fbpx
الغفوري يهدد ويتوعد الجنوب بـ ” طبلة المخلافي ” !

كنت اعتقد ان ” طبلة المخلافي ” الشهيرة التي أرعبت مليشيات الحوثي في تعز وجعلتهم يسلمون أسلحتهم ويعلنون استسلامهم للقائد الداهية السيد المخلافي هي اكبر ما يمكن لهذه الحرب ان تقدمه لنا من ” كوميديا ” تجعل المنهكين من غبار المعارك ونيرانها يتنفسون قليلا ثم يبتسمون ! .. وكنت اعتقد ايضا ان ” هرطقات ” العامري ونجيب غلاب وسخافات أنيس منصور وعادل الشجاع وبقية الجوقة الإعلامية هي الفئة الوحيدة التي تمتلك قلوبها المساحات الأكثر حقدا على الجنوب والجنوبيين دون غيرهم ! ..

وكنت أظن ايضا ان الثقافة يمكن ان تشكل قوة معاكسة داخل النفس البشرية الأمارة بالسوء , فترجح نوعا معا ما يمكن للمنطق ان يتبناه من رؤية عقلانية تعترف بالقيم الحضارية والإنسانية وتردع النفس عن شرورها وأهوائها المريضة خاصة حينما يتعلق الأمر بملايين البشر.. لكن مقالة مروان الغفوري الأخيرة والتي جاءت بعنوان : أمام عيدروس الزبيدي أضع هذه الكلمات .. عن ألف عام قادمة من الحرب , نسفت كل تلك التوقعات والاعتقادات وشكلت في حقيقة الأمر صدمة كبيرة لي شخصيا ليس لأنها جاءت من مروان الغفوري نفسه , فقد سبق له ان أتحفنا بمقالات من نوعية رديئة فيما مضى تعلقت بالشأن الجنوبي , وإنما لأنه في هذه المرة تجاوز كل الحدود التي يمكن لمثقف يحترم ذاته ان يقف على حدودها احتراما – على الأقل – لقيمة الإنسان وما يستحقه من تقدير ناهيك عما تفرضه معاني احترام خيارات الشعوب وحقها الطبيعي في تحديد مصيرها حتى باللغة التي يفهما ” الشمالي ” لقضيتنا الوطنية .. قضية الجنوب .
خلتك يا مروان إلى وقت قريب ” شيئا ما ” ولكنك خيبت ظني .. فلم أتوقع ان تنكشف حقيقة تفكيرك السطحي إلى هذه الدرجة والى هذا الحد الذي يتماثل تماما مع تفكير وعقلية شيخ قبلي من ” مطلع ” وفقا لتعريفاتكم الدراجة !! … ترى ماذا أبقيت يا سيد مروان لبقية الجهلة من ” صبية مران ” الذين يتحدثون بلغة الكلانشيكوف التي يحملونها على أكتافهم ثم يساقون إلى أرضنا على ظهور الشاحنات لمحاربة ” الدواعش والتكفيريين ” منا كما يقال لهم بعد الذي كتبت ؟!! ماذا أبقيت في عقلك وفكرك من زاد خلافا لذلك الذي حرض بموجبه شيوخ الإصلاح جنود وقوات الجيش اليمني للذهاب إلى عدن للقضاء على ” الشيوعيين الماركسيين ” الذين الحدوا وفرض عليهم الدين قتالهم واستباحة دمائهم وأموالهم وقتل أطفالهم ونسائهم وفقا لفتوى شيخك الجليل / عبدالوهاب الديلمي ..! لم نعجبكم يامروان ” اشتراكيون ” فطبعتم علينا ختوم الإلحاد وأقمتم علينا الحدود في حرب 1994 م , ولم نعجبكم كذلك ” محافظون ” فحولتمونا إلى ” دواعش وتكفيريين ” بختم السيد الإمام / عبدالملك الحوثي .. فالمالذي تريدون منا بالضبط وعلى وجه التحديد ؟؟!! … اعلم تماما يا مروان انه سؤال ساذج ! لأن ما جاد به قلمك وفكرك يفصح كما لم يفصح من قبل عما هو مطلوب منا .
مروان الغفوري .. ويا للأسف , خلع عنه رداء المثقف الواعي , ولبس ثياب ” شيخ القبلية ” الرثة , وتمنطق بالجنبية على خاصرته , وشد رأسه بعمامة قبيلي أحكمت عليه دوائرها فأغلقت جميع المنافذ التي يمكن ان يتنفس منها عقله حكمة ووعيا مما ادخره من زاد ثقافي فيما سبق , ثم ما لبث في لحظة واحدة إلا وتقوقع منكسرا تحت طائلة ثقافة راسخة أرسى دعائمها الإمام الهادي , وورثته من الجمهوريين فيما بعد .. كسر القلم بيده وخط كلامه على الورق بحد الخنجر المعقوف أسوة بأسلوب قدوته الشيخ / حميد بن عبدالله الأحمر الذي قال انه قد التقاه في دوسلددورف مدة خمس ساعات كاملة .. قبل ان يخبرنا ان تحدث مؤخرا مع البخيتي علي هاتفيا لمدة زادت عن الساعة الكاملة وكلها حش في الجنوب !! يا للأرقام الخرافية يا مروان ويا للعباقرة الدهاة الذين قابلتهم وتحدثت معهم ! وياللقول الثقيل الذي أخبروك به عن بلادنا وشعبنا العظيم !
في الحقيقة ان مقالة الغفوري كان يمكن لها ان تحوز على جائزة المقالة الأكثر تناقضا في مضامينها و الأكثر تصادما في أفكارها , وهي ايضا من النوعية التي تعري صاحبها تماما وتكشف عن جوهر شخصيته وتفكيره ونفسيته , كما وإنها مثلت في جانب منها ” سقوطا حرا ” لشخصية مروان في مستنقعات الحقد والضغينة العمياء دون ان يعلم , ذلك لأنه أتي بما لم تأتي به الأوائل من قومه الغزاة الذين لا يرون في الجنوب إلا ارض وثروة وشواطئ واسعة وطويلة تمتلكها مجموعة من ” الهنود الحمر ” الذين هم نحن بطبيعة الحال , والذي عليهم الخيرة والاختيار بين أحد أمرين لا ثالث لهما : اما الاحتكام لقوانين ونواميس الشمال التي يروناها لكيفية بقائهم على هذه الأرض التي هي في الأساس لهم , واما الحرب والإبادة !! .. هكذا هو مختصر ما تحدث به مروان بلغة ” المواطن الشمالي ” على حد قوله .
من يقرأ ما كتب الغفوري سيتبادر إلى ذهنه فورا ان هذا المروان ربما يظن ان هذا الكوكب الأزرق لا يعيش عليه سوى نحن وإياهم ! وانه لا توجد عليه أمم حيه وشعوب حرة , وان لا مؤسسات دولية تنظم علاقات الشعوب ببعضها وتتناول قضاياها وفقا للقوانين الدولية ووفقا للمصالح ايضا ! .. يتحدث وكأننا ” قبيلتين ” متجاورتين في صحراء قاحلة لا بشر فيها إلا نحن وهم ..مروان يتحدث وكأننا بمعزل عن العالم وانه وقبائله الشمالية وحينما تحين اللحظة سيحشدون جموعهم كالجراد حاملين سيوفهم مهللين ومكبرين على طريقة حروب الجاهلية باتجاه الجنوب للثأر والنهب والبقاء من اجل الحياة كما قال ..!! هل أنت جاد يا رجل فيما تقول ؟!!
الجنوب لدى مروان كما قال ” دالة غير قابلة للتعريف ” فلكل جنوب جنوب !! هكذا يقول ! اما هم .. فهم أس الدالة وأبوها وأمها , يقول هذا ثم يذهب يائسا إلى كهوف التاريخ تماما كمثل الجيولوجي الذي يحمل الأزميل ويبحث في الكهوف والنقوش التاريخية لعله يعثر على ما يعينه على ” إثبات ملكيته ” للجنوب وأهلها ! فيأتي لنا بالشيخ الحضرمي باكرمان تارة والسيوطي وابن الجوزي وابن خلدون وغيرهم تارة أخرى .. كل هذا ” مشارعة ” من اجل إثبات ملكية على الجنوب , مستعريا نفس العقلية التي ظهرت لنا قبل سنوات مضت من قلب هذه الثقافة المضحكة لتدعي ملكية القمر وفق ” بصيرة ” تاريخية صنعانية … مالذي حصل لعقلك يا مروان – عافاك الله – حتى تفكر بهذه الطريقة المتخلفة ” البصائرية ” ان جاز التعبير للبحث في مكونات الدولة الوطنية ؟! هل تعتقد ان إي دولة عربية وطنية حديثة نشأت بحدودها المعروفة لي ولك حاليا استنادا إلى حفريات التاريخ وأزميل الجيولوجي ومقولات باكرمان ؟! .. أعقل يا رجل ..
في هذا المجال أنصحك بتواضع شديد ان تقرأ في هذا كتاب المفكر الكبير بنديكيت أندرسون ” الجماعات المتخيلة ” الذي سيفسر لك لماذا يجمعني معنى الجنوب كوطن بشلال شائع الذي ينتمي للضالع ولا يجمعه نفس الشعور الوطني بالانتماء لدولة ما مع احد ما قريب منه جغرافيا في دمت على سبيل المثال أو معك حتى ! .. اقرأ للمفكر العربي / محمد جابرالانصاري في كتابه الشهير / تكوين العرب السياسي ومغزى الدولة القطرية للتعرف على العوامل والظروف التي تخلق في وجدان الإنسان الشعور الجماعي بالانتماء لهوية وطنية محددة .. وفي هذا السياق يمكنك ان تسأل نفسك لماذا شعرت أنت شخصيا ان حميد الأحمر اقرب لك على سبيل المثال من الجفري أو حيدر العطاس الذي تهجمت عليهما بما لايليق ! ثم .. عليك ان تبحث عن النظريات التي تفسر لك ما يحدث على ارض الواقع وليست تلك التي تريد ان تبرر من خلالها قناعاتك الشخصية المسبقة والراسخة سلفا .
وفي جميع الأحوال وحتى لا نذهب بعيدا عن مضمون ما تحدث عنه الغفوري من كلام بالغ الخطورة , دعونا نطرح ونناقش بعض الفقرات الخطيرة كما وردت منه حرفيا , فعلى سبيل المثال يقول مروان مذكرا بالطريقة التي يفكر بها الإنسان في شمال اليمن : ” يرون ان 20 % من السكان يريد الانفصال ساحبا معه 65 % من الأرض , تاركا 80 % في الجبال والعزلة وقليل من المطر في اب ” ! … طبعا هو يقصد ان الجنوبيين هم آل 20 % من السكان الذين يريدون ان ينفصلوا ويسحبوا آل 65 % من ارض الدولة لهم بغير حق.. ! .. يتحدث مروان بهذه اللغة وكأنما وان الجمهورية اليمنية هذه نشأت واستقلت في يوم تاريخي واحد , وإنها كانت منذ ذلك التاريخ دولة واحدة شأنها في ذلك شأن الجمهورية العربية السورية على سبيل المثال أو جمهورية مصر العربية وان آل 20 % من سكان مصر من النوبة على سبيل المثال تريد ان تنفصل .. الخ من الهرطقات والخزعبلات التي يستند لها مروان وهو يعلم أنها كذلك مجرد ترهات , ونسي أو يريد ان ينسى ان هؤلاء آل 20 % كانوا إلى يوم 21 مايو 1990 م دولة عربية مستقلة شأنهم شأن إي دولة عربية أخرى , وان هذا الوجود لتلك الدولة هو الذي رسخ في وجدانهم الشعور الجماعي بهوية الدولة والانتماء لها وهو جعلهم يطالبون باستعادتها كما كانت يامروان بعيدا عن دهاليز النقوش التاريخية وتوثيقات باكرمان , وهو نفس السبب الذي يجعلهم يقدسون – نعم يقدسون – علمهم الذي لا يعجبك ويرفعون إلى جانب علم الإمارات العربية المتحدة التي قلت ان عمرها اقل من عمر كابتن المنتخب اليمني .. ياللخيبة ! لكنك نسيت ان هذه الدولة الفتية قطعت أرقام فلكية في التقدم لم تحقق إي امة على الأرض قياسا بالزمن .
لكنه المؤسف جدا ان يفكر مثقف بعقلية شيخ قبيلة في العصر الجاهلي حينما يتحدث بلغة المساحة والمطر والمرعى الذي يمكن ان ترعى فيها الإبل والغنم والقبيلة ! .. ونسي مروان ان ” عقل الإنسان ” هو الثروة الحقيقية التي تستحق الاستثمار الحقيقي وهي المفتاح الرئيسي لتقدم الشعوب ورخائها وتطورها , وبموجب هذا الحساب للثروة الحقيقية التي يقول بها إي إنسان يعي أسباب التقدم ستكون حظوظ الشمال في التقدم اكبر وأكثر من الجنوب يا صاحب المنطق اليائس .. اما بحسابات ” المرعى والكلى وأمطار اب وتعز ” .. فهذه هي الحسابات البائسة التي من المؤسف جدا ان تصدر عن نخب يتأمل منها الشعب أملا وخيرا فإذا بهم يتبنون نظريات مضر وتغلب في القرن آل 21 .
والملفت في مقالة الغفوري أنها تدرجت في لغة التهديد والوعيد .. فهي تدرجت من لغة مهذبه في البداية إلى لغة اكتست وتغلفت تماما بمفردات ” البلطجة الصريحة ” .. فها هو يقول في فقرة تهديدية أخرى : سيقف مئات الآلاف إلى جوار إي قوة سياسية أو عسكرية تعدهم بالحفاظ على أراضي اليمن , ليس لأن الوحدة اليمنية شأن ديني مقدس بل لأمر آخر , ذلك ان نقيضها سيعزلهم في الجبال ويجفف مصادر رزقهم وينزع عنهم جزاء من سكينتهم وتاريخهم ووجودهم وكذلك مصالح أبنائهم !! .. لك عزيزي القارئ الكريم ان تصدق ان هذا القول تحدث به حرفيا من نسميهم ب : مثقفي الشمال ” !! .. هاهو مروان يعود مرة أخرى للحديث بنفس اللغة التي لا ترى في الجنوب إلا ارض لهم هم وحدهم الحق فيها .. وكأنما وهؤلاء الذين يتحدث عن مصالحهم مروان والذين سيعزلون في الجبال على حد قوله , كانوا يعيشون في أبين وشبوة للأف عام مضت ثم ذهبوا في رحلة استجمام مؤقتة إلى جبال الشمال فأتي من قرر فجأة عدم حقهم في العودة إلى أرضهم أسوة بعرب 48 من الفلسطينيين مثلا ! . الم تكن هذه النسبة التي تبكي على مصالحها الضائعة ياسيد مروان بموجب محددات المصالح الكالحة التي تعتمدها مستقره في هذه المناطق الجبلية منذ آلاف السنين من قبل ؟ .. الم تستقر هذه الجموع وتعيش في كل مراحل التاريخ السابقة في مناطقها تلك بسلام وسكينة وهدوء ..! فمالذي تغير إلى حد ؟
ومن جهة أخرى يبدو واضحا ان بلطجة مروان لا حدود لها .. ويبدو ان هذه اللغة الرديئة الجاهلة ساقت صاحبها إلى ذروة الخطاب العدائي حتى بدا لي وكأنه قد تقمص شخصية علي عبدالله صالح يوم 72 ابريل 1994 في خطاب الحرب الذي أعلنه من ميدان السبعين يومها على الجنوب , فها هو الغفوري – وبلا أدنى ذوق – يقول ان القاعدة التي اجتاحت أبين ب 500 مقاتل فقط لا يمكن مقارنتها بالموجات البشرية الشمالية التي يحذرنا منها مروان بأنها ستندفع نحو الجنوب لتحتله وتجعل منه مستقرا لها ؟!! ياللكارثة وياللصدمة وياللهول يا غفوري مما قلت ..!! إذا هو تحذير صريح كما أعلن عنه هذا المعتوه .. ولكنه لم يخبرنا كيف يمكن ان يحدث مثل هذا الغزو عمليا ؟ وكيف يمكن ان يستقر في أرضنا ؟ وكيف يمكن ان ينتج الحياة ؟ وكيف يمكن ان يتعامل معه شعب الجنوب الباسل ؟ وكيف يمكن ان يقبل به المجتمع الدولي ؟ … كل هذا في وجهة نظر مروان ليس حربا ذات أبعاد مناطقية عنصرية حتى وان تلونت بالدم والموت والدمار والخراب الذي يمكن ان ينتجه مثل هذا الخيال المريض ان تحول إلى واقع .. لكن إي مساس بأي شمالي في الجنوب ولو بموجب قانون سلطة محلية هو العنصرية بعينها وهو الخط الأمر !!!
إذا .. مقبول في عرفك يا غفوري ان يهجر عشرات الآلاف من الجنوبيين في حرب 1994 م عبر الصحراء والبحر إلى كل حدب وصوب في سبيل وحدتكم البغيضة , ومسموح في عرفكم ان يحال أكثر من 60 ألف جندي جنوبي إلى التقاعد العنصري بعد الحرب ومسموح في عرفكم ان ينهب ثروات الجنوب شيوخ الشمال كما نهبوا تعزكم من قبل … لكن هذه الممارسات ليست عنصرية أبدا .. تبا لثقافتك يا مروان هذه التي لم تسعفك في قول كلمة الحق ؟ تبا لها من ثقافة هذه التي لم تخلص صاحبها من مرض عضال يفتك بنفسيته وينهكها إلى هذا الحد الذي تخرج منها كل هذه الأفكار الرديئة .
كان حريا بمثلك يامروان ان يستنهض همم أبناء تعز ويحلل أسباب فشلهم الذريع في صد غزو الحوثي .. كان لمثلك يا مروان ان ينتهز هذه الفرصة التاريخية التي جلبتها لكم ولنا الظروف للتخلص من هيمنة الطغاة الذين استعبدوكم في تعز عدة قرون مضت أكثر مما فعلوا بنا في الجنوب كما ونوعا ألف مرة ..! كان حريا بك بامثالك من أبناء المناطق الوسطى ان يتحدث عن ” العبودية الحقيقية ” التي ترسخت في ممارسات شيوخ شمال الشمال تجاه المواطنين المسحوقين من أبناء تعز واب وبقية المناطق المنكوبة ! كان حريا بك ان تستشهد بالجنوب وكيف انتفض وقام من وسط الرماد ليحرر نفسه من ” غزاة آل الأحمر ” إلى الأبد .. كان يفترض عليك ان تدرس العوامل التي ساعدت الجنوب على النهوض والنصر المبكر في فترة زمنية قصيرة أذهلت الجميع وشهد بها الجميع بدلا من التهديد الأجوف الذي تطلقه بحسابات الرعي والمطر !! كان لمثلك ولنخب تعز ان تتحالف بشكل جدي مع عاصفة الحزم لتحرر تعز إلى الأبد من أغلال صنعاء التي أدمت معاصمكم وبلدت عقولكم حتى جعلتك تهرع إلى دوسلدورف لتحتضن احد أباطرة استعمار تعز وشعبها المغلوب على أمره .
حديثك يامروان عن ان اللغة التي يتحدث بها الجنوبيون تساعد الحوثي وعفاش على تحقيق مشروعهم في الشمال يفترض ان قواتكم تحيط بصنعاء من جميع الاتجاهات حتى انه لم يبقى لها من سبيل للخروج من الهزمية التاريخية إلا استنهاض البشر ضدا على خطاب الجنوبيين الانفصالي على حد قولك .. يا رجل انظر حولك للجموع من الألوف المؤلفة التي تساند الحوثي وتجمع له المال والذهب دعما له ولمشروعه حتى قبل ان تتحرر عدن وفي مرحلة كانت فيها محافظات الجنوب تحت الهيمنة الحوثية … انظر إلى عشرات الألوف منكم الذين تدافعوا قبل شهر أو أكثر إلى ميدان السبعين احتفائا بالمخلوع وتأكيدا منهم على تبعيتهم له ولعبوديته !! فهل تريد من شعب الجنوب ان يقتدي بهم مثلا ؟؟ .. ثم على رسلك أنت وصاحبك الضابط الذي يهدد بفتح المنافذ لهم للعودة مرة أخرى للجنوب وكأنما وهو قد شكل فيما سبق سدا منيعا لهم من الوصول إلى العند .. أم ان مليشيات الحوثي وعفاش التي عاثت في الجنوب دمارا وقتلا وخرابا قد هبطت علينا بالبرشوتات دون ان نعلم ؟!
لكن دعني أتوقف أخيرا أمام كلام صاحبك وحليفك حميد الأحمر .. وبما اسر لك به وهمس به في إذنك ونال من نفسيتك رضا وسعادة كان يفترض ان تتساءل عن أسبابها الحقيقية .. إذا حميدك يقول : إذا طلب وحدويو الجنوب دعما من الشمال , أو من الإصلاح , فلن نتأخر ..!! هذا ما قاله لك حميد وفرحت به … حسنا . كان يفترض على حميدك هذا ان يساعد نفسه على تحرير منزله المحتل والمنتهك أولا قبل ان يتحدث عن ” الفزعة ” لمن يصفهم بالوحدويين من أبناء الجنوب , وكان عليه الان ان يتحدث عن المعركة الحالية التي يقول وحزبه أنهم يخوضونها جنبا إلى جنب مع التحالف لسحق صالح والحوثي بدلا من القفز إلى المستقبل واحتمالاته تجاه الجنوب ومصيره , ثم كان عليك أنت شخصيا ان تدرك ان الرجل وقع في تناقض كبير خلال دقيقه واحدة فقط أثناء حديثه التاريخي معك .. فهو يقول من جهة انه مع حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم ثم يعود ويهمس بخبث ولكن .. ان طلبوا منا العون المسلح ضدا على حقهم في تقرير المصير فلن نتردد من الانقلاب على نتيجة الاستفتاء وخوض معركة مصير معهم لكي نتمكن من الجنوب عبرهم ..!
يا مروان … دع الجنوب لأهله وابحث عن شانك بجديه ان أردت ان تكون حرا ..