fbpx
القضيةالجنوبية بين اسماعيل ولد الشيخ وعبد الملك المخلافي

بقلم/د. عيدروس نصر ناصر

استطيع أن أصف وزير خارجة السلطة الشرعية الأخ عبد الملك المخلافي بالزميل فقد عملنا معا على مدى أكثر من ست سنوات في إطار اللقاء المشترك رغم أنه كان أكثر قربا من الرئيس صالح ومحط ثقة عنده في كثير من القضايا.

لم ينزعج الزميل المخلافي من تلكؤ وفد الحوافش في الولوج إلى جدول الأعمال في مشاورات الكويت على مدى أربع أيام، ولم تثر انزعاجه الألفاظ النابية التي سمعها من أعضاء وعضوات وفد الحوافش كما لم ينزعج من قصفهم  لتعز والبيضاء وكرش وغيرها  من المناطق واستمرار استهدافهم للمدنيين بقدر ما أثار غضبه حديث السيد اسماعيل ولد الشيخ وقوله بأن “الواقع الجنوبي محط اهتمام رئيسي، لا بد أن يكون له تصور شامل مستقبلا”.

لم يقل ولد الشيخ أنه يجب إنصاف الجنوبيين ومنحهم حق تقرير المصير، أو استعادتهم لدولتهم التي صادره ودمرها الغزاة في حربين دمويتين ظالمتين غير متكافئتين، بل لم يقل حتى يجب استفتاء الشعب الجنوبي ليقرر ما إذا كان يريد الوحدة مع الحوافش وخصومهم أم يذهب لاستعادة دولته، ولم يقل حتى يجب حل القضية الجنوبية حلا منصفا، بل قال يجب أن يكون للواقع الجنوبي تصورا شاملا للمستقبل، لكن السيد المخلافي الوفي دائما لزعيمه والذي لا يريد أن يسمع ما يغضب متبوعه قد أبدى انزعاجه من ذكر الواقع الجنوبي.

بيان الزميل المخلافي الذي اعتبر فيه الحديث عن القضية الجنوبية هو فتح لقضايا جانبية يأتي ليأكد أن معظم كبار الساسة والمثقفين  (الشماليين) على افتراض أن الزميل المخلافي منهم، غير معنيين بالجنوب ولا بمعاناته ولا بثورته ولا بحربه على الانقلابيين وانتصاره عليهم، هذا إن لم يكونوا في الطرف النقيض من كل هذا بقدر اهتمامهم ببقاء الجنوب تابعا لهم وتحت سيطرتهم حتى وإن كانوا مجرد مصفقين في صفوف الناهبين والسالبين وسارقي أرض وثروات الجنوب.

إنهم يدعون الوحدوية لكنهم بسلوكهم هذا يؤكدون شطريتهم وعصبويتهم وأن الوحدوية لديهم ليست سوى الاغتصاب والضم والإلحاق وغيرها من السياسات الاستعمارية التي مورست ضد الجنوب.

كل هذا يأتي رغم أنهم طالما وعدوا بحل القضية الجنوبية وتغنوا بعدالتها، ويأتي وهم لم يتخلصوا بعد من نتائج الانقلاب ولم يحققوا تغييرا فعليا في ميزان القوى لصالح الشرعية فكيف لو تمكنوا من دحر الانقلاب واستعادة الدولة والعودة إلى صنعاء وبسط السيطرة على الأرض!!

لا تنزعج أيها الزميل فموقعك سيبقى محفوظا لفترة طويلة تماما كما ظلت مكانتك محفوظة عند السيد عفاش حتى آخر يوم من بقائه على كرسي الرئاسة.

لكن الجنوب قد اختار طريقه وسيصل إلى هدفه المنشود بوسائله المتميزة ولن يحتاج إلى صدقة من أحد حتى لو كان من أدعياء القومية والتحررية والتقدمية ممن يتسابقون على استرضاء الحاكم الأول وإشباع رغباته ووضع (النصع) حيث تحط طلقته.