fbpx
مفاوضات الفشل وعبثية المهزلة!

مسكين المبعوث الدولي لليمن إسماعيل ولد الشيخ كان أمله ان يحقق نجاحا عمليا في مساعيه التفاوضية بالكويت بين مراكز القوى القبلية والعسكرية والطائفية والإرهابية المتناحرة باليمن ؟؟ وكان يتوقع بأن الفرصة سانحة لديه لإمكانية ترويض تلك التحالفات العدوانية باليمن، خصوصا وان دولة الكويت هي الراعية والمستضيفة لذلك التفاوض العبثي !

وبالرغم من صبره ورباطة جأشه التي تحلى بها وقدرته على المراوغة في مواجهة عنجهية المواقف والتصرفات الفوضوية بين ممثلي تحالفات طرفي التفاوض المتحاربة، إلا أن كل ما كان يأمله ويتوقعه ذهب ادراج الريح وتبخرت جهوده في جبال مران وفج عطان والبعرارة . فماذا تبقى لديه بعد كل هذه الجهود والمحاولات التي تجاوزت أيامها التفاوضية حدود العقل والمنطق؟؟ كيف لدبلوماسية ولد الشيخ ان تبرر فشلها وخيبة الأمل فيها من قبل هيئة الأمم المتحدة بعد ان كانت تراهن عليه بانه سيتمكن من ترويض واستئناس وحشية المذهب الزيدي وعقلية التعصب المجوسي.

نعم.. لقد فشلت دبلوماسية ولد الشيخ ومعه فشلة دولة الكويت وضاع جملها وكرم استضافتها فصار الأول يحوم حول نفسه في فراغ يحسد عليه، بينما الأخر لم يزل فاتح الأبواب بسماحة قلبه وسعة صدره… لعلى وعسى أن يفيق بعض شعور الحياء فيخجل فريقي التفاوض اليمني من محاولات رعاة السلام الإقليمي والدولي، فيرتضوا بإصلاح ذات البين بين الاخوة الاعداء ؟؟؟.

وفي هذا الحال وما وصلت إليه جهود المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ احمد من خيبة أمل وانسداد أفق الوصول إلى ما كان يراهن عليه المجتمع الدول، من تحقيق ولو قليل من النتائج المرضية، التي تشجعه على استمرار بذل الجهود السياسية والدبلوماسية لحل الأزمة اليمنية المتفاقمة.

لهذا يحق لنا ان نقول للمبعوث الدولي في اليمن، وللمجتمع الدولي وللأشقاء العرب وفي دول مجلس التعاون الخليجي الكرماء. بأن أزمة اليمن وجهود السلام والاستقرار المبذولة لا ولن تفلح أو تنجح مهما تعددت محاولاتها وتوزعت اماكن التفاوض بشأنها، إلا بأولية حل قضية شعب الجنوب السياسية، وذلك بضرورة الاعتراف الرسمي والعلني بأهدافها التحررية المشروعة من قبل المجتمعين الإقليمي والدولي، والتسليم بمطالب شعب الجنوب بفك الارتباط واستعادة دولته المستقلة كاملة السيادة..

وعلى المبعوث الدولي إذا كان يريد فعلا ان يحقق النجاح المطلوب في مهمته السياسية والإنسانية باليمن.. فما عليه إلا ان يصارح الأمين العام للأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن الدائمين وأعضاء الهيئة العمومية، بأهمية العودة إلى أساس الأزمة وجوهر المشكلة باليمن وهي حق شعب الجنوب العربي في تقرير مصيره بنفسه واستعادة دولته المستقلة كاملة السيادة بحدودها السياسية والجغرافية لما قبل 1990 والمعروفة بدولة (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية).

فهل يهدي الله ولد الشيخ احمد لينقذ نفسه من مهزلة التفاوض العبثي، وسخرية الرأي العام الإنساني والدولي من تكرار الفشل واحباط خيبة الظن فيه وبمن سبقوه !؟؟

نأمل ونتمنى منه ان يفعل ذلك وله ضمان التوفيق والنجاح من الله في نزع فتيل الأزمات والحروب باليمن، واستتاب الأمن والاستقرار في منطقة جنوب الجزيرة العربية…وحينها سيدخل إسماعيل ولد الشيخ التاريخ السياسي والدبلوماسي من اوسع أبوابه..