وعلى ما يبدو، فإن الولايات المتحدة أدركت –لكن مؤخرا- أن الاكتفاء بدعم رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، بدون تدخل مباشر ضد القاعدة وداعش في العراق، لم يحل دون اكتساب التنظيمات المتشددة مزيدا من الأرض.

ومع إطلاق التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، في 25 أبريل الماضي، حملة عسكرية ضد القاعدة في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، شرقي البلاد، وفرت واشنطن “دعما لوجستيا” للتحالف الذي تمكن من طرد مسلحي القاعدة من المدينة في وقت وجيز.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، الكابتن جيف ديفيز، إن واشنطن تقدم “دعما محدودا” للتحالف العربي داخل مدينة المكلا، شمل التخطيط والمراقبة الجوية وجمع المعلومات الاستخبارية والدعم الطبي وإعادة التزود بالوقود والاعتراض البحري.

وأكد بيان للبنتاغون إن الجيش الأميركي أرسل “عددا قليلا” من أفراده إلى اليمن كجزء من جهد أكبر تقوم به قوات التحالف العربي التي تقاتل تنظيم القاعدة حول المدينة الساحلية الرئيسية في اليمن.

وعلى الرغم من أن تنظيم القاعدة في اليمن لا يزال يشكل مصدر تهديد للولايات المتحدة، إلا أن جهودها في محاربته اقتصرت على القصف الجوي بين الفينة والأخرى لمعاقل التنظيم بدون أي مشاركة برية.

إلا أن الضربة القاصمة للتنظيم المتشدد جاءت مع بدء قوات التحالف عمليتها العسكرية ضد التنظيم، إذ أعلنت أن “العمليات أسفرت في ساعاتها الأولى عن قتل ما يزيد عن (800) مسلح من تنظيم القاعدة وعدد من قياداتهم و فرار البقية منهم”.

ويبدو أن التردد الذي أبدته واشنطن في محاربة القاعدة في العراق خلال الأشهر الماضية، لا سيما ترك المسألة برمتها للمالكي، قد أثار مخاوفها من تكرار احتمال توسع التنظيم في اليمن، مما قادها للانحياز للمشاركة، ولو بعدد قليل من الجنود.