fbpx
مشاورات الكويت على خلفية عربدة صنعانية وأخرى واشنطنية

هناك أمور تفشت على السطح ولا تجد لها تفسيرا كحروب صعدة الستة وبعدد يوازيها من الجولات التفاوضية التي استضافتها الدوحة ولم تسفر عن شيء وفجأة يتحول الحوثيون إلى قوة تنتشر بقدرة واشنطن وطهران على مساحتي الشمال والجنوب وظهر الحراك السلمي الجنوبي كحامل لقضية الجنوب وهي كما توصف بأنها قضية عادلة يترافع عنها محام فاشل.

هناك دعارات سياسية وغير سياسية يلعنها الله وملائكته من فوق سبع طباق وهي دعارات مرتبطة عضويا بالقوى المحركة لمعظم ما يدور في العالم عامة والشرق الأوسط خاصة وتتمثل تلك القوى بواشنطن وتل أبيب اللتين هيئتا لقيام ثورة الربيع في ايران ومن ثم الإطاحة بالشاه واستقدام الخميني من باريس عام 1979م، للتحضير للصراع العربي الفارسي والسني الشيعي (الفارسي وليس العربي).

الولايات المتحدة الأمريكية تقف كما وقفت في الماضي وراء كل بؤر التوتر في العالم عامة والشرق الأوسط خاصة ودورها معروف في حرب صيف 1994م وكان روبرت بيلليترو أكثر المبعوثين ترددا على المنطقة باعتباره مساعدا لوزير الخارجية الامريكية ، أعدت الولايات المتحدة علي عبدالله صالح ونظامه الصنعاني الفاسد لدور جديد وأهليته للإرهاب وخصته بباكورة عمل الإرهاب المدبر والمفتعل بحادثة المدمرة كول في أكتوبر 2000م وأعقبه حادث مدبر آخر في سبتمبر 2001م بتفجير البرجين في نيويورك والذي قام جهاز المخابرات الإسرائيلي بحسب تقرير مفصل لجهاز M16 البريطاني .

سارت الأمور تحت مظلة الولايات المتحدة الأمريكية وكلها بهدف ضرب قضية الجنوب فافتعلوا أحداث فبراير 2011م وقبلها أحداث صعدة ومرورا بمؤتمر الحوار الوطني ثم إسقاط صنعاء في سبتمبر 2011م وكل ما تبعها من أحداث ومنعطفات مخطط لها وانتهاءً بمشاورات الكويت التي لا يزال الحوثيون وحلفاؤهم صالح ومن لف حوله يمارسون التسويف والاستهتار حتى بنظام الكويت فالقات محظور في الكويت باعتباره مادة مخدرة والحوثيون يجاهرون بتعاطيه والخروج بعد ذلك في مسيرة أو مسيرات مخالفة للقانون ويستخدمون فيها شعارات الخميني.

خلفية العربدة الصنعانية

اهتز عرش الرحمن مرات ومرات عندما استهزأ العرابدة هناك وسط صمت مريب عندما حرفوا سورة الفيل وقرأت على النحو التالي:” ألم ترك كيف فعل ربك بأصحاب البيض.. ألم يجعل كيدهم في تقويض.. وأرسل عليهم صقور التوحيد.. وفهودا سمرا صناديد فجعلهم في كل منفى أشتاتا”.

لو أن شخصا من الجنوب قدم صياغة مشوهة لسورة من القرآن لصدرت فتاوى وحاصروا بيوتا ومؤسسات وضربوها بالكاتيوشا والمعدلات و ارتفعت أصواتهم في منابر المساجد بأن المبعوث السماوي لن يقدم هذه الصيغة من السورة فوجب إقامة الحد على المرتدين.

العربدة الواشنطنية.

عقد السفير الأمريكي جيرالد فاير ستاين في مؤتمر صحفي عقده في صنعاء وشن هجوما فيه على الرئيس علي سالم البيض وطالبه بالاعتذار للجنوب على الحرب الظالمة التي شنها على الشمال وفجر دعارة سياسية في سلسلة الدعارات الأمريكية عندما أشاد بحزب التجمع اليمني للإصلاح والذي وصفه بأنهم إخوان اليمن الذي تفرخت منه عدة فصائل إسلامية متشددة وأن هذا الحزب الذي ثبت ضلوعه مع القاعدة فأصدر عقوبات مالية ضده وقال فاير ستاين إنه حزب يستحق التقدير والاحترام وأنه أبدى مرونة تجاه جميع القضايا وكان بناء في المرحلة الانتقالية.

أرأيتم دعارة الولايات المتحدة في اليمن وسوريا ومصر ومناطق أخرى، حيث تبين وثبت أنهم في مجملهم أصبحوا ورقة سياسية تلعب بها الولايات المتحدة باسم الدين ومخطط حدود الدم الذي صاغته واشنطن وتل أبيب القائم على الفوضى الخلاقة فالاغتيالات والانفجارات والتفخيخات تسبقها صرخة إما موسادية (الله اكبر) وإما مجوسية (الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللقاء السري مع الأمريكان في مسقط).