fbpx
لمن يريدون منا أن نحتفل مع الإرهاب !!

بالأمس فقط..وحينما أقدمت جهات الأمن في عدن على خطوة ” جريئة ” بترحيل من ليس لديهم ” ثبوتيات هوية ” إلى مناطقهم كإجراء احترازي , قامت قائمة البعض ممن نعرف دوافعهم الحقيقية ونواياهم ضد هذا الإجراء بسيل من التهم الجاهزة والتوصيفات الظالمة التي تلحفت بقيم الحضارة والإنسانية وغيرها من القيم التي هي بعيده كل البعد عن معتقداتهم وتوجهاتهم السياسية .. ! فتحدثوا عن ان مثل هذا الإجراء هو تمييز ضد الإنسانية !! وطالبوا ان تحال مثل هذه القضايا إلى ” المحاكم والقضاء ” الذي عليه ان يفرض غرامات أو توقيف ! وذهبوا إلى حد توصيف هذا الإجراء الأمني ب : التهجير العنصري أو المناطقي !!
نسي هؤلاء أو تناسوا ان ” الإرهاب ” قد وصل إلى أسوار منزل مدير أمن عدن ثم ضرب بنيرانه بقوة في حدوده , ثم لم يلبث إلا و تربص بعدها بيومين فقط بموكب ” مسئولين جنوبيين ” في محاولة يائسة للقضاء عليهم جميع دفعة واحدة , فقتل في محاولته تلك عدد من أبطال الحراسة والمواطنين الأبرياء ! نسي هؤلاء ان الإرهاب يختبئ في كل زاوية من زوايا أحياء عدن وخلف كل جدار ومنزل مشبوه , وحينما يتخذ له ” نقاط انطلاق ” و ” ومحطات تجميع ” ومراكز تخطيط وإعداد في مختلف أحياء عدن , لنشر الموت والدماء والحرائق في كل مكان , يكون من حق ومن واجب مدير الأمن ومختلف جهات الاختصاص ان تتخذ جميع الإجراءات الأمنية التي تراها مناسبة لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه ومن ضمنها هذه الإجراءات التي أزعجت إنسانيتهم المرهفة !!
المشكلة ان هؤلاء يتحدثون بهذا المنطق وكأننا نعيش في إحدى الدول الاسكندينافية التي تغرد فيها الطيور فوق رؤؤس البشر ثم تستقر عليها بسلام , أو وكأنما وعدن تعيش حالة من الهدوء والطمأنينة التي لا يبدد سكينتها سوى ضجيج الصبية في شوارع المدينة !… يتحدث هؤلاء وكأنما وعدن لم تخرج قبل أشهر قليلة فقط من حرب كانت فيها مليشيات الحوثي وقوات الاحتلال تنشر الموت والدمار والخراب في كل ركن من أركان المدينة بمساعدة وثيقة من قبل كثيرون ممن يتباكون عليهم , وهم فوق كل هذا لم يخجلوا بتبني هذا المنطق العقيم حتى في ذكرى اليوم المظلم الذي ارتكبت فيه هذه القوات الهمجية أبشع مجزرة إنسانية في تاريخ المدينة ” مجزرة التواهي ” .. أولم يسمعوا ذات يوم ويعلموا ويتأكدوا , و بالدليل القاطع ان الكثير من هؤلاء القوم الذين اتخذت هذه الإجراءات الاحترازية ضدهم كانوا أدوات للمخلوع ووسائله التي شاركت بفعالية في الحرب ضد الجنوب بهذه الطريقة أو تلك ! .. وهاهي جهات الأمن في عدن تقدم اليوم حالات تثبت فيها تورط البعض منهم بتزوير بطاقات باسم ” المقاومة ” !
إلا يعلم هؤلاء ان الحرب ما زالت مستمرة بأشكال أخرى ..وان ” الخلايا النائمة ” حقيقة موجودة لا تقبل الشك نهائيا , وان هذه الخلايا النائمة والصاحية كانت ولا زالت الركن الأساسي للإرهاب الذي تنطلق منه مختلف العمليات الإرهابية التي تديرها عصابات صنعاء , اوليس غنيا عن القول ان مرحلة كهذه التي تشهدها المدن فيما بعد الحروب تمثل عادة اخطر المراحل في حياة المدن وأهلها من الناحية الأمنية , وتمثل أفضل بيئة حاضنة للإرهاب والفوضى ولعاشقي الدمار والخراب .. ! وان مثل هذه الأجواء ” الملتبسة ” التي تتسم بالفوضى والضبابية وانعدام الرؤية الواضحة تكفي وحدها لكي تجبر المسؤلين الأمنيين على حتمية اخذ زمام المبادرة الأمنية بفرض جملة من التدابير التي من الممكن جدا ان تصيب أبرياء أو حتى ربما لا تكون موفقه بنسبة 100 % , ولكنها حتمية وضرورية ولا بديل عنها .
ثم ومن جانب آخر .. بات معلوما للجميع ان درجة الشك تجاه ” الإخوة الشماليين ” بعد كل حادثة إرهابية تصل ذروتها بين المواطنين الجنوبيين مصحوبة بدرجة كبيرة جدا من الغضب والغليان والشعور الجماعي بأنهم سبب رئيسي في كل ما يحدث حتى وان لم يكونوا كذلك , ما يجعل ” الاحتقان ” يصل مرحلة خطيرة تنذر بعواقب وخيمة من الممكن ان تتفجر في إي لحظة بصدامات لا نتمناها , وهي في نفس الوقت تعمل على إزاحة كل عوامل الاشتباه والقضاء عليها واحدا تلو الآخر حتى يثبت ايا من هذه العوامل غير مرتبط فعليا بالإرهاب .. وإضافة إلى كل ما ذكر يا هؤلاء … فقد ثبت ان هذه الإجراءات لا تطبق كيفما اتفق وبشكل عشوائي على الجميع وإنما تستهدف فئة بعينها ولأسباب جوهرية .
فقط بقي ان نذكر هؤلاء بالإجراء الاحترازي الذي اتخذته الولايات المتحدة الأمريكية تجاه ” المواطنين اليابانيين ” في أمريكا في الحرب العالمية الثانية بعد عملية بريل هاربر الشهيرة التي نفذها سلاح الجو الياباني الانتحاري على الميناء !! حينها اضطرت أمريكا كإجراء احترازي إلى نقل جميع اليابانيين الساكنين فوق أراضيها إلى ( ولاية ألاسكا ) كإجراء احترازي على الرغم من علمهم ان أغلبية هؤلاء أبرياء ولا علاقة لهم بالحرب بشكل أو بآخر .. إذا من حقنا ان نتخذ ” التدابير اللازمة ” لحماية مدننا وسكانها من الإرهاب بحزمة من الإجراءات الأمنية حتى وان كانت قاسية وحتى ان بدت ظالمة في حق البعض الذي نقول ان بهم نسبه من الأبرياء ايضا . .. أم ان ما يصح لغيرنا اتخاذه لا يصح لنا في المقابل حتى وان تشابهت الظروف ؟