fbpx
لماذا حضرموت قبل صنعاء.؟! كتب/محمد بن زايد الكلدي
شارك الخبر
لماذا حضرموت قبل صنعاء.؟! كتب/محمد بن زايد الكلدي

أخيرا أدرك التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية إنه من الصعوبة بمكان إسقاط صنعاء، أو حتى حصارها بطوق عسكري أو بعمل تحالفات مع حزامها القبلي المحيطة بها.
قناعة توصل لها التحالف بعد سنة كاملة من الحرب والقصف والدمار، ولم تتجاوب معه أي قبيلة أو حزب سياسي أو قيادات مؤثرة مقربة من عفاش أو الحوثي! ولم يستطع التحالف برغم كل ما بذل وقدم من أموال إن يشكل نواة للمقاومة يمكن دعمها والإعتماد عليها داخل صنعاء! بل شاهدنا الوضع الأمني متماسكا أكثر من ذي قبل، ولم تحصل أي عملية نوعية أو تفجير مفخخة واحدة كما هو حاصل معنا في مدن الجنوب المحررة!

نتذكر جيدا في الكثير من الحروب مثل حرب العراق ما إن بدأ القصف الأمريكي إلا وبدأت معه المليشيات الشيعية من العاصمة بغداد تشن الهجمات على جيش صدام وضربه من الداخل وذلك ما سهل لدخول القوات الأمريكية والسيطرة على العاصمة بغداد، وكذلك عندما قام التحالف الدولي بضرب ليبيا لم تمر الا أيام وإذا بالمقاومة الليبية من العاصمة طرابلس تقلب الطاولة على القذافي ومليشياته وتسيطر على العاصمة بشكل كامل، ولا نذهب بعيدا فعند دخول الحوثي الى مدن الجنوب ومع أول طلعة للتحالف الخليجي انتفض الشعب الجنوبي بأكمله صغيرا وكبيرا وبكل مكوناته الثورية الوطنية والإسلامية وقدم قوافل من الشهداء وأضعافهم من الجرحى، وهكذا هي الشعوب الحية تثور سريعا وتنقض على المستبدين متى سنحت لها الفرصة ووجدت من يساعدها ويمد لها يد العون.

الخليج ودول التحالف تولدت عندهم قناعة تامة بإن صنعاء لن تستسلم وترفع الراية البيضاء وخاصة للسعودية لوجود العداء التأريخي بينهما ، فالمكونات القبيلة والدينية والسياسية ترى إن الحوثي وعفاش هم الأقرب لهم بل هم جزء منهم فلن يسلمون رقابهم للخليج مهما كلفهم ذلك من ثمن .

كانت السعودية ترى إن إسقاط صنعاء هي نقطة الإرتكاز والإنطلاق لمعالجة كل الملفات الشائكة والقضايا المعلقة، فسقوط العاصمة بيد الشرعية كان يكون لها رمزيتها الكبيرة على سير الأحداث والتفاوض مع الحوثة، وكانت تعطي للتحالف والشرعية قوة دفع كبيرة، أما وإنها ما زالت تسبح في فلك الحوثي وعفاش، فكل النجاحات التي تحققت على الأرض وفي كل الجبهات للتحالف والشرعية لا توازي جحم صنعاء بأي حال.

لذلك راى الخليج وبعد ضغوط أمريكية ملحة ولوجود تباينات داخل معسكر الخليج نفسه إن محاربة القاعدة وإسقاط المكلا بدلا من صنعاء أصبح أمرا لا مفر منه، وهي عملية هروب إلى الأمام كي تعوض إخفاقها شمالا،! .

فتحرير المكلا وأبين ولحج من القاعدة ومناقشة القضية الجنوبية كانت من ضمن الملفات التي يتم فتحها ولكن بعد إسقاط صنعاء وعودتها إلى بيت الطاعة وبعد عودة الشرعية ومؤسسات الدولة! ولكن الظاهر إن الحوثي وعفاش ومن يقف معهم استطاعوا إن يفشلوا هذا المخطط ويفرضوا على الخليج والمجتمع الدولي أجندتهم والقبول بالحوار والذهاب الى الكويت وفي يدهم الكثير من أوراق الضغط والمناورة.

ويبقى الجنوب الذي أثبت للجميع في حربين خلال عام واحد هو الأقرب لدول الجزيرة والخليج من غيره، برغم البعد الذي شاب العلاقات الخليجية الجنوبية في زمن حكم الرفاق، ولكن ظل الشعب ممتنا للخليج بعلاقة الود والإخاء والمصالح المشتركة والمصير الواحد، فهل يدرك الخليج ذلك؟

أخبار ذات صله