fbpx
تقييم أولي عن فعالية التحرير والاستقلال وإستعادة دولة الجنوب
شارك الخبر

كتب: د . سعودي علي عبيد

من الأهمية بمكان أن تقوم الجهة أو الجهات المنظمة لهذه الفعالية بعملية تقييم لهذه الفعالية؛ فهذا واجبها . ومع ذلك يمكن لجهات أخرى؛ أو حتى أفراد بأن تكون لهم مساهماتهم الخاصة في هذا الإتجاه؛ وذلك بغرض الاستفادة من أية ملاحظات تساعد على تحسين العمل مستقبلاً فيما يخص إقامة الفعاليات الجماهيرية. وعملية التقييم تأخذ المسارات التالية:

(1) الهدف من الفعالية:
تمثل الهدف الأساسي للفعالية في توصيل رسالة شعب الجنوب إلى الراعين لاجتماع الكويت الخاص بالفرقاء اليمنيين؛ مفادها أن شعب الجنوب له مطلب وهدف واحد؛ وهو فك الارتباط عن الجمهورية اليمنية وإستعادة دولته بحدودها في 21 مايو 1990م.

ويبدو أن الفرقاء اليمنيين خافوا من تأثير هذه الرسالة؛ لذا عملوا على عرقلة عقد الاجتماع في وقت تنفيذ هذه الفعالية؛ متذرعين بأسباب أخرى.

وبغض النظر عن انعقاد اجتماع الكويت من عدمه؛ فإن الشيء المؤكد هو أن رسالة الجنوبيين قد وصلت وبقوة.
(2) ومن الجودة في تنظيم الفعالية؛ فإن الواضح أن التنظيم كان مقبولا؛ وهو ما يؤكده عدم بروز مشكلات كبيرة.

(3) الجانب الأمني كذلك كان جيدا؛ وكان بفضل الترتيبات الأمنية التي تولاها رجال الأمن الجنوبيين والمقاومة الجنوبية.
(4)الصور والشعارات :يمكن القول بأن الشعارات التي رفعت كانت في مجملها مركزة حول هدف الفعالية؛ وهو فك الارتباط؛ وهو هدف صحيح من حيث التوصيف القانوني؛ والتحرير والاستقلال؛ وهو صحيح من حيث التوصيف السياسي والحالة التي فرضت على الجنوب بفعل حرب 1994؛وشعار تقرير المصير وهو شعار غير موفق لأننا لم نكن يوما جزء من الكيان اليمني.

د. سعودي علي عبيد

د. سعودي علي عبيد

أما من حيث الصور فكان يفترض أن يقتصر على الرئيس البيض وشهداء ثورة الجنوب؛ ولذلك مبرراته السياسية المقنعة؛ ولكن ما حدث هو إظهار العديد من الصور؛ وهو أمر كان يراد منه تفجير الفعالية من الداخل. ومع ذلك؛ فإن الخوض في هذا الموضوع ليس لصالح قضيتنا؛ وأنا أفضل تجاوز هذا الأمر؛ لأن معظم من يعملوا على اثارته ذوي نوايا سيئة.
(5) وقد تمت الإشارة إلى مشاركة كل من محافظ عدن؛ عيدروس الزبيدي؛ ومدير أمن عدن شلال علي شائع؛ وآخرين.

وقد جرى تناول الموضوع بطرق مختلفة؛ وقبل التطرق إلى تلك الآراء؛ يجب القول بأن زيارتهم أو مشاركتهم هو الفعل الطبيعي؛ وعدم مشاركتهم هو الفعل غير الطبيعي. بمعنى كان عليهم أن يعملوا كذلك. أما بصدد الآراء التي تناولت حدث هذه الزيارة فكانت على النحو التالي :
(أ) هناك من أطلق تسمية حاكم عدن على عيدروس الزبيدي؛ وذلك على منوال حاكم العراق بريمر؛ ونسوا أن عيدروس أتى من وسط معاناة شعب الجنوب؛ ولم يأتي من خارج هذه الشعب.
(ب) جزء كبير تعاملوا مع ما قام به عيدروس وشلال وكأنه شيء غريب أو عمل خارق؛ وهذا غير صحيح؛ لأن ما قاما به هو الشيء الطبيعي والاعتيادي والمفروض القيام به؛ وسوى ذلك هو غير الطبيعي.
(ج) جزء آخر من الذين تناولوا هذه الزيارة؛ تناولوا الموضوع في سياق المفاضلة بين عيدروس وآخرين؛ وهذا المجموعة هي الأخطر؛ لأنها استندت بشكل خفي على مقولة (حق يراد به باطل)؛ ولأن هذه المجموعة هي الأخطر؛ لذا علينا تفنيدها :
(1) جزء من هذه المجموعة ساذجة وبريئة؛ وتحمست لعيدروس بفعل الحدث والحالة التي مر بها الجنوبيون؛ وهي حالة فرح وابتهاج ونشوة بالفعالية؛ ولذا يمكن القول بأن ذلك حماس مؤقت.
(2) جزء آخر لديه رغبة في تصفية حسابات مع قيادات جنوبية لا تروق له ولا تعجبه؛ فأتت هذه الخطوة باعتبارها فرصة سانحة للتنفيس عن ما يضمره في داخله.
(3) وجزء ثالث من الذين يتزعمون بعض المكونات؛ وهدفه من ذلك تسويق نفسه كزعيم وقائد لشعب الجنوب؛ ولكنه اختار طريقة القفز؛ فجعلوا من عيدروس بمثابة الحبل الذي يقفزون منه. بمعنى أن اختيارهم عيدروس كبديل؛ هي حالة مرحلية يتم إحراقه فيها لتثبيت أنفسهم.
(4) وهناك جزء آخر وهم من يندرجون تحت مسمى الطابور الخامس؛ وهو الأنشط سياسيا وإعلاميا؛ وهم خليط من الجنوبيين وغير الجنوبيين؛ وقد استغلوا ما قام به عيدروس وشلال؛ وروجوا لذلك بشكل يتجاوز ما قام به عيدروس وشلال كثيرا؛ والهدف هو الإساءة إلى كل القيادات الجنوبية بشكل عام؛ أما المستهدف الرئيسي فهو الرئيس البيض؛ والسبب أن هذه المجموعة ان إزاحة الآخرين أسهل من إزاحة البيض. وعليه؛ نوجه نصيحتنا لكل من عيدروس وشلال؛ بأن عليهما أن لا يتأثرا بما يقال عنهما أكان جيدا أو سيئا؛ وأن يقوما بعملهما كما ينبغي وأفضل. وأن لا ينساقا مع رغبات الآخرين؛ والمحترم من احترم غيره.
وخلاصة القول : الفعالية كانت ناجحة بكل المقاييس؛ ورسالة الجنوبيين وصلت؛ ومن لا يريد أن يقرأها فهو وشأنه؛ وعلى الجنوبيين أن يحققوا عددا من الخطوات الهامة منها: (تكوين الحامل السياسي؛ استكمال الجانب الأمني؛ تصفية لحج وأبين وغيرها من مناطق الجنوب من الإرهاب؛ إعادة بناء المؤسسات في المناطق الجنوبية المحررة).
عاش شعب الجنوب؛ الرحمة والمجد للشهداء؛ والعافية والسلامة للجرحى؛ والحرية للأسرى.

 

*د. سعودي علي عبيد

أخبار ذات صله