fbpx
الدولة المتوكلية الخمينية قادمة وبقوة

طالعت الصحف الرسمية الصادرة من صنعاء، فرأيتها مليئه بخطب وكلمات وصور حسين بدر الدين واخوه عبد الملك، وتابعت القنوات الرسمية فرأيت خطابات وندوات وفعاليات تنادي بتعظيم السيد حسين بدر الدين الحوثي، اضافة الى ما سطره ابراهيم بدر الدين الأخ الشقيق لعبد الملك الحوثي، بان ثورة 26 سبتمبر 62مـــ انقلاب على الدولة المتوكلية….
تذكرت حينها ما قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه في كلمته التاريخيه ( عجبت من عجز المؤمن، وجلد الكافر ) فلم يكتفي الحوثي بتكوين حزب سياسي منظم، ولم يرضى بان يكون ظاهرة صوتية، بل دخل عمق مؤسسات الدولة، واستولى على مراكز القيادة والسسيطرة، والاعلام والاتصالات، لم ينتظر حتى يؤذن له، أو انتظر عمل توافقي بل ذهب الى عمق المعركة، متحديا الداخل و الخارج…..
أسجل أسفي وحزني لإتباع المذهب السني الشافعي في الشمال، وهم كثر، وأتعجب من هذه البرودة المفرطة، والبلاد في الشمال تتجه الى عمق الدولة المتوكلية، وتتخذ نفس السياق الثوري الخميني، ولا يقف أسفي عند هذا، ولكني أجد القوم مصرين على الحاق الأذى بأهل السنة في الجنوب، وزرع الفتن، وترك المعركة الحقيقية والانشغال بمعركة ثانوية…..
لم أرى في حياتي بائعا ولا سافلا، أكبر وأعظم من الزعيم صالح، فلا يعقل شرعا ولا قانونا ان يسلم جهد وعمل جمهوري استمر لـــثلاثة عقود،ومعارك ودماء قدمها الأبطال الأحرار، لتحرير صنعاء، من اللوثة الملكية، يسلم كل ذلك بسهوله الى أعداء الامس، وهو لا يسلم الحاضر ولكنه يسلم ذمته وذمة جيل جديد سيأتي يلعنه الى ان تقوم الساعة…..
أجدد صراخي بأعلى صوتي للقوم في الجنوب، بأن الوضع لا يحتمل انصاف الحلول، وسمعوا كلمة محمد عبد السلام الحوثي، وهو كذوب ولكنه صدق، وقد يصدق الكذوب، كما فعل ابليس مع أبي هريرة فقال محمد عبد السلام الحوثي للوفد الذي جاء من الرياض، ( نحن من الغط ان نتفاوض معكم، فأنتم جئتم من فنادق الرياض، والمفترض ان نتفاوض مع شلال وعيدروس الذي بسطوا على أرض الجنوب) ، هـــّذه رسالة مفادها أيها الجنوبيون كونوا مثلنا، الحق ينتزع، ولا يوهب، أيها الجنوبيون انتقلوا من العمل الشخصي الفردي الى عمل مؤسسي، أيها الجنوبيون نحن نفاوض في الكويت ونقاتل في تعز، ونحكم صنعاء، اعملوا لكم حاملا سياسيا، وتعلموا منا نحن الذين خرجنا من كهوف مران وجهران……
لا بأس ان تستفيد من العدو، وان نأخذ الحكمة من المجنون، ولننطلق مثلما انطلقوا، ولنكون حاملا سياسيا موحدا رصينا، يمثل الجنوب ينطلق من المديريات الى المحافظات، على شكل مجلس نواب انتقالي للمقاومة الجنوبية، نختار من كل مديرية أربعة، بتزكية المقاومة الجنوبية، على ان يكون المرشحين من أهل الفكر والثقل والاتزان، وليجتمع المجلس الانتقالي، وينطلق في عمله التشريعي والرقابي، وسوف يلتف حوله الناس، وستحميه المقاومه الجنوبية…..
مثلما نوجه اللوم والعتاب على القيادة الجنوبية والنخب الجنوبية، نوجه العتب الى الطيف الدعوي السني الذي لا زال غافلا ولم يستفد من الأحداث، ولم يتحرك وفق خطط دعوية علمية، فالعشوائية لا زالت سيد الموقف، والفقه المقاصدي في الالتحام بالقيادة الجنوبية لا زال باردا…..
الغفلة الجنوبية السياسية والدعوية سيدت الموقف، والحراك والزخم الحوثي يعلو يوما بعد يوم، أسباب ذلك كثيرة، وأهمها الثقب العميق في الذاكرة الجنوبية، وعدم استلهام الدروس، والاكتفاء بأنصاف الحلول في قضايا مصيرية وملحة ….
سنظل نكتب أسفا، ونتنفس أسفا، ونقول ألما وحزنا، حتى نجد من يسمع كلماتنا من أهل الحزم والعزم، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون …
د.عبد المجيد العمري