fbpx
مشاورات الكويت بين المطلوب والممكن .

التأم لقاء الكويت بعد مخاض عسير وشد وجذب بين الطرفين المتحاربين في اليمن …
وقد شجعت أو ساعدت عوامل عديدة علی تجاوز تحديات عقد هذه المشاورات أهمها دور دولة الكويت الذاتي السلمي والحيادي والخيري والضغوط الدولية التي مورست علی الطرفين ووصول جماعة الحوثي وصالح الی قناعة باستحالة مواصلة المكابرة والعناد في حرب غير متكافئة عسكريا ودبلوماسيا وإجماع إقليمي ودولي مؤيد للتحالف وشرعية الرئيس هادي .
تأمل الشرعية والتحالف من هذه المشاورات الحصول علی التزام الحوثيين وصالح بتطبيق بنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 وخاصة :
الانسحاب من المدن ، تسليم السلاح ، عودة الشرعية الی صنعاء ، تطبيع الأوضاع الأمنية وإطلاق سراح الاسری والمعتقلين وعلی رأسهم وزير الدفاع اللواء الركن محمود الصبيحي …
فيما يريد الحوثيون وصالح من بين امور عديدة وقف ضربات الطيران من جانب التحالف وفك الحصار المفروض علی الشمال الواقع تحت سيطرتهم …
وبعيدا عن الخوض في هذه التفاصيل يمكن القول وفي ضوء التجارب السابقة لمثل هذه الحوارات والمفاوضات المكوكية …واستنادا الی موازين القوی القائمة علی الأرض ، حيث فشلت قيادة ما يسمى بالجيش الوطني والمقاومة الشعبية اليمنية في الشمال – الذي ما يزال تحت قبضة الحوثيين – في إحراز نجاحات ذات طابع استراتيجي علی الأرض لصالح الشرعية وقوات التحالف … من المستبعد أن يطبق الحوثيون وصالح أو حتی أن يلتزموا بتطبيق أي من تلك البنود باستثناء البند الخامس .
وخلاصة الكلام وكما يقول الأخوة المصريون ” الجواب باين من عنوانه” وقد كانت الدبلوماسية الكويتية والخليجية موفقة ومرنة اذا غيرت التسمية من لقاء أو مؤتمر الی مجرد ” مشاورات ” …
جنوبيا كانت المليونية التى نظمها الجنوبيون قيادة وشعبا عشية مشاورات الكويت إضافة الی النجاحات الجديدة الهامة التي حققتها القوات الجنوبية مدعومة من قوات التحالف وبشكل خاص الامارات في مكافحة جماعات الإرهاب والفوضی في كل من عدن ولحج وأبين وفي الطريق الی حضرموت … كانت قد وجهت رسالتين قويتين بالغة الدلالة والتأثير أن الجنوبيين ماضون قدما في النضال من أجل استعادة دولتهم ، مما أجبر المبعوث الدولي ولد الشيخ الی استباق الكل بالتأكيد علی أن القضية الجنوبية ستكون موضوع حوارات مكثفة مع قيادات الجنوب …وكان لافتا أيضا تصريحات الناطق الرسمي لحركة الحوثيين محمد عبدالسلام لصحيفة الراي العام الكويتية قبيل انعقاد مشاورات الكويت التي أظهر فيها لغة تصالحية مرنة ومتوازنة تجاه قضية الجنوب … كانت هذه اللغة قد غابت منذ الاجتياح الثاني للجنوب في 22 مارس 2015 حينما عاد الحوثيون الی تبني نفس خطاب صالح والإصلاح ” الوحدة أو الموت ” .
وعلی أي حال فالمشكلة دائما بالنسبة لليمن ليست في الوصول الی اتفاقات بل في الالتزام بتطبيق مثل هذه الاتفاقيات حينما تتاح لهذا الطرف فرصة ضرب الطرف الآخر وبالتالي الضرب بعرض الحائط بكل الإتفاقيات والعهود الموقعة الأمر الذي كان وهو الآن في أشده يضاعف من معاناة عامة الناس امنيا ومعيشيأ الذين يجدون أنفسهم ضحايا ووقودا لنزوات وطموحات المتنفذين المتصارعين علی السلطة والثروة .

العميد ثابت حسين صالح