fbpx
 حتى لا يتم افراغ انتصارات حضرموت من مضامينها
علي الكثيري
تحرر ساحل حضرموت من سطوة تنظيم القاعدة بعد ملحمة بطولية عظيمة خاضتها ببسالة اسطورية قوات النخبة الحضرمية بقيادة اللواء فرج سالمين البحسني قائد المنطقة العسكرية الثانية وباسناد عظيم من دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة وبالدور المتميز للاشقاء في الامارات العربية المتحدة .
 تحررت حاضرة حضرموت مدينة المكلا الودودة وتنفست الصعداء بعد عام من الاختطاف وها هي تشرئب متطلعة للانعتاق من كل نفايات العقود الماضية والمضي الى حيث تندحر كل تجليات الاحتلال والاغتصاب والافساد والفوضى والجهالة على النحو الذي يؤسس لانطلاقة نهضوية شاملة تتوطد في رحابها دعائم الامن والاستقرار والنماء والازدهار .
في غمرة احتفاءاتنا بالانتصارات العظيمة التي حققها ابطال حضرموت بمؤازرة اشقائنا في المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة يجب ان لا يغيب عن اذهان الجميع ان ابناء حضرموت لم يبلغوا لهذا اليوم الاغر الا بفضل التضحيات الجسيمة التي ظلوا يتدافعون لتقديمها في ساحات وميادين الثورة التحررية الجنوبية والمقاومة الوطنية الجنوبية منذ عام 1994م وحتى اليوم وبفضل الدماء الزكية والارواح الطاهرة لتلك القافلة الطويلة من الشهداء الابرار الذين تسابقوا في ميادين التضحية والفداء على امتداد حضرموت ومحافظات الجنوب كافة ابتغاء انتزاع الخلاص لوطنهم وشعبهم.
اقول قولي هذا في وقت تشهد فيه المكلا تفاعلات وتحركات ومشاورات كثيفة بقيادة اللواء احمد سعيد بن بريك محافظ حضرموت واللواء فرج سالمين البحسني قائد المنطقة العسكرية الثانية والقيادات العسكرية والامنية بالمحافظة مستهدفة انجاز الترتيبات لتفعيل مؤسسات السلطة المحلية والمؤسسات الامنية بساحل حضرموت .
 نعم اقول قولي هذا في خضم ما يصدم احرار حضرموت من مؤشرات تفيد بان تلك الترتيبات ربما تتجه لاعادة تدوير نفايات المراحل السياسية السابقة بل واعادة تنصيب من ثبت فشله وفساده وارتهانه لقوى الاحتلال في حضرموت فضلا عن تجديد الثقة في كل من تركوا المكلا ومدن الساحل الحضرمي وحيدة مسلوبة القوة ولاذوا مع ذويهم بالفرار الى الخارج في تلك الليلة التي داهمها فيها مسلحو القاعدة وان صحت تلك المؤشرات والتوجهات فانها تعد – بمنتهى البساطة – استهتارا بدماء شهداء حضرموت وبتضحيات ثوارها ومقاوميها وقوات نخبتها وذاك ما لا يمكن ان يقبله ابناء حضرموت التواقين للخلاص التام والنهائي من الاحتلال وقواه وادواته .
 اعتقد جازما ان المحافظ بن بريك والقائد البطل البحسني واشقائنا في دول التحالف العربي وتحديدا الاشقاء السعوديين والاماراتيين وكل القيادات العسكرية والامنية التي انجزت مأثرة تخليص ساحل حضرموت من سطوة مسلحي القاعدة اعتقد جازما انهم جميعا يدركون حقيقة ان تجاوز واقصاء من رابطوا في ميادين الثورة والمقاومة على مدار اكثر من عقدين من زمن الاحتلال ومن التحموا باهلهم في مديريات الساحل على مدى الشهور الماضية من تسلط تلك الجماعة المسلحة ان تجاوزا كهذا لن يصب الا في مصلحة تكريس حالة الاستلاب والقهر والاخضاع التي ظلت قوى الاحتلال اليمني تفرضها على حضرموت ومحافظات الجنوب العربي كلها وهو امر يفرغ انتصارات ابطال قوات النخبة الحضرمية والاشقاء في التحالف العربي من مضامينها .
نعلم ان التغيير الجذري الذي يتوق له احرار حضرموت لن يتم بين عشية وضحاها وان تجاوز التركة الثقيلة والعفنة التي تراكمت في حضرموت بفعل الانظمة السياسية السابقة بحاجة الى جهود كبيرة وخارقة والى مدى زمني غير قصير لكن ما لا يمكن تسويغه او قبوله ان تتجه الترتيبات نحو تمكين قوى وشخصيات معروفة لدى القاصي والداني بارتهانها للقوى المغتصبة لحضرموت والمستلبة لحقوقها والقامعة لاهلها فضلا عن الاصرار على ابعاد القوى التي حملت طوال العقود الماضية لواء النضال بكل الوسائل والاشكال رفضا للاحتلال وسياساته وممارساته وانتصارا لحق حضرموت وكل محافظات الجنوب في الانعتاق والتحرر والاستقلال ولم تتوان لحظة في تلبية نداء الواجب الوطني للمشاركة في التصدي لجحافل المليشيات الحوفاشية الغازية للجنوب من خلال المشاركة الفاعلة في صفوف المقاومة الوطنية الجنوبية على امتداد الجبهات في مختلف محافظات الجنوب والاصطفاف مع الاشقاء في دول التحالف العربي دعما وتاييدا لعاصفة الحزم وعاصفة اعادة الامل .
ان ما تحقق من انتصار عظيم لحضرموت ببسالة قوة حضرمية خالصة وبكفاءة قيادة عسكرية حضرمية خالصة هو انتصار تاريخي غير مسبوق لكنه سيظل ناقصا وفاقدا لمضامينه التحررية ان لم تجسده توجهات جدية تفضي الى تحطيم اغلال الاستلاب والافساد والاذلال والانتقاص التي ظلت تمحق حضرموت ارضا وانسانا .
نتمنى ان تغمرنا الايام القادمة بما يبدد مخاوف كل الاحرار وبما يعزز في نفوس ابناء حضرموت الثقة بان شموس التحرر وامتلاك القرار قد اوشكت على الانبلاج باتجاه الخلاص الكامل من براثن الاحتلال وتمكين شعبنا الجنوبي من الاستقلال بوطنه وهويته ودولته الفيدرالية الجديدة كاملة السيادة على كامل الاراضي الجنوبية وفق حدود ما قبل عام 1990م .
ولله الامر من قبل ومن بعد