fbpx
التخلي عن عنف جماعات الإرهاب باشكاله

في التسعينات اعتركت الجزائر عراكاً شديداً مع تيارات فكرية إسلامية بداتها حين ركن الثوار القدامى إلى الاستسلام للسكينة والخلود للرحة والتنعم بما حقق .
فعمدت هذه الجماعات إلى العمل بين أوساط الجماهير برقة هادئة وسلمية متناهية ساعدها التذمر والغبن والفقر الذي يعيشه الشعب حتى استطاعت أن تعصف بالنظام عبر أنتخابات ديمقراطية ما توقها النظام الذي كان أمتدادٌ لجيش التحرير الوطني  الجزائري من هواري بومدين  واحمد بن بلة الى الشاذلي بن جديد.
مثل هؤلاء الزعماء كانت تعتقد الدوائر المقربة إنهم سيتوارثون تاريخهم جيل بعد جيل وأن الشعب سيسير على هداهم وهم قادة الثورة الجزائرية من مهدها ومؤسسي الجمهورية .
قضب الجيش والحكومة من نتائج الإنتخابات غير المتوقعة ودفعهم إلى أن يحركوا الدبابات والعتاد العسكري لدك جبهة الإنقاذ الجزائرية الاسلامية قبل أن تستفحل في المرافق الحكومية والحكم والجامها سياسياً .
أدت هذه العملية والتضييق السياسي على الجبهة الإسلامية للإنقاذ والتي كانت فيما يبدوا ذراع من أذرع الجبهة الإسلامية الممتدة من تنظيم الإخوان المسلمين والتي عرفت بعد أن حققت النتائج المذهلة في الانتخابات ,أدت إلى مواجهات عنف مستمرة عقب خروج الجبهة من العمل السياسي  إلى تشكيل جناح عسكري ذبحت الجزائر جراء ذلك من الوريد إلى الوريد لسنوات عديدة .
في الختام عقدت هدنة ومصالحة وطنية على إثرها سمح للجماعات المسلحة التي كانت تتخذ من الجبال مقراً لها أن تلقي بأسلحتها والعودة إلى الإندماج في المجتمع والتخلي عن العنف وممارسة حريتها وفق القوانين بالمقابل فإن الدولة صدقت الوعد بأن تقبلتهم ومنحتهم العفو الصادق والحرية وهيئت لهم سبل العيش في الحياة العامة .
مع فارق المسميات والظروف الذاتية التي يعيشها الجنوب في حالة هلامية غير مستقرة ما بين الدولة المستعمرة وقبايل النظام السياسية التي تشكلت في تكتلات منعزلة والوضع الذي لازال يصنف كوضع احتلال مشرعن فإن العنف التي تمارسه تيارات إسلامية وغير إسلامية جزافاً بفوضوية مفرطةٍ من غير المنطق أن يلاقي شعبية أو حظناً طبيعياً له .
وكذا فإن الحرب أفرزت تداخلات بعضاً منها هدام شكل ضرراً ليس على النظام فحسب وإنما على المجتمع الجنوبي وعلى هدف التحرر من رواسب وشرعية النظام المحتل للجنوب وبعضاً منها بناء ولكنه أتى في صف النظام المستفيد من حالة عدم تشكل قيادة جامعة للدولة الجنوبية  المنشودة كما أنها كونت نموذجاً للإستقطابات السيئةِ إذ أستقطبت هذه الجماعات المتطرفة شبان غرر بهم بصنوف كثيرة وحتى الآن لا يعلمون لماذا يُقاتلون أو يَقتلون؟ .
وقيام المجتمع والمقاومة الجنوبية والجيش الوطني الجنوبي الذي لم يتشكل حتى الآن نتاج لسياسة تعطيل قضية الاستقلال عن نظام الاحتلال,قيامه بترك الباب غير مؤارب لإندماج الشباب الطائش في المجتمع والتعبير عن قضية حقيقية يمكن فهمها ومؤازرتها وتجسيدها بصورة واعية خدمة لهدف الشعب الجنوبي لا خدمة لقوى النفوذ التي تتكسب من دفع المقرر بهم نحو العنف .
وما لا يعرفه هؤلاء المقرر بهم أن القيادات الفاعلة التي توجها التوجيه الخاطئ أختلفت مع النظام وركائزه لأجل أجندات غير وطنية أبرزها توزيع مراكز النفوذ وإتاوات الفيد التي أرادت ان تقسم الوطن إلى مربعات وكنتونات للجباية ليس إلا.
ولقدر راينا الحملة التي شنت على الشهيد الادريسي ومن ثم قتله نتاج لتسليمه الميناء لسلطة الشرعية واحتفائها به بعد مقتله نموذجاً للوطني رغم ان الحملة كانت هي من تقف ورائها  .
أن هذه القوى أمنت نفسها  وتستطيع ان تتحرك بحرية تامة وسوف تستوعب في النظام في اللحظة التي تنجز مهامها او تتحول الى  شكل آخر تعيش بسلام وطمأنينة .
قد لا يرى الحقيقية من هم جاهزون للإجهاز على إخوانهم ورفاقهم الذين تخندقوا وأياهم في خندق واحد لمواجهة النظام طالما أنهم يحملون أفكاراً مسبقة بالقصاص من بعضهم ولكن أن أمعنوا التفكير جيداً سيعلمون أنهم خاسرون وإن الخاسر الأكبر هو الوطن المنتظر لشبابه أن يعودوا بالنفع علية وبناءه وأن المنتفع الحقيقي جابي يعيش دون قضية تذكر سوى إراقة مزيداً من الدم والدمار .
نتمنى ان تضع الرصاصات العجماء مستقرها في الجباه التي تستحق ان تُقتل فعلا وليس في صدور الاطفال القصر.