fbpx
مرحى للعمال في عيدهم العالمي …عمال جنوب اليمن ثوريو العالم

بقلم/بسام فاضل
مازال عمال العالم يجترحون المأثر البطولية التي يسطرونها يوما بعد يوم في كل بقاع العالم لأجل النهوض والرقي بمسيرة التحرر العالمي في شتى مجالاتها .
فبعد أن كان العمال سبباً رئيساً لحدوث الإنقلاب الثوري والنهضة العالمية التي على أثرها تحرر العمال من رمق السيطرة البرجوازية على وسائل الإنتاج ويضفروا بقانون ينظم العلاقة بين العامل ورب العمل والدولة التي ثاروا لقيامها من جهة .
الا أن الإنقلاب الحقيقي أتى بتلك الثورات العمالية التي زلزلت عروش الأباطرة والاستعمار العالمي لينخرطوا في صناعة نظم الدول وتحويلها من العهد الأرستقراطي التسلطي إلى الديمقراطي الجمهوري ولعل أشهر ثورة كانت في أوربا في روسيا وفرنسا ووسط أروبا وأمريكا اللاتينية وكوبا .
في عالمنا العربي لم يكن العامل فقط منتج او قناً للألة او للأرض ولكنه كان المقاتل الوطني الذي أذاق الاستعمار العالمي في مرحلة الأربعينات والخمسينات والستينات من القر ن المنصرم أذاقه صنوف من حمم ضل يصطليها إلى أن أذعن خائباً منكسراً معلناً الرحيل عن الوطن العربي .
كانت مصر والجزائر وسوريا واليمن الجنوبي نموذجاً رائداً في تعاضد العمال إلى جانب قوى الثورة وجيش التحرير الوطني الذي اعتمد اعتماداً فعال على العمال في مسيرة التحرر من نقابات عمالية وفدائيين جسورين .
وأن كان من مثال يضرب هنا فللاتحاد الوطني للشغل في تونس الحرة الذي جنب الوطن العزيز الانهيار والتشتت وأستطاع مع القوى الأخرى أن يصنع ثورة وطنية ويعيد الحكم للشعب في مواجهة تحديات عظمى قللت من حجم انتصارات ارادت طيه في كنف التقوقع السياسي الضحل .
جنوب اليمن عقب توالي الثورات التحررية وتحقيق حلم القومية العربية بطرد الاستعمار الأجنبي عن أراضيه ,أعادته أحلامه القومية إلى الأستعباد والاستعمار ثانية عند تحقيق الوحدة اليمنية في بيئة مختلفة ومتفاوتة اجتماعياً وسياسياً فتسببت في دمار هائل في بناءه وكيانه الوطني وجسده الشعبي فكان لأبد للعمال أن يكونوا اصحاب الريادة في الشعور بالظلم والقهر الذي حولهم من ملاك لوسائل الإنتاج وأصحاب القرار في الدولة ومرافقهم الحكومية إلى مجرد وسائل باهتة كمثل الالة التي يتعاملون معها فتم تشريدهم وممارسة أشكال من القهر وتخفيض الرواتب والطرد المتعمد عن العمل والاستغلال السيئ لجهودهم وثمار إنتاجهم العقلي والعضلي .
أدت العوامل والظروف هذه إلى أن يتبوا مكانتهم التحررية والثورية بإعادته النقابات إلى نصابها الثوري لتبدا مرحلة الإضرابات والعصيانات المدنية التي تكللت بمقاومة شعبية وطنية ظافرة أنتجها شعب الجنوب وكان العمال في صلبها الأساس بحيث تأتى لهم السيطرة على مرافقهم بقوة المقاومة التي أجترحوها معلنين سيطرتهم على مرافق العمل كافة ولعل اشهرها مينائي عدن الهام والمكلا بحضرموت ومصفاة النفط الوطنية في البريقا عدن والادارات الانتاجية الكبرى وتجميد المرافق والأصول الثابتة التي تم إقتطاعها وخصخصتها عقب الحرب ألاحتلالية عام 94م كان أشهرها مصنع النسيج والغلال فيما لازالت مصانع عدة أهدرت أرضيها ومساحاتها ومعداتها ما بين نهب البلاطجة والمأجورين وسماسرة النهب وأذناب الاحتلال وركائزه .
وحتى الآن فقد تحقق منجز لا باس به من طرد الجيش اليمني الشمالي المحتل للجنوب ومليشياته القبائلية والدينية المتطرفة وقوى الارهاب الديني والفكري فان المعركة مستمرة حتى إعلان الدولة المنشودة التي للعمال النصيب الاوفر في صياغة برامجها ودستورها الذي يضمن حقوقهم وامتيازاتهم التي توفر مساحة شاسعة من حرية الابداع والابتكار .
دام العمال قوة حقيقية نحو التغيير ومزيداً من التلاحم والإبداع الخلاق