fbpx
رسالة أخوية ووطنية لطاقم الرئاسة اليمنية

قد يقول قائل كان من المفترض أن تقال مثل هذه النصائح بداية مشوار الرئيس عبدربه منصور هادي ,وليس اليوم, فأقول يعلم الله أننا وكغيرنا ممن يكتبون للوطن ولا يكتبون لأشخاص, قد أرسلنا العديد من الرسائل قبل الحرب, عن طريق العديد من الأخوة المقربين من الرئيس, ونشرت بعضها في صحف الوسط والشارع والأيام والطريق قبل الحرب, وبعد الحرب في عدن الغد وبعض المواقع ….لكن…وآه من لكن.! لا مجيب.

لذلك أقول التالي .

1/العبرة دائما تكن بخواتم الأعمال وليست ببدايتها, والتاريخ يسجل لكل حاكم ,(ملك رئيس أمير )ما كان في آخر حياته السياسية وليس بالضرورة ما كان من بدايته, حتى في الاسلام يقول بعض أهل العلم أن العبرة بخواتم الأعمال , …لذلك هل نسمع تغير في السياسات نحو الأفضل في الأيام القادمة ؟…. أعتقد أن (كل شيء مربوط بحسن الاداء).

2/من المعروف أن طاقم أي قائد أو حاكم هو مثل , وضع المراية (المرآة) التي تعكس صورة ايجابية عن المسؤول  أو العكس من ذلك ,وهكذا على مستوى الولاية الصغرى في المحافظات والوزرات, والمثل يقول, (قل لي من يعمل معك سأخبرك من أنت ) ويقول عليه الصلاة والسلام أن صح الحديث ..المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. لذلك نشد على أيدي من يعملون بصمت وهم معروفين بالاسم, لعلهم يغيرون بعض الشي في الواقع المخبوط والمعقد.

3/ أنتم أيها الأخوة الجميع تعكسون مدى نجاح الرئاسة في التعامل مع الملفات المعقدة , وخاصة ملف قضية الجنوب ,وحسن اختيار من ينبغي وجودهم ضمن مواقع عديدة لإدارة السلطة بمختلف مفاصلها ,أو تثبتون العكس في الفشل والتعثر, ولا يمكن للرئيس أن يلم بكل شيء مالم تكونوا أنتم من يقوم بذلك معه, وتظهرون مدى التعامل مع الغير من خلال التواصل الدائم معهم  عبر برنامج منظم ,وعبر تقييم تجربة السنوات الأربع والنصف الماضية من حكم الرئيس هادي ,وكيفية. معالجة الأخطاء ,وتذكروا أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح كما يخبروننا من يعرفهم ويعرفونه شخصيا ,كان برقم أخطائه وعدم اعترافه بقضية الجنوب , له طاقم قيادي يغطي بعض اخطائه, ويحرص على تواصله حتى مع معارضيه وخصومه, ولذلك استمر في الحكم 33 عام , حتى أن بعض الأخوة ممن يعرفونه يقولون أنهم كانوا يتفاجأون من اتصاله بهم وهم في حالة الحرب  والثورة ضده في. حرب عام 94 أو ثورة2011م فليس عيبا أن يستفيد المرء من إيجابيات خصومه .

4/تذكروا أن السلطة التي أنتم فيها ستتركونها كما تركها من كان قبلكم, والفرق فقط, إلى أين ستتركونها ؟ وماذا سيقول التاريخ عنكم ؟والحكيم هو من يتذكر أنه قد ترك السلطة, بينما ما يزال فيها , فذلك سيجعله يراجع اخطائه ويجدد في نشاطه, ومن لا يهتم بسماع النصائح سيبحث عنها حين لا يجد من ينصحه لله وحده وهو في الشارع ,والأيام دول بين الناس يوما لك ويوما عليك. ويوما لا لك ولا عليك.

وتذكروا أن من يفرط في تسجيل لكم رسائل ومقالات واشعار المديح , بمناسبة وبدون مناسبة ,قد يكون أول من سيكتب عليكم كما حصل مع من كانوا قلبكم, فالسلطة غير ثابتة والإفراط في المديح لا تركنوا عليه فهو لا ينفع وقت الجد ووقت بناء الاوطان, وتذكروا اخواننا الاعزاء المثل القائل (لو دامت السلطة لغيركم ما وصلت لكم).

5/لا يمكن نجاح أي عمل إلا بعمل مؤسسي وحسن اختيار من يدير العمل ,حتى ولو كان حارس شخصي , فابحثوا عن التجديد في مواساتكم الرئاسية والحكومية ,بعقول وطنية نزيهة وذات عقول متحركة وليست خاملة بالكسل , فالنجاح يحتاج تجديدا في الوجوه والشراكة الوطنية ليست أماني ووجوه مكررة, والوطن كبير وليس محصور بمن هم في الشاشة كل يوم.

وتذكروا إخوانكم الذين يبحثون عن العيش في وطن يحفظ لهم كرامتهم وتاريخ نضالهم ,فكم من مناضل في بيته عزيزا متعفف يحتاج وقوفكم معهم ,وكم من ضحايا في هذه الحروب. يحتاجون موقفكم ,وكم من أسر شهدا وكم من جرحى لا يجدون من يقف معهم….

أخيرا قد يقول قائل منكم, نحن في ظرف استثنائي اصبروا ولا تستعجلوا ,فنقول للجميع ,ومن قال أننا نستعجل ونحن في صبرنا منذ حرب نكبة 1994, فبدون مبالغة لو أن  هناك أوسمة رفيعة في الوطن لمنحت لمن صبروا على النظام منذ حرب 94 , وما زلوا حتى اليوم في صبرهم ووطنيتهم وصدقهم وهم يتابعون كثير من الوجوه تتنقل من موقع  إلى آخر ومن ثورة إلى أخرى .

ولا ننسى التقدير لبعض الوجوه الوطنية التي تعمل بصدق ,ولا نريد أن نخص اسما محددة حتى لا يفسر ذلك من باب المدح, فالناس يعرفون كل مخلص.

والله من ورا القصد