fbpx
( شلال) الموت الهادر …

شلال .. هكذا وبدون صفة عسكرية أو لقب قيادي ينادونه ويتحدثون عنه عقب كل محاولة إغتيال فاشلة؛ وما أكثر المحاولات الفاشلة التي استهدفت اللواء شلال علي شايع مدير أمن العاصمة عدن ..

حتى جنود الأمن والمقاومة وحرسه الشخصي الذين يذودون بأرواحهم يوما بعد آخر من أجل عدن ينادونه بشلال؛ ويحدث أن يحدثك أحدهم في نقطة هنا أو هناك بقوله (هذه توجيهات شلال) أو (هكذا قال شلال) وهكذا (حاف) وبعفوية يقولونها شلال، وأن كنت غريبا عن عدن أو ممن يجهلون تاريخ الثورة الجنوبية السلمية سيخال لك أن شلال واحد من زملاء أو أصدقاء من يحدثك عن شلال ..

واذا ما حاولت أن تفهم ما هية ذلك التعامل أو قل روح العلاقة بين شلال كقائد وبين الشارع بكل شرائحه وأطيافه وفئاته ستصل إلى حقيقة أن شلال في نظر الشعب في الجنوب كغاندي في نظر الهند .. لم ازر الهند يوما وهذا انطباع كونته من فرط مشاهدتي للأفلام الهندية؛ فحينما تأتي سيرة المهاتما غاندي في محادثات فيلم ما ترى المتحدثين عنه يقولون (كان غاندي) وهكذا (حاف) يتحدثون عن الرجل كأسطورة خالدة في ذاكرة الهند ..

أتدرون لماذا يتحدث الشارع عن شلال دون الاهتمام بالصفة والرتبة والمنصب  ؟؟

الإجابة باختصار -وهذه قناعة وليس رأي ) لأن شلال من رجال ساحات النضال وميادين الحرية ولم يكن في يوم ما من هواة المناصب والراتب والأطماع الشخصية؛ وكذلك كان غاندي،هذا من جانب ومن جانب آخر فلان شلال لم يهبط من برج زجاجي أو غرفة مكييفة بل طلع كمارد من تحت أنقاض المدينة التي دمرتها قذائف الحوافيش ؛وتلك هي الضالع عرين الأسد شلال، ويوم وجاء الى عدن كان غبار الحرب تحت أذنيه وروائح البارود تملؤ رئته ..

جاء وعدن وجلة وخايفة ومرعوبة من موت يقف عند بوابة كل بيت فيها .. جاء وأقسام الشرطة عبارة عن أوكار للمجرمين والإرهابيين والبلاطجة ..جاء ومؤسسات الدولة ومرافقها عبارة عن مختبرات لتحضير المتفجرات والعبوات الناسفة ..جاء والشوارع ممتلئة بالمسلحين واللصوص والعرابدة  ..جاء والسواحل والمتنزهات مرابض للمحششين والمقعشين وأصحاب السوابق ..وجاء والموت  سيد الموقف في عدن وحينما جاء جاءت الحياة للمدينة والناس على حد سواء ..

لقد جاء بخيرة أهله وخاض مع الأشرار معارك الموت في سبيل حياة عدن وانتصر بعدما قدم قوافل الشهداء من أهله وأصحابه ..نعم شلال فقد في معركة تطهير عدن من الأشرار أعز أهله وما يزال يقدمهم إلى الموت بكرم وسخاء ولعل آخرهم من سقط اليوم في تفجير جولة كالتكس الذي استهدف موكب المحافظ ومدير الأمن ..

في يومين فقط تعرض اللواء شلال لمحاولتي إغتيال فاشلة وقبلهما تعرض لسلسلة اغتيالات فاشلة؛ ولن تفلح بقدرة الله نوازعهم العدوانية فشلال محمي بحب الناس ودعوات الصالحين في عدن وكل الوطن ..

يا أيها الجبناء والخونة من أتباع عفاش وطفل مران ما لا تعلمونه بان شلال: شلال من الموت الهادر ولن يبقي على أحد منكم ما دامت فيه حياة وقولوا لمن يرسلونكم كمفخخات تحت جلابيب النساء اظهروا كرجال وواجهوا شلال؛ فهو ذاك القائد الذي وليتموه الأدبار في الضالع وهربتم دون أن تكرموا موتاكم بالدفن ..وعليكم أن تعلموا أن شلال ليس بجبان وهو قلب يسكن كل روح جنوبية ..

ملاحظة ..

لست ممن يستويهم المديح ولن أكن في يوم كذلك لكن حينما يتعلق الأمر بحياة قائد ورمز تكون الكتابة واجب وطني ومسؤولية أخلاقية؛ للإنصاف واحقاق الحق ..