fbpx
قنوات (الجزيرة !! العربية) صمُ بكمُ عمي

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد *** وينكر الفم طعم الماء من سقم ( الإمام البوصيري )

أضواء شموس الحرية التي سطعت على أرض الجنوب العربي وتلألأت في سماواته , أقوى من أن تحتملها عيون البوم التي تنطلق في ظلمات الليل من شقوق خرابات قبيلتي عبس وذبيان , وآذان ساكنيها هناك كذلك لا تسمع إلا الصوت الذي يطابق نعيبها  !! فهل نعيبها؟ .

فلم يستغرب شعب الجنوب العربي (رمد جاسم مندي) الذي يصيب عيون مراسلي القنوات الفضائية العربية ( مجازا ) وليست العربية فعلا , عند كل فعالية جنوبية.

فثورة شعب الجنوب العربي وحراكه السلمي الذي ألهم كل ثورات التغيير العربية , منذ انطلاقتها في 7 / 7 / 2007 م وما صاحبها من تضحيات ودماء وحشود مليونية , لم يجرؤ ذلك الإعلام الموجه المنحط إعلاميا وأخلاقيا من رصد ونشر الصور الحية لشعب حر أبي تجاوزت حريته ما يحاك وراء تلك القنوات وكواليسها المظلمة .

واليوم وما زالت دماء أبناء الجنوب العربي تنزف كل ساعة , جنب إلى جنب قوات التحالف العربي , نقول وبكل قوة :-

عار وألف عار على من يوجه تلك القنوات ليس أن يغظ طرفه فحسب , بل يأمر بعصب عيون مراسلي تلك القنوات ويلجم أفواههم , ويمنعهم من تغطية أعظم حشد تاريخي لشعب الجنوب العربي في عدن ,  يومي 17 و18 ابريل 2016 م , الذي كان لأبنائه اليد الفعلية الطولى التي بددت وذبحت علوج المشروع الإيراني على أبواب عدن والجنوب , مثلما بددته صقور التحالف العربي من السماء .

وفي المقابل وللتأكيد على غباء وخبث من يوجه تلك القنوات خذوا هذه المفارقة الحية القريبة إلى عيونهم من كاميرات الإعلانات التسويقية الوضيعة التي يحملها مراسليها .

 يوم الجمعة الماضي قناتي الحدث وأمها العربية , شحذت ألسنت مذيعيها وخضبت شفائف مذيعاتها بالخبر العاجل الأحمر عن تفجير عرضي فاشل أصيبت فيه امرأة عابره ( شفاها الله ) وتصدر نشراتها كل نصف ساعة وعلى مدار اليوم .

ومثلها قناة الزائدة الدودية الملتهبة ( الجزيرة ) ,التي لو تجمع 100 مصري في قرية نائية , لهزت المراسلة وسطها واستعرضت مناكعها !!! وظهر شريطها الأحمر عبر الفضاء المفتوح .

أما لو أنطلقه طلقة كلاشنكوف  طائشة وأصابت غراب من غربانها الناعقة فوق أشلاء الأبرياء هنا أو هناك , لظل شريط قنواتها الأحمر ينزف أسبوع كامل وكأنها في حالة نزيف دوري !!! .

فهل تلك القنوات فعلا موجهة ومبرمجة من العم سام , لرصد وتأجيج الحروب التي تسيًل دماء ملايين الأبرياء , وهي عاكفة ومراسليها في  حالة استنفار قصوى ؟ !!.

 فعلى مدار الساعة  تظهر لنا تلك القنوات خارطة الوطن العربي المضرجة بالدم , وتختم حصادها الدامي  الذي تتفنن بلغته تلك المذيعات ( المحجبات لزوم المهنة) المأنتكات بجمالهن والمضرجة شفايفهن بأحمر شفاه كرستيان ديور, فلا تقولوا عليهم وا أسفاه , من باع باع .

فأين من يتشدقون بحرية الرأي وشرف مهنية رسالة الإعلام المحايد ؟ أين هم تبت يدى من يمول ويعلن , أين هم من حشد شعب الجنوب العربي العظيم  الذي تجاوز المليون والنصف من هذا الشعب العربي الحر الأصيل ينشدون الحرية ويطالبون بحق أبلج من ضوء الشمس في رابعة النهار ؟

وباختصار حتى تصل رسالة شعب الجنوب العربي , إلى كواليس تلك القنوات وما ورائها نقول :-

شعب الجنوب العربي تعاهد بالله العظيم على فداء تراب الوطن الجنوبي وعلى استعادت دولته الحرة المستقلة .

وهذه الحشود المليونية اليوم في ساحة الحرية , متواجدين في قلبها مالا يقل عن 100 ألف أو يزيدون , من أمهات وبنات وأخوات وأخوان وآباء وأبناء وأقارب ومحبي شهدائنا الأبرار وجرحانا الميامين , الذين هم الشريك الفعلي والفعال في بلوغ أهداف عاصفة الحزم الكبرى , وبتضحياتهم إلى جانب قوات التحالف هزم المشروع الإيراني , هذا المهم .

 والأهم لشعب الجنوب العربي الهدف الأكبر فهو غايتنا المنشودة , والتي عليها نحيا وعليها نموت , وعن صدق إيمان ويقين بالله متمسكين بعروته الوثقى , فهو حسنا ونعم الوكيل .

لن يستطيع كائن من كان أن يخط بأصبعه خط على تراب الجنوب , إنها خطوط دماء شهداءنا  الأبرار ودماء جرحانا الذين فدوا تراب الوطن ومن ورائهم هذا الشعب العظيم الجاهز عن بكرة أبيه للذود والفداء .

نعم دماء شهدائنا ودمانا اليوم هي التي تضع الخطوط الحمراء !!.

ننشد الأخوان في دول مجلس التعاون الخليجي , نحن منكم وإليكم , عقيدة ومذهب وروح وانتماء , وأرضنا تحتضن أكثر من 80% من سواحل جنوب الجزيرة العربية , ومن أهم مضايق العالم باب المندب , إلى مشارف ظفار ناهيك عن أكبر جزر البلاد العربية سقطرى وأهمها جزيرة ميون , فالجنوب هو الحزام الأمني وهو البوابة الآمنة للجزيرة العربية , لكننا نفاجئ بعقليات ما قبل سبعينات القرن الماضي التي تسكن وراء تلك الكواليس المظلمة !!.

فيا سعد من قدم الجميل لشعب الجنوب العربي , الذي يرفع أعلام وصور دول وقادة عاصفة الحزم العربية بكل فخر عرفانا لما قدموا من دعم عظيم و تضحيات جسام , هي دين في رقاب كل جنوبي حتى نرد الوفاء بكأس الجنوب العربي الوافي وقريب إن شاء الله .

مسك الختام :

لم ولن نتعاهد كما قال أحدهم ذات ألم عظيم عندما استبيحت دولته الشقيقة , لو تطلب الأمر لتحالفنا مع … !! فقد تعاهد شعب الجنوب العربي مع الرحمن لاستعادة دولته , وبرحمته وعظيم قدرته جل شأنه , وما ذلك على الله ببعيد .

 وشعبنا العظيم على تراب الوطن في رباط  صابر ومستبسل و واثقين وعلى يقين من بلوغ دعائنا الجمعي إلى من يسمع ويرى سبحانه جل شأنه , خاصة وشبابنا الحمد لله غيروا الكثير مما بأنفسهم .

رحم الله  الشاعر التونسي العظيم أبو القاسم الشابي , الذي تنفس ببيتين من الشعر ملأ بها رئة الشعوب الطامحة للحرية  :

إذا الشعب يوما أراد الحياة          فلا بد أن يستجيب القدر

ولا بد لليل أن ينجلي               ولا يد للقيد أن ينكسر

 كسرنا كل القيود , وماضيين إلى النصر المبين والله على ما نقول شهيد , جفت الأقلام ورفعت الصحف .