fbpx
استعادة منظومة القيم.. الشرط الحاسم لاستعادة الروح الوطنية الجامعة !

عندما تسقط منظومة القيم تفتح الأبواب واسعة لكل اشكال العصبيات ومعها ( تتوه ) الحقيقة وتتنازعها الأهواء ويغيب المنطق ويصبح للجهل حضورا طاغيا ومدمرا وبكل ابعاده وخلفياته وتجلياته ؛ ويصبح الوضع مثاليا لبروز بعض المشاريع ( السياسية ) وبعناوين وطنية مشوشة وربما ( خادعه ) مع الأسف؛ ومعها تنتعش النزعات ( المحلية ) والتعبير عنها يصبح اكثر وضوحا وجراءة ؛  كنتيجة طبيعية لتراجع ( الروادع ) الوطنية الجامعة ولأسباب كثيرة ؛ ولعل أبرزها عدم صلابة روح ( الانتماء ) الحقيقي الذي لم يعبر ويتجاوز وبقناعة كاملة ووعي حقيقي كل تلك ( العصبيات ) ولم يتخطى عند ( البعض ) الحدود الشكلية والسطحية وربما للتمويه وبقى ( كشعار ) ليس إلا و لم يجد طريقة إلى اعماق العقل والروح ؛  وبقى المخزون النفسي (المشحون) أساسا بخلفيات قبلية واجتماعية وثقافية متشظية ولأسباب تاريخية معروفة للجميع ؛ هو الأقوى عند هذا ( البعض ) وهو خليط من شرائح وفئات اجتماعية مختلفة وعند ( نخب ) سياسية وثقافية و تربوية وإعلامية متعددة مع الأسف الشديد ؛ وبقى هذا ( المخزون ) هو الكامن في الصدور والمتحفز للظهور والتعبير عن نفسه في اللحظات السياسية والتاريخية المناسبة !!

وللخروج من هذا الوضع المؤسف الذي نعيشه والمتخم بالكيانات والمشاريع المتنافرة والمتخاصمة ؛ وهو مع الأسف الأمر الذي لا يتناسب وعظمة وثبات الإرادة الجماهيرية عند أبناء الجنوب وبشكل يبعث على الفخر والاعتزاز ؛ فإنه لا سبيل امامنا غير ان ينهض الجميع بمسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية دفاعا عن منظومة القيم وبكل عناوينها ومسمياتها والإعلاء من شأنها في حياتنا وسلوكياتنا وعلاقاتنا الاجتماعية والسياسية على حد سواء ومنح صفات الشرف والكرامة والصدق والوفاء حقها على صعيد الممارسة العملية وجعل التضامن فيما بيننا حقيقة واقعه لا شعارا للاستهلاك السياسي الفاقد للمضمون وتحويل الاختلافات والتباينات ( الطبيعية ) وغير المفتعلة إلى مصدر للقوة الفاعلة ومدخلا للتماسك الوطني الشامل قدر الإمكان الذي يمنحنا القدرة على تجاوز التحديات القائمة وتلك التي تنتظرنا في مسيرة الكفاح الوطني الذي لن ننال ثماره الوطنية بسهولة ويسر كما قد يتصور ذلك البعض اعتمادا على الحماس وروح الاستعداد للتضحية فقط رغم اهمية وعظمة ذلك على هذا الصعيد ؛ وان يعمل الجميع وبروح الصبر والمثابرة والثبات وبما يقرب المسافات بين القول والفعل عبر إنزال الشعارات من سماء السياسة إلى ارض الواقع المتحرك والمعاش وبكل الوانه وعناوينه وتعقيداته المتشابكة لينتصر فيه الجنوب لشعبه ولقضيته عبر فعل وطني متناغم حقا وفعلا وبما يقرب يوم الخلاص ويحصن المستقبل ويؤمنه ويجعله خاليا من الصراعات والفتن ..