fbpx
رداً على البطيخ السام

 

لو اكتفى الصحفي سام الغباري( مؤتمري الأمس, شرعي  اليوم), وهو يشتم الجنوبيين وتاريخهم بنقده للإجراءات الأمنية التي تتم بعدن- والتي قد نتفق حولها أو حول بعضها أو نختلف- لكنا تفهما هذا النقد. لكن ان يتطاول على ثورة شعب(14أكتوبر) ويستخدم أسلوب ساخر ومبتذل حيال تضحيات الجنوب ونضاله التحرري وشهدائه منذ 1963م, فهذا لا يعبر إلا عن الهستيريا والجنون الذي يعتري هذا النوع من البشر, لا يمكن الصمت إزائه. لأن الرد هنا ليس على هذا الصوت فقط’ بل ردا وتصديا لثقافة تكرست لسنوات ضد الآخر, متسلحة بمنطق العلو الغرور ومسكونة بوهم الأصل والفرع.
أطرف ما قاله الغباري الذي صحا فجأة من غيبوبته  المؤتمرية ووجد نفسه في فنادق خليجي الوثيرة بعد سنوات من التملس والتمسح بأبواب الحاكم وعتباته,هو قوله:
(( لا يجدر برئيس ينتمي إلى الجنوب ناضلنا وقاتلنا بإسمه رفاقنا وأهلنا في الشمال إيماناً مِنا بواحدية القضية وصدق التوجه أن يصمت على هذه التصرفات الوحشية الوقحة التي يتصدرها حراك إيران الجنوبي وعملائها المجرمين.. ن استمرار بقاء عيدروس وشلال في عدن يمثل وصمة عار في جبين الشرعية والرئيس والمشاورات والحكومة والتحالف العربي.. على الرئيس هادي أن يعي جيداً أن أي استمرار لشرعيته نابع من صنعاء وليس من عدن)).

ليس الطرافة هو تكراراه للسطوانة القدييييمة( واحدية القضية , ككذبة واحدية الثورة) , ولا وقوعه كغيره في حفرة (فوبيا إيران) التي تتملكهم, فمثل هذا الزعم مرود عليه, ولن نقول أكثر من: تحت من هي صنعاء اليوم وتحت من هي عدن اليوم؟.
ولا قوله ان شرعية هادي  نابعة من صنعاء وليس من عدن, فهذا شأنه وشان شرعته وهو  يبحث لها عن والد شرعي. بل  الطرافة هي مطالبته لشرعيته الفندقية بإقالة المحافظ عيدرس وشلال من منصبيهما وكأنهما  شرطيان عند شرعيته ويستمدون شرعية وصولهما لهذه المناصب من بوابة (شرعية ما هلنيش)… يا هذا أنت وغيرك عيدروس وشلال وغيرهما يستمدان شرعيتهما من شامخات الجبال والساحات وميادين الفدى والتضحية منذ عقدين من الزمن من قبل ان  توقف امام اللجنة الدائمة  تتوصل بطاقة العضوية. ولم يستمدان شرعيتهما من التسكع من باب هذا الزعيم  الى باب هذا الرئيس .
ثم لعلمك يا هذا السام ان مناضلي ثورة اكتوبر الذين وصفتهم بقوى البطيخ والتحرير في الجنوب و أنهم حسب إساءتك لم يجدوا أهدافا لثورة 14أكتوبر إلا ان يستلفوا أهداف ثورتك 26سبتمبر. اعلم يا هذا ان هادي واحدا من هؤلاء المناضلين أو (البطيخ) وان ثورة أكتوبر لا تحتاج شهادة منك لتثبيت ثوريتها ولا تحتاج دفاعا مني لهذا الغرض, ولكي تعرف من (المستلف) ومن (المتسلف) انظر من حقق هذا الأهداف ومن اتخذ منها فقط شعار تزين الصفحة الأولى للصحيفة الرسمية.