهو ما ادى لاستشعار المسؤولية الامنية وتفعيل الالة الاستخباراتية الموصلة للجناة والمجرمين.. وكان لابد من خطة رسمتها الجهات الامنية لا نعلم تفاصيلها لانها سر من اسرار العمل الامني الناجح.. الخ.

   وعند بدء تنفيذ العملية ظهرت اخطاء هنا وهناك وكل عمل بالتأكيد تصادفه عراقيل ونجاحات.. والمهم الدقة لاحراز النتائج المرجوة، وبدأت اجراءات بحث الاسباب الكامنة وراء تدهور الوضع الامني والاغتيالات وحامت الشبهات حول عناصر معينة، ثبت انهم ممن لا يمتلكون وثائق ثبوتية كالبطاقة ومقر العمل والسكن وغيرها، وتم احتجاز اشخاص على هذا الاساس ،ولكن تطور الامر الى ابعد من التحقيق والمساءلة، ووصل الى الترحيل وفق ضوابط امنية ،ما ادى الى ردود افعال عديدة لعل اهمها وابلغها اثرا هو اخواننا من تعز واب لكثافة تواجدهم بعدن، والاسباب متعددة ولامجال لذكرها هنا، وهنا علت الاصوات مستنكرة هذا الاجراء، فردت السلطات بان كل المخالفين خضعوا للعملية وفق القانون والدستور.. وان محافظات جنوبية ايضا تم ترحيل ابنائها حتى تتأكد هوياتهم وتبعد عنهم الشبهات، ومنها لحج ابين حسب السلطات.

   التأكيد الرسمي نفى ان الترحيل للشماليين فقط وانهم في وطنهم ولهم كل الحقوق واكد ان المخالفين كلهم تحت طائلة القانون وهو ما حصل حسب المصدر.

   نحن شاهدنا صورا ومقاطع فديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي وانتظرنا مزيدا من الوضوح حتى تكون تناولاتنا صحيحة وتساعد في الحلول اوان تكون ناقدة لما يجري اذا هو غير منطقي، او هو مناطقي حسب اراء عديدين من عدن او صنعاء او غيرها من المحافظات ،وكان العقل والمنطق يفرضان التروي خاصة منا نحن الكتاب والصحافيين قبل اصدار احكام وقناعات لا تخدم الامن ولا المواطن ولا عدن نفسها.

   انساق البعض للاسف منا نحن اصحاب الكلمة وبدأنا العزف النشاز متخذين من قناعاتنا الشخصية، ربما، او لمعاناة من احداث وويلات الحرب القذرة التي دمرت عدن المسالمة وناسها الطيبين، لكن بعضنا شطح به الخيال وبدأ يكيل السباب والشتم والاحكام المرفوضة تجاه اطراف معينة ما حدا بالطرف الاخر للرد الاقبح ،ونصبنا انفسنا بدلا عن الجهات الامنية وكأننا نحن القانون، في حين كان يفترض ان تكون تناولاتنا مساعدة ومساندة لا العكس.

   اقول وللاسف قرات مقالات اشبه بحرب بين دولتين واججت المشهد وازجت المناطقية المقيتة التي استغلها من يهمهم تدميرنا وغذوها واضافوا لها نار الحقد  ظانين انهم سينجحوا وهيهات لهم.. ولكن كما قلت ان اقلاما صورت نفسها درعا للشمال او للجنوب والهبت حماس الناس بالفاضي. انا اعرف بعض هؤلاء الزملاء هنا وهناك وان عنترياتهم ماهي الا الضرر الفادح والمعرقل لتنفيذ الخطة والقضاء على الارهاب والارهابيين وهو ما حصل فعلا.

   لقد لعبت الاقلام دورا سلبيا في تصوير المشهد وصورت الامور بعدائية وسوداوية لاوجود لها الافي مخيلة هؤلاء البعض، وبعض البعض لا موقف له الا بهذه الانتهازية القاتلة.. وقرأنا ما يهول وان عدن بيد حفنة متآمرين خونة من الشمال ،في حين رد المتعصبون على الجنوبيين بافضع ما يتصور، وللاسف هناك من هو وزير سابق او دكتور اكاديمي وصحافي محترم وكاتب ألمعي وساسة ومثقفين كلهم تورطوا في وصف المشهد عن بعد.. في حين انبرى عقلاء نحني لهم الهامات لطرحهم المتعقل والخائف على وطن وشعب ما كاد ليكنس اثار حرب قذرة علينا الا وبدأت المعاول تهدم، وهو الاخطر والمخيف حقا.

   واقول حقيقة ولا يزعلن مني زميل او رفيق او حبيب، ان الحملة الامنية مطلوبة ولكن بحسابات دقيقة للنتائج وان الابرياء لا يمكن ان يكونوا حجر الرحى لأولئك القتلة والمجرمين وان القانون سينفذ ضد المخالفين سواسية وان الردع لابد منه لتحقيق الامن والامان لزا جميعا.

   ولا ننسى ان الهوية مطلوبة الان وليس غدا وان القانون لا يحمي المغفلين.

   ختاما.. نأمل من رجالات القلم ان يكونوا شوكة الميزان والا ننحاز لنشعل حرائق بل علينا اطفاءها ان وجدت ومن يحب عدن عليه ان يذعن للإجراءات القانونية الصحيحة، وان وجدت اخطاء حتما ستصوب ولنعلم نحن الكتاب ان الكلمة سيف ذو حدين..وانتفاضة عدن اليوم هي الافضل بالنظر للماضي القريب والبعيد..

   ولتسلمي ياعدن ولنكن كلنا مع الامن والسىلام، وتحية للقائدين الزبيدي وشايع.. وعسى ان تنجلي الغمة ،وان غدا سيكون الاجمل ان شاء الله تعالى.