fbpx
وقفة مع مقابلة لممثلة مجموعات الأزمات الدولية في الجزيرة العربية

يتداولون في بعض المواقع الإخبارية,وأرسل لنا بعض الأخوة الكرام مع حفظ الأسماء والألقاب, ترجمة لمقابلة لكبيرة المحللين المختصة في شؤون شبه الجزيرة العربية عن مجموعة الأزمات الدولية,الأستاذة إيبرل لونغلي ألي.. قبيل مفاوضات الكويت للسلام .

 ولأهمية المقابلة وتحليل مركز مجموعة الأزمات الدولية فقد سجلت هذه الملاحظات التي استخلصتها من تمعني بمقابلتها,لكي نستفيد مما يقوله المراقب الخارجي للوضع الداخلي.

 1/المقابلة لم تشر للجنوب إلا في موضع واحد عند الحديث عن إخراج الحوثيين من الجنوب بحسب قولها في أكتوبر من العام الماضي ,والصحيح هو في يوليو وبداية أغسطس.

2/عدم الإشارة لقضية الجنوب رقم أهميتها في الصراع منذ سنوات,ومعرفة الأستاذة إبيرل, بهذه القضية ,وشخصيا كنت قد التقيت بالاستاذةإبيرل ضمن مجموعة جنوبية في صنعاء

وكذالك التقى بها غيري من قيادات الحراك وناشطين في الجنوب ,وهي تملك رؤية كاملة حول قضية الجنوب,

لكن الظاهر أن الاقتناع بأن قضية الجنوب تشكل أهم قضايا الساحة الوطنية ,

وطرحها ضمن أجندة الخارج لم يحن بعد وقته من قبل القوى الدولية ومراكز بحثها,

 مع العلم أن دول أوروبا وأمريكا يعتمدون على نتائج تحليل مراكز البحث والدراسات الكبيرة في العالم. وليسوا كما هو حالنا في اليمن والجنوب وبعض البلدان العربية ,لايهتمون بمراكز البحث والتحليل

 ,وبالتالي لانتوقع طرح قضية الجنوب مع مفاوضات السلام الجارية برعاية الأمم المتحدة في الكويت , التي ستبحث, كما أشارت المحللة السياسية الدولية

( إبيرل )وبيان المبعوث الدولي لليمن, إسماعيل ولد الشيخ . خمس نقاط هي.

انسحاب المليشيات والمجموعات المسلحة

,وتسليم الأسلحة الثقيلة للدولة,واستعادة مؤسسات الدولة وعودة الحكومة الشرعية ,واستئناف الحوار السياسي ,وتشكيل لجنة للسجناء والمعتقلين.

وهذا يعني ان أي تسوية وفق هذا النقاط لن تقتصر على الشمال, فكيف سيتم التعامل معها في الجنوب؟ في تصوري أن هذا الأمر يتطلب وضع التصورات لكيفية التعامل مع المتغيرات قبل الوصول للحل للنهائي لقضية الجنوب  والمضي بترتيبات استيعاب المقاومة ضمن الجيش الوطني الجديد,الذي يفترض أن يتم على أساس المناصفة بين الشمال والجنوب .

3/ذكرت إبيرل ,أن اللاعبان الأساسين في هذه الحرب هما المملكة العربية السعودية وحركة الحوثيين, وأن هناك مؤشرات على  رغبتهم في الوصول لاتفاق سلام دائم بحكم العديد من الأسباب التي أشارت لها.

وهنا لم تشر(ابيرل) لحكومة الرئيس هادي أو الشرعية ولا لجناح المؤتمر الشعبي التابع لعلي عبدالله صالح . فهل هذا دليل على أن بقية القوى غير فاعلة؟… أم لأن المملكة  السعودية هي فعلا من تقود التحالف العربي وصاحبة القرار الأول في اليمن ,وأن

حركة الحوثيين بات العالم يتعامل معها كأمر واقع لأنها تتحكم في السلطة بصنعاء.

4/ بالمقابل أشارت إلى أن هناك قائمة من العقبات التي تعترض نجاح عملية السلام ووقف إطلاق النار , وأن هذه المباحثات مصممة لتكون بين حكومة الرئيس هادي وحركة الحوثيين وصالح من جهة أخرى ,وبالتالي فإن ذالك لايمثل جميع مصالح الأطراف المختلفة, ولم تذكر الأطراف التي تم تجاهلها . وهذا مؤشر على أن هناك أطراف غائبة عن التفاوض الحالي ,لها حضورها في الميدان ,وهي تقريبا تتمثل بالحراك الجنوبي والمقاومة التي تتبعه. فهل يتدارك الأخوة في التحالف وفي السلطة وأطراف التفاوض, هذه المسائلة ويتم وضع ترتيبات لدخول ممثلي الجنوب في الحل الدائم وعملية السلام ؟,أم ينتظر قادة الجنوب حتى ينهون كل شي في الكويت والخارج  ويتفقون على ترتيبات المرحلة الانتقالية, وبعدها لقضية الجنوب وقت آخر  وملف مختلف عن أزمة السلطة اليمنية ؟دون معرفة متى يتم النظر لذالك الملف.

5/أخيرا أشارت كبيرة محللي الأزمات الدولية في الجزيرة العربية ..أنه من الضروري توسيع النقاشات لتشمل قضايا أساسية مثل الترتيبات الأمنية الانتقالية

,ومعالجة القضايا السياسية العالقة,وذكرت منها, توقيت الانتخابات اليمنية ,والعدالة الانتقالية ,وبنية الدولة.ولم تذكر قضية الجنوب ضمن ترتيبات المرحلة الانتقالية,

وهذا يعني أنها الآن مغيبة من اهتمامات الخارج, أو قد  تكون بملف لوحدها لم تشر له الباحثة,أو تعتقد كغيرها أن قضية الجنوب هي ضمن ملف بنية الدولة.كما طرحه إخواننا في مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء أو يطرحه المبعوث الدولي لليمن أو غيرهم ,ممن يعتقدون أن حل قضية الجنوب لن يتم إلا عبر إعادة النظر بشكل الدولة الحالية ونظامها السياسي فقط.

والخلاصة ..

حينما نهتم بقراءة مايفكر به غيرنا ,نستطيع أن نبني تصوراتنا بشكل مرن وفاهم ومضبوط ,بعيدا عن شعار, لايعنينا مايقولة الآخر أو عن العيش في أحلام خطب بعض قياداتنا الذين يرددون نفس الخطاب على مسامعنا منذ سنوات ولايهتمون بما يقوله الخارج عنا ,وكل همهم الحفاظ على مكانتهم في الشارع الجنوبي , دون البحث في تعقيدات المشهد ومايتم خلف الكواليس من حلول للأزمة اليمنية المركبة والقضية الجنوبية بشكل غير معلن.

ونحن لانملك هنا غير العيش على الأمل ومواصلة ثورتنا التي لايعلم بنهاية انتصارها غير الله سبحانه وتعالى .