fbpx
زواج المثلي ومستقبل العائلة في الغرب

 

كتبنا كثير في تعداد الجوانب الايجابية في المجتمع الغربي، كل ذلك اعترافا منا بالحق والفضل، وتنبيه العرب والمسلمين للاستفادة مما عند القوم من معارف وإدارة ونظم تحت قاعدة ( الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذ بها )..

لكن للأسف الشديد كثير من بني جلدتنا ممن أراد أن يقلد الغرب، أحسن تقليده في الجوانب السلبية والساقطة، وأغمض عينيه عن الجوانب النافعة…

ومن الجوانب السلبية التي تعتبر خروج عن المألوف ما يعرف بزواج المثلي، ( زواج الرجل بالرجل، والمرأة بالمرأة) وليس الإشكالية في وجود هذا الأمر ولكن السقوط المدوي التشريع لهــذا الأمر بلوائح دستورية وتشريعات قانونية، فالمحكمة العليا في أمريكا تقر مثل هذا النوع من الزواج، ويصف أوباما هذا الحكم بالانتصار التاريخي للحريات والحب، كل ذلك بدافع الحرية الشخصية..

بين الحرية الفردية والالتحاق بعالم الحيوانات شعرة واحدة، ولن تستطيع أن تفتح باب للنقاش في هذا الأمر مع الشرقي ، فمجرد النقاش في هذا الأمر يعتبر مضحكا، وهذا يوضح لك المفهوم العام للحرية، فالحرية ليست هواية أو رغبة، ولكنها مضبوطة بنواميس فرضها الواقع البشري……

أثناء تدريسي لمادة الثقافة الإسلامية وطرقي لأبواب العلمانية والعولمة بحثت عن الواقع الأسري الأمريكي في مجلات محكمة بعضها بلغة الانجليزية، وتبين لي أن هناك واحد من كل عشرة أشخاص تزوج، أو عنده علاقة بشخص آخر ذكر… وهذا العالم غير عالم النساء، فذاك عالم كبير..وهذه النسبه مهولة ومقرفة في مجتمع يبدو جميلا ومتطورا…..

عندما تنتكس الفطرة، ويصبح الإنسان لا يعرف عن مهام أعضاءه التناسلية، فنحن أمام خروج عن عالم البشر، ولن أذكر لك نصوص الشريعة في تعظيم خطورة قوم لوط، وكيف تم تعذيبهم، ولكني سأذكر لك كيف أن القط عندما يتبرز يقوم بدفن برازه حياء، والغراب عندما قتل أخاه دفنه، حياء، وان لغة الحياء لباس للإنسان، وأن هناك معاني ومشاعر تعتبر ثوابت في غريزة الإنسان ….

الخلاف يبدو في اختلاف المرجعية العقلية والفكرية، فحين يخرج العقل عن التشريع السماوي لا يدري أين يكون، ويرتمي في زبالات الخزعبلات والأفكار، فهذا الغرب العلماني والمتطور يفقتد أسرته وعائلته، ويصبح منهار في الجانب الاجتماعي..

لن تجد عمقا ولا دقة مثلما تجد التشريع الإسلامي في تناوله كتاب النكاح، ولن تجد اهتماما مثلما اعتنى الإسلام بالأسرة، والبيت والرعاية والتربية والمسؤولية الأسرية..

ربما لو طال بنا الزمن واستمرت الغرب في غيه وجنونه، سنجد أمريكا يوما من الأيام بعد ثلاثين سنة عالم مختلف، لا يمكن تصنيفه بشري، ولا حيواني، ولا ندري في أي هوة يصل العقل عندما يتفرد بتفكيره، ويخرج عن تشريعات السماء ….

جنون العلمانية والعولمة يجب أن يقف حتى لا تخرج البشرية عن المسمى العام البشري، ويجب على الشعوب والأمم أن تقدس الأديان والتشريعات السماوية، وهناك روابط مشتركة عامة بين الديانات جميعا يجب أن تراعي وتقدس …

د.عبد المجيد العمري