fbpx
رحم الله المناضل الأوكتوبري علي أحمد السلامي

بالأمس تناقلت المواقع الإخبارية وشبكات التواصل الاجتماعي رحيل واحد من أبرز مناضلي ثورة 14 أوكتوبر والشخصية التي طالما احتلت صفحات متميزة في سفر الثورة والنظام الوطني الديمقراطي في الجنوب، إنه المناضل الأوكتوبري علي أحمد السلامي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
قد لا أكون مؤهلا للكتابة التاريخية عن هذا المناضل الوطني فلست إلا تلميذا صغيرا في مدرسة كبيرة كان السلامي أحد مؤسسيها وبانيها وناشري ثقافتها، لكن معرفتي الشخصية المتواضعة بالرجل تجعلني أشعر بمرارة الظلم والتهميش الذين تعرض لهما الرجل، ومعه آلاف الممناضلين، خصوصا بعد كارثة الوحدة (المباركة).
في الجنوب اقترن اسم المناضل السلامي بتأسيس الجبهة القومية في العام 1963م وإعلانها ثورة 14 أوكتوبر وقيادة الكفاح المسلح حتى تحقيق الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م، وكان اسمه بارزا مع رفيقيه في الجبهة القومية المناضلين سالم زين وطه مقبل وعدد من مناضلي منظمة التحرير في التوقيع على اتفاقية دمج الجبهة القومية ومنظمة التحرير في إطار جبهة التحرير وهو الذي عرف باتفاق 13 يناير 1966م وهو المشروع الذي لم يكتب له النجاح، لكن الرجل ظل مؤمنا بخط الثورة وواكب مرحلة البناء وتقلد عددا من المناصب الهامة كان أبرزها سكرتير مجلس الشعب الأعلى لعدة مرات، فضلا عن عدد من الوزارات والمناصب الأخرى.
بعد كارثة الوحدة (المباركة) اكتفى النظام بالاحتفاظ بالرجل مع عدد من رفاقه المناضلين كحالة ديكورية يقدمها للناس كلما حلت ذكرى وطنية جنوبية عزيزة، وأظنه ظل عضوا في مجلس الشورى، بمختلف تسمياتها، حتى يوم وفاته.
في إحدى سفراتنا الخارجية دار بيننا حديث طويل سأحتفظ بما ورد فيه حتى يحين وقته لكن مما لمست منه إنه ومن معه من المناضلين الأكتوبريين يعيشون حالة من الإحباط والألم النبيل وقال لي بالحرف الواحد: إنهم يعاملوننا كما تعامل أدوات الزينة يحتفظون بنا للمناسبات فقط، لكن دونما احترام حتى لرغباتنا وإراداتنا، وحتى الود الذي يعاملوننا به هو ود تعسفي إجباري مصطنع وزائف.
وعن اتفاقية الدمج في 1966م قال لي: كل ما كنا نحلم به هو جمع قوى الثورة في كيان واحد يقوي مسار الثورة ويعزز مداميكها ويجنبها التنازع والاحتراب، ولكن فشل المشروع أدى إلى تمزق قوى الثورة ونشوب الحرب الأهلية وما تركته من ندوب في جسم الثورة.
أنشر هنا بعضا من الصور التذكارية لإحدى سفراتنا وأظنها في جمهورية السودان، في العام 2008م.
رحم الله الفقيد المناضل حسن أحد السلامي وأسكنه فسيح جناته، وصادق العزاء لأهله وذويه وأصدقائه ورفاقه وكل محبيه.
و”إنا لله وإنا إليه راجعون” .

 

من صفحة الكاتب على الفيس بوك