fbpx
ألا يوجد خونة شماليون؟*

بقلم/د. عيدروس نصر ناصر**

يمكن مناقشة ردة الفعل الهستيرية المنظمة التي رافقت الحملة الأمنية في عدن من قبل كتاب شماليين كبار وبعضهم كان ذات يوم وزيرا لكل اليمن (شمالا وجنوبا) ومنهم أساتذة جامعيون وباحثون يمنيون (في شؤون الشمال والجنوب) وغيرها من الصفات الوحدوية جدا، ومع ذلك وضعوا كل هذا جانبا وراحوا ينوحون على (الضحايا) الشماليين الذين تستهدفهم الحملة الأمنية، يمكن مناقشة هذه القضية من زواية الخيانة والأمانة..

ولن أكرر ما أشرت إليه من براهين تؤكد أن عشرات آلاف الشماليين المقيمين في عدن وفي كل مناطق الجنوب لم يتعرضوا لأي أذى طوال فترة الغزو والاحتلال التي تعرض لها الجنوب، بما في ذلك من كانوا سببا في إيذاء المواطنين الجنوبيين والمساهمة في جرائم النظام، مع استثناءات صغيرة تجرى بين أبناء القرية الواحدة والحارة الواحدة.

الإخوة المثقفون (الكبار)، (الوحدويون جدا)، أرادوا من خلال الزوبعة المنظمة والمفتعلة أن يقولوا لمحافظ عدن ومدير أمنها: ” ليس لدينا مانع أن تطبقوا القانون، ولكن ليس على الشماليين، وإلا فأنتم “عنصريون” و”انفصاليون” و”عملاء لأيران” إذا ما فكرتم بتطبيق القانون على الشماليين”.

سؤالي لكل هؤلاء (وإعني المؤيدين للشرعية) هل الشماليون أنبياء وليس بينهم خونة وعملاء ومجرمون ومندسون في مختلف الهيئات والأشكال؟ ألم تقاتلوهم في دياركم وقرب منازلكم لأنهم ألحقوا بكم وبأهلكم كل هذا الخراب وهذا الدمار وهذا التراجع قرونا طويلة إلى الوراء؟

هل تعتقدون أن هؤلاء الخونة الذين تحاربونهم في عقر دياركم لم يفكروا في العودة إلى عدن وبقية مدن الجنوب حتى وقد دحروا منها مهزومين؟

وآتي إلى تعز الحبيبة التي كتبت عنها أكثر مما كتبت عن عدن، نظرا للعدوان السافر الذي تعرضت لها وما تزال: ألا يوجد من أبناء تعز من ناصر الحوثيين ووقف إلى جانبهم وما يزال يقاتل في صفوفهم ويوفر لهم العون والدعم والتسهيلات؟

ولمزيد من المعلومات فقد كشفت الحرب على عدن أن العشرات ممن تم أسرهم من صفوف الحوثيين كانوا من أبناء إب وتعز وقعطبة والحديدة، وهذا أمر طبيعي فأمثال هؤلاء موجودون في عدن وأبين وشبوة ولحج وكل مكان، إلا إذا كنتم تريدون أن تقولوا لنا أن المجرمين والخونة والقتلة الشماليين يتحولون إلى ملائكة عندما يدخلون إلى عدن.

إن الادعاء بطهارة الشماليين وبالتالي مظلوميتهم عندما يتعلق الأمر بالجنوب هو عنصرية مغلفة برونق الوطنية والإنسانية الزائفتين، وهو لا يختلف عن نظرية “النقاء العرقي” و”الاصطفاء السلالي” الذي يقول به الحوثيون ومن على شاكلتهم في كل زمان ومكان حتى وإن جاء من أكثر الناس تغزلا بالوردة والعطر والفراشات وأكثرهم حديثا عن الرقة والعاطفة والرومانسية والإنسانية.

ــــــــــــــــــــــــــــ

*    من صفحة الكاتب على فيس بوك

*    رئيس مركز شمسان للدراسات والإعلام