fbpx
عنصرية الحملة وحملة العنصرية !

الكاتب /صلاح بن لغبر

مرة اخرى يثبت الشماليون بكل أنواعهم وتوجهاتهم وأسيادهم أنهم عندما يتعلق الامر بالجنوب فهم يد واحدة .
حملة إعلامية واجتماعية شرسة ومنسقة ومدعومة أطلقها شماليون عقب الإجراءات الامنية المتخذة من قبل اللجنة الامنية في عدن ولحج انخرط مستقفو الشمال ومسؤولوهم وأحزابهم وصحفهم ومواقعهم ومطابخهم ومخابراتهم وقتلتهم ومجرموهم وفاسدوهم في هذه الحملة العنصرية مستنكرين على الجنوبيين ان يحموا عاصمتهم ، جميعهم سخروا السنتهم وأقلامهم وافلامهم ينددون ويقبحون ويسبون ويشتمون وينصحون ويهددون ويتوعدون ، كل ذلك لأنهم سمعوا خبرا من فاسق مفاده ان سلطات عدن ترحل الشماليين ، فورا أعلنوا حربا على الجنوب وقادته ومقاومته دون ان يكلف احدهم نفسه التأكد من الخبر الفاسق، بل اصطفوا مرة اخرى تماما كما اصطفوا عشرين عاما خلف جيوشهم وهي تشن الحروب تلو الحروب على الجنوب، وعندما صدقوا واقتنعوا ولإيزالون ان الجنوبي كافر حلال الدم والأرض، وان ضبعان حين كان يقتل الأطفال يقتلهم لأنهم خطر على الاسلام ، في حين كانت مساجد قعطبة تدعو له قنوتا بالنصر ، وان هذه الارض هي ارضهم ومن عليها ليسوا سوى هنودا وصومال.
انها العنصرية … يصرخون . فأين كانت أفئدتهم الرقيقة هذه وثقافتهم الانسانية في العشرين عاما الماضية والدم الجنوبي يسفك فقط لانه جنوبي،
بل أين كانوا قبل عام حين هاجمت مليشياتهم وجيوشهم الجنوب؟ .
لقد راينا وسكتنا فهل تريدون الحديث في العنصرية ؟ ونشر الغسيل الوسخ؟
هل تريدون ان نكشف ان معظم قتلى الغزاة في الحرب الاخيرة في الجنوب هم من تعز وإب؟ هل تريدوننا ان نتحدث كيف تحول بالباعة والمفرشون والعمال والتجار والضيوف من الشماليين الى قناصين وقتلة يتصدرون صفوف جيشكم ومليشياتكم؟
ام لم تسمعوا بعشرات الالوية الشمالية المتمركزة في الجنوب وكيف انها أشهرت دباباتها الى صدورنا بمجرد ان جاء غاز جديد من بلدهم ليقتلنا ؟
أين كانت هذه الحملات المسعورة حين سجن الرئيس لانه جنوبي وتحولت ألوية حراسته الي اداة قتلت أفراد عائلته فقط لانها شمالية؟ او ليست هذه هي العنصرية ؟
اليست العنصرية هي حروبكم المتواصلة علينا؟
لن أسوِق تبريرات للحملة فقد فعلت اللجنة الامنية وفندت كل الاكاذيب ، ولكني انصح أولئك بان يتحققوا قبل ان يعلنوا الحرب ، وإلا يصطفوا وراء فساقهم مرة اخرى ، وان يطهروا عقولهم مما ثبتته أوهامهم وفساقهم عبر الزمن حول الجنوب الكافر الذي يرفض الدين ويقاتل الأنبياء . ولايعترف بواقع إرغامهم على ان يكونوا اتباعا للشمال بأمر الهي بشرعية الوحدة بالقوة .
هذا الاٍرهاب الإعلامي والاجتماعي الذي تولى كبره وكعادته حزب الاخوان، ومعه كل القوى الشمالية هو اعلان حرب جديدة ضد الجنوب ويجب ان يتعامل معه الجنوبيون بهذا التوصيف،
وهذه الحملة العنصرية بكل المقاييس لن ترهب الجنوبيين الماضين في تحقيق حلم عشرات الالاف من شهدائهم الذين قتلتهم اياديكم الغادرة .
ليدرك الشماليون ان الاوضاع تغيرت اليوم وان احلامهم في العودة لاحتلال ارضنا لن تتحول الى واقع أبدا ولهم في حرب العام الماضي مثال يجب ان يعتبروا منه.
عندما نقول اعلان حرب فإننا نعي مانقول ومن يشكك فليعد للبيانات والمنشورات الواردة ضمن الحملة العنصرية الشمالية الجديدة ومنها بيان مقاومة تعز المليء بعبارات التهديد المبطن .
أيها الجيران اعلموا اننا سنحمي بلدنا بكل انواع الإجراءات ونصيحتي دعوا السلطات الجنوبية تتولى ذلك فهو أفضل لكم قبل ان نعلنها حملة شعبية لتطهير أرضنا وأنتم تدركون معنى ذلك .
اخواننا الشماليين لقد راينا منكم خلال عقدين حروبا واهوالا لاتتحملها الجبال وراينا حملات عنصرية اكبر من هذه الجارية ، أما آن الاوان لكي تتقبلوا الواقع بصدر رحب فقد انقضى زمن الأمن المركزي الذي يقتل الجنوبيين وأنتم تصفقون ،
طوال الفترة الماضية من عمر احتلال الجنوب فرض علينا الشماليون – الى جانب مافرضوه – إيقاعا اعلاميا واجتماعيا يدين ويجرم ويحقر كل ماهو جنوبي، ويقدس ويشرعن كل فعل شمالي، او على اقل تقدير لايدينه مهما كان هذا الفعل .
يرى الشماليون ومن معهم ممن لم تلفح وجوههم وحياتهم حرارة عشرين عاما من الاحتلال والتي بلغت الف درجة مئوية تم تركيزها على الجنوب لتحرق أرضه وأجياله وحياته ، يرى أولئك بوعي ان عاى الجنوب ان يظل مستباحا لهم ولكل ماهو شمالي مهما حدث، فيغضون ابصارهم عن حروب الشمال ضد الجنوب وتخندقهم وراء الغزو والتكفير والاجتياح والقتل والتدمير ومحاولة استئصال شعب باكمله
في صيف 1994 م شن الجيش الشمالي مسنودا بالقبائل والمتطرفين والمواطنين والتجار والشقاة والباعة والنساء في ذلك البلد البغيض حرب الغزو الاول، على الجنوب واحتله بقوة السلاح بعد ان قصف المدن والقرى واستباح الارض والاموال والعادات والتقاليد بل واتُهم الجنوبيين في دينهم وأخرجهم من ملتهم بغرض السيطرة على بلدهم ، وكانت حربا شمالية خالصة تمالأت فيها كل قوى الشمال ، واستمرت سنين بل عقودا في استباحة الكرامة والوظائف والأراضي ومارست انواع البطش والقتل بيد جيوش شمالية خالصة امتدت أيدي أفرادها وضباطها لتبطش وتهين وتقتل دون حسيب او رقيب .
وأنتم تصفقون ، ولم تظهر عليكم اشفاقات حقوق الانسان والإحساس المرهف الذي تظهرونه الان ، ففي عرف المتثاقفين الشماليين ومستاجريهم لايجوز للجنوبي ان يشتكي احتلال الشمال وبطشه وفساده حتى بينه وبين نفسه ، فإذا فعل فهو عنصري انفصالي خائن يجوز قتله واستباحة دمه ، ثم تأتي الابواق لتضفي شرعية على الجريمة فتقول كان انفصاليا يستاهل.
عليك أيها الجنوبي ان تموت بصمت وإذا صرخت فلاتتهم الشمال بل وجه التهمة لجيش فضائي جاء من المريخ ليقتلك ، فان فعلت وأشرت الى المجرم الحقيقي قال الشمالي المستثقف والشاقي والجندي والقبيلي عييييييب عليك ليش تتهم الشمال ؟
تستحق ألقتل اذا، فليس كل أبناء الشمال فعلوا بالجنوب مافعلوا، وهذا صحيح لكن الصحيح ايضا ان كل من أيد حرب غرو الجنوب ولم يدن احتلاله وكل من اعتبر وجود الجيش الشمالي في ارض الجنوب شرعيا هو مشارك في كل مايفعله ذلك الجيش وتلك القبائل وأولئك المتنفذون لانه يؤيد الباطل حتى لو ادان بعض الأفعال ففي سياق المغالطة والتبرير ونفي اجرام جيوشهم ونفي احتلاله أرضنا وإسباغ شرعية على وجوده القسري .
والله ثم والله ان مارايناه من شرور الشمال ليكفي لكي نكفر بكل علاقة تربطنا معكم فلاتزيدوا من حجم الكراهية باصطفافكم المقيت وتعصبكم الأعمى ، لتثبتوا لنا مرة اخرى أنكم جميعا صفا واحدا ضدنا وان كان هذا هو الواقع .
والي ارباب الفنادق والحانات والجميع يعرف من هم أقول ان هجومكم على قادتنا وسبكم لهم لن يزيدنا الا تمسكا بهم فكفوا السنتكم البذيئة وأفلامكم الوسخة واهتموا بانفسكم وبلدكم ولاتنشغلوا بالجنوب فله رجاله وحافظوا على خيط الجوار الرفيع الباقي بيننا .
ختاما أقول اننا وبرغم كل ماحدث لنا من كوارث وقتل وتدمير على أيدي الشماليين الا اننا نتعامل مع من يحيد نفسه معاملة حسنة ومن يعمل في ارضنا لايمسه سوء مادام يعلم انه ضيف مستضاف في ارض ليست ارضه فنتعامل معه بأخلاقنا وبتعاليم ديننا ، اما من جاءنا يريد سوء بِنَا فجزاؤه ماأقترف في حق نفسه ومن لم يستطع عقله ان يستوعب ان الجنوبيين اليوم اسياد على ارضهم فلايلومن الا نفسه .