fbpx
مألات مشاورات الكويت بين التفاؤل والتشاؤم

العميد الركن/ ثابت حسين صالح

لو اتفقنا مع أكثر المتفائلين افراطا بأن تفضي مشاورات الكويت بين وفدي الشرعية من جهة والحوثي – صالح من جهة أخری ، الی أي نتائج إيجابية ، فالسؤال المطروح هو ما الذي يمكن ان تؤول إليه هذه المشاورات التي بدأت منذ الثاني والعشرين من ابريل الماضي واستغرقت منها حوالي خمسة أيام بلياليها للاتفاق علی جدول الأعمال .
حسنا لنعيد ذاكرتنا قليلا للتذكير بأهداف كل من الشرعية والحوثيين من هذه المشاورات :
1- بالنسبة للشرعية التي حددت مرجعيات الحوار بالقرار الاممي 2216 والمبادرة الخليجية ومقررات مؤتمر الحوار الوطني الشامل 2012-2013م ، فقد وضعت عدد من الأهداف من هذه المشاورات أهمها انسحاب الحوثيين من المدن وعودة الشرعية الی صنعاء وتسليم السلاح الثقيل لمؤسسات الدولة وإستعادة الأمن والاستقرار وإطلاق سراح المعتقلين والاسری وفي مقدمتهم وزير الدفاع اللواء الركن محمود الصبيحي .
2- بالنسبة للحوثيين فإن همهم يتركز علی وقف ضربات طيران التحالف علی الشمال طبعا – وان تحدثوا عن اليمن بشكل عام فسيطرتهم محصورة في الشمال فقط في حين تسيطر القوات الجنوبية المدعومة من التحالف علی الجنوب – اما الهدف الاخر وهو مهم جدا بالنسبة للحوثيين فهو رفع الحصار ، واضعين ضمن مرجعياتهم المقترحة للمشاورات اتفاق السلم والشراكة الموقع في صنعاء في 21 سبتمبر 2014م .
من حيث المبدأ فأن نتائج الحرب جنوبا وشمالا ستطغی علی ما سبقها من اتفاقات وتسويات بما في ذلك المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وكذلك اتفاق السلم والشراكة .
أما قرار مجلس الأمن رقم 2216 وغيرها من القرارت ذات الصلة بالأزمة والحرب في اليمن فستبقی سارية المفعول حتی اشعار أخر ، غير أن أمر تعديلها أو إلغائها ليس بيد الأطراف المشاركة في تلك المفاوضات علی الإطلاق .
فلو افترضنا جدلا أن المشاورات أسفرت عن موافقة الحوثيين علی تسليم السلاح الثقيل – وهذا أمر مستبعد علی الأقل حتی آلان – ، فالسؤال المطروح منطقيا : لمن سيسلم هذا السلاح ؟ وبالتأكيد سيشككون بقدرة “الجيش الوطني” الذي تقترحه الشرعية لهذه المهمة والذي لا وجود حقيقي له علی الأرض إلا في بعض مناطق مأرب وربما الجوف وبالتالي سيختلف المتشاورون حول ماهية هذا الجيش ومدی تواجده وانتشاره علی الأرض في مقابل الجيش الاخر الذي يسيطر عليه الحوثيون واستخدموه وما زالوا في حربهم شمالا وجنوبا وفي مهاجمة الحدود السعودية …
أما ما يتعلق بانسحاب الحوثيين من صنعاء وبقية المدن وعودة الشرعية الی صنعاء ، فهي قضية أعقد من موضوع تسليم السلاح بل وما تزال خارج الحسابات والخطط العملية الواقعية .
الإشكالية الأكبر والأكثر تعقيدا فتتمثل في مدی استجابة الجنوبيين لأي نتيجة مفترضة للمشاورات بعد أن وجه الجنوبيون رسالتين قويتين حاسمتين للمشاركين في هذه المشاورات من اليمنيين والخليجيبن وللمجتمع الدولي ، وأعني بهاتين الرسالتين مليونية
18-17 ابريل الفائت والجهود الناجحة والحاسمة في مكافحة جماعات الإرهاب والفوضی والتي تزامنت مع ردود أفعال عنيفة ومتكررة متجاوزة كل اخلاق الحروب والمعارك لاستهداف القادة الجنوبيين الذين تقدموا الصفوف لاقتحام معاقل الارهابيين .
وعلی أي حال وفي ضوء حالة الشد والجذب الجارية في وعلی هامش هذه المشاورات والجدل الدائر حول لواء العمالقة الذي يتمركز في محافظة عمران وهي أول محافظة خضعت لسيطرة الحوثيين في اغسطس 2014م بعد محافظة صعدة التي كانت المعقل الرئيسي والوحيد للحوثيين ، ناهيك عن التصعيد العسكري الذي قام به الحوثيون علی حدود الجنوب في باب المندب وكرش ومكيراس وبيحان واستمرار قصف وحصار تعز وأمور اخری … في ضوء كل ذلك لا تبدو حتی الآن أي مؤشرات إيجابية لنجاح مشاورات الكويت علی الاقل في القريب العاجل .