fbpx
فن الدفاع عن القتلة

د عيدروس نصر ناصر
من أطرف ما ووجهت به الحملة الأمنية في محافظة أن كل المتباكين والمنتحبين على أبناء الشمال الذين يقولون أنهم مظلومون بسبب هذه الحملة الأمنية كلهم خرجوا من كنف عفاش والحوثي، وانتقلوا إلى صف الشرعية عندما وجدوا ما لديها من الدسم يفوق ما لدى سيدهم السابق، أقول من أطرف ما في الحملة أنها لم تقل أن هناك معتقلون أو مرحلون من أبين أو لحج أو الضالع أو حضرموت أو شبوة بل يتباكون فقط على محافظة أو محافظتين على أساس شطري ويتبجحون بالوحدوية والوحدوية منهم براء.
هم يطلبون من الحراك الجنوبي أن يذهب ليقاتل لهم الحوثي وعفاش في محافظاتهم نيابة عنهم ويبقون هم في قصور الخمسة نجوم، وعندما يواجه الإرهاب الذي يوجهه أسيادهم يصرخون ” إنها التصفية العرقية” ، هم يتبجحون بحكاية دولة النظام والقانون وهم يرفضون أن يحمل المواطن هويته الشخصية في بلد عدد جرائم القتل فيها أكثر من عدد النقاط الأمنية (التي أغلبها لا تطارد مجرما ولا تنفذ قانونا) . .هم يتحدثون عن المواطنة المتساوية لكنهم لم يتحدثوا قط عن الجرائم التي ارتكبها سادتهم في الجنوب منذ مذبحة 1994م وجرائم 2997م في حضرموت وعدن وجرائم 2007-2010م الموجهة ضد فعاليات الحراك الجنوبي المختلفة، ثم جريمة المعجلة ورفض التي راح ضحيتهما أكثر من 50 فرداً معظمهم من الأطفال والنساء والعجزة وجريمة مصنع الذخيرة التي ابتلعت أكثر من 200 ضحية، يسكتون عن كل هذه الجرائم، وغيرها كثير، لا لشيء، إلا لأنها جرت في أرض لا يشعرون بأنها أرضهم وضد أناس لا يشعرون بأنهم أناسهم، وبعد هذا يتبجحون بالوحدة والوحدوية.
الحملة الشعواء المضادة الموجهة ضد الحملة الأمنية في عدن ليس الغرض منها الدفاع عن ضحايا (حقيقيين أو مفترضين) فهؤلاء الضحايا إن وجدوا لا بد أن يكونوا من كل المحافظات، وأعرف كثيراً من المعتقلين من مناطق جنوبية عدة، لكن التباكي على أبناء تعز والشمال عموما يحمل مضمونين اساسيين يخفيهما أصحاب هذه الحلمة: فهو أولا يكشف أن أصحاب هذه الحملة لم يكونوا قط صادقين عندما يتحدثون عن البلد الواحد والمصير الواحد والمستقبل الواحد وأنهم (شماليون وعيا وسلوكا وعنصريون فهما ومعرفة وشطريون قلبا وقالبا) مهما تبجحوا بالوحدة والوحدوية، أو أن الوحدوية عندهم أن يكون طغاة الشمال هم الآمرون الناهون وشرفاء الجنوب ومواطنوه عموما هم المطيعون، وثانيا إن الحملة ترمي إلى تحريض المواطنين الشماليين البسطاء ضد النجاحات التي بدأت تلوح في أفق عدن ولحج وأبين وحضرموت، وقبل هذا وبعده إن مضمون هذه الحملة هو التستر على منفذي الأعمال التخريبية وجرائم الاغتيال من أن تطالهم الحملة الأمنية فيفشل المخطط “القاحوفاشي” الذي تتحالف فيه القاعدة مع الحوثي وعفاش من أجل هدف واحد وهو إعادة الجنوب إلى بيت الطاعة للخضوع مرة أخرى لسلطة النهب والسلب والسطو والاغتصاب.
خاتمة: لم يعلق كاتب واحد ممن سالت دموعهم زيفا على (ضحايا) الخطة الأمنية، عن بيان اللجنة الأمنية في محافظة عدن الذي فند زيف وكذب وافتراء ما احتوتها سلسلة المقالات والتعليقات التي سارع أصحابها إلى التنديد بقيادة محافظة عدن والانتقام من نجاحاتها والمطالبة باستبدالها حنينا إلى أيام قيران وطريق وأحمد الكحلاني.