يافع نيوز – تقرير – ( خاص ):
في ضربة جديدة، يوجهها الجنوب بإسناد قوات التحالف العربي لمليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، وبقية قوى الشمال، تمكن الجنوبيين من إحراق آخر ورقة كانت تلك القوى الشمالية ومن خلفها قوى عظمى تتلاعب بها منذ سنوات طويلة، حتى يستمر نهبها لثروات الجنوب وارضه.
ورقة “مكافحة الارهاب” هي ورقة ليست سهلة، تديرها قوى عالمية، وتتلاعب بها قوى يمنية شمالية، لتحقيق مطامع ومصالح مالية واقتصادية، فضلا عن نفوذ سياسي وعسكري .
هذه الورقة سقطت مؤخراً عندما أخذت المقاومة الجنوبية على عاتقها مهمة ” مكافحة الارهاب ” في أرض الجنوب، قاطعة الطريق أمام تلك القوى التي كانت تدعي زوراً حصرا قيامها بتلك المهمة.
سقوط الاقنعة:
ما إن بدأت معركة الجنوب مع الإرهاب، وحركاته وخلاياه، إلا وإنبرت قوى شمالية يمنية، بكل وضوح رافضة هذا التوجه الجنوبي، وفي مقدمتها مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، التي كانت ترفع شعار ” محاربة الارهاب ” في الحرب الأخيرة التي شنتها لإجتياح الجنوب.
يرى مراقبين ان مواقف قوى الشمال مما يجري بالجنوب من محاربة للإرهاب، هي مواقف تأتي نتيجة لشعور تلك القوى، ان آخر اوراقها سقطت وباتت لا تمتلك أي حجة او موقف او سبيل، يمكن لها أن تستأثر من خلاله بالجنوب، او تكسب أي دعم خارجي لبقاء تواجدها بالجنوب، وهو التواجد الذي ترتجي منه تلك القوى الاستئثار بالثروة الجنوبية والنفط والقرار الإداري والامني والسياسي والاقتصادي، خاصة بعد أن بات الجنوبيين باسطين على ارضهم وجغرافيته عقب عملية تحرير الجنوب في الحرب الأخيرة والتي تمت باسناد ودعم قوات التحالف العربي.
سقوط أقنعة قوى الشمال، فيما يخص الإرهاب بالجنوب، وإظهار رفضهم لذلك، كشف بحسب المراقبين الجنوبيين، مدى العلاقة بين الإرهاب وقوى الشمال مجتمعة، والتي كانت تستخدمه منذ زمن لــ” إبتزاز دول الجوار والعالم به” ومن ثم ترويج نفسها في نفس الوقت أنها ” هي القوى الوحيدة التي تحارب الارهاب “، وهذه الورقة التي سقطت اليوم، شعرت قوى الشمال معها، انها تسقط أيضاً، ويسقط مخططها وشماعتها التي باتت زمنا تتكسب منه وتسترزق من دول الجوار والعالم .
وليس غريبا موقف مليشيات الحوثيين والمخلوع في مفاوضات الكويت، اذ طلب وفدهم وقف الغارات الجوية لدول التحالف ضد تنظيم الجماعات الارهابية في حضرموت وأبين للعودة الى طاولة المشاورات. بحسب مصادر .
المصادر اكدت ان طلب مليشيات الانقلاب قوبل بالاستغراب من قبل ولد الشيخ والوسطاء في الكويت بحجة ان هذه المليشيات ظلت خلال مفاوضات جنيف 1 و 2 تردد ان هدفها من اشعال الحرب في اليمن هو محاربة الارهاب ولكن عندما بدأت دول التحالف والجنوبيين في محاربة الارهاب تغير موقف هذه الجماعة وباتت تعارض اي عمل عسكري ضد ت الارهاب.
الجنوب يحرج المتفاوضين بالكويت:
مثلما أحرج الجنوب سابقاً، قوى الشمال مجتمعه، سواء المليشيات الانقلابية، أو المدعين بوقوفهم الى جانب الرئيس عبدربه منصور هادي وشرعيته، ها هو يحرجهم مجددا، ويضعهم أمام أمر واقع بتبني الجنوب وشعبه، استراتيجية ” مكافحة الإرهاب ” .
واستراتيجية مكافحة الارهاب، هي استراتيجية دولية، ظلت جامدة في اليمن، عندما كانت قوى الشمال ممسكة بزمام النظام والحكم، بل ساعدت تلك القوى الارهاب على التوسع واسقاط مناطق جديدة، قبل أن يتمكن الجنوبيين بمساعدة وتمويل ودعم التحالف العربي، من حسم أمور الارهاب بأقل ما يمكن، وهو يؤكد ضرورة تمسك المجتمع الدولي، بالقوات الجنوبية والمقاومة ودعمها لتكون شريكا فاعلاً في استراتيجية مكافحة الإرهاب.
تلك الجولة الأخرى من المعركة مع الارهاب التي يخوضها الجنوب اليوم، رغم خروجه من حرب شاقة وطويلة، مع مليشيات الحوثيين والمخلوع، جعلت الطرفين المتفاوضين بالرياض، أمام حرج كبير، وذلك بحسب الآتي:
ذلك الإحراج يأتي أيضاً، مع دعم جنوبي كامل، لحق اليمن في حل مشكلاته بسلام، وايقاف الحرب من خلال مفاوضات الكويت، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، مع تأكيد الجنوبيين بأن السلام والاستقرار في اليمن شمالا وجنوباً، مرتبط بحل ” القضية الجنوبية ” ومنح الجنوب ” حق استعادة دولته ” وفق آلية متفق عليها محليا ودولياً بما يتوائم والظروف المحيطة، مما لا يبقى عذر، امام قوى الشمال، تجاه الجنوب، او أي حجة تمكنهم من البقاء والسيطرة عليه.
الجنوب يعزز موقفه خارجياً:
إلى جانب قضية الجنوب العادلة، التي ظلمت كثيراً، وتم تجاهلها طويلاً من قبل دول الجوار والمجتمع الدولي، اكد الجنوبيين أنهم أهلاً للمسؤولية، وأكثر ثقة واتفاقا مع اهداف دول الجوار والعالم، وذلك في عدة أمور استراتيجية اهما الآتي:
الخلاصة:
بعد كل ما ذكر، تؤكد الحقائق، ان هناك تداخلات عديدة، ومسارات متفرعة لاستراتيجيات الصراع والتحالف في المنطقة والعالم، ومع التغيرات الجذرية التي حدثت مؤخرا، تظهر المؤشرات ان كثير من الحقائق التي كانت معروفة اصلا لدى المخابرات الدولية فيما يخص صنعاء وقواها، باتت اليوم على الطاولة أمام الرأي العام وشعوب العالم، ومعها يمكن ان تحدث التغييرات، والتوجهات الدولية في يخص اليمن شمالا وجنوباً.
ذلك لا يعني ان اصحاب القرار في الدول العربية والعالمية الذين يشيدون بمواقف الجنوب، في مكافحة الارهاب من جهة، وقبله وقوفه الى جانب التحالف العربي في التصدي وكسر مشروع ايران في الجنوب، يدعم الجنوب بالكامل، أو انه قد يسعى لحل القضية الجنوبية ما يرتضيه شعب الجنوب .
فهناك الكثير من الصراعات، والخلافات وكذلك المصالح، بين الدول العظمي، والاقليمية، ربما لا تزال تقف عائقا امام القضية الجنوبية، وتحقيق هدف استعادة دولة الجنوب، لكن في نفس الوقت ذلك لا يعني انه من السهل ابتلاع إرادة شعب الجنوب، حيث لم يستطيع كل العالم ذلك، حينما كان الجنوبيين يخرجون سلميا لا يملكون الا صوتهم، أما اليوم فقد بات الجنوب جزءاً فاعلاً ويثبت كل يوم أنه قادرا على تحقيق مصالح العرب والخليج وكل دول العالم، في حال تم تمكينه من قراره السيادي واستعادة دولته .
ولا يزال مشوار الجنوبيين مستمراً، في صراعه مع قوى صنعاء، كما لا يزال الجنوب بحاجة أكثر لتعميق العلاقات، وزيادة الثقة بدول الجوار والمجتمع الدولي، والاهم في المرحلة الحالية، هو فتح القيادات الجنوبية الفاعلة وذات الثقة القنوات الدبلوماسية والسياسية المباشرة مع دول الجوار والمجتمع الدولي، لكسب دعم اكثر في مسار معركة الجنوب ونضاله الدؤوب من اجل ” استعادة استقلال دولته ” بما يضمن تحقيق المصالح الدولية والشراكة الجنوبية الفاعلة ضمن المحيط الاقليمي والعالمي .