fbpx
الأكاديمي والإعلامي د.علي الخلاقي : بعد الغدر بالوحدة وقتلها في حرب 94م أصبح الجنوبيون يطالبون باستقلالهم ودولتهم
شارك الخبر

يافع نيوز – خاص

استضافت قناة أبوظبي مساء أمس الثلاثاء الأكاديمي والإعلامي الجنوبي د.علي صالح الخلاقي ، على الهواء مباشرة من عدن، للحديث حول مشاورات الكويت، وكان سؤال المذيع الإعلامي نائف النعيمي عن المفاوضات وتعنت الحوثيين، وهل يعني ذلك أن فرص السلام انتهت وغير واردة؟
وقد أجاب د.علي الخلاقي بالقول:
– مشاورات الكويت والموقف الغريب بالنسبة للبعض من قبل المليشيات الانقلابية وقوات المخلوع ، هو بالنسبة لنا كمتابعين ونعرف بتكوينات هذه المليشيات ليس غريباً، إذ سبق لهم أن أبدوا الرضا والموافقة على مثل هذه اللقاءات ولكنهم في الأخير يضعون العراقيل التي تفشل أي محاولة للخروج بنتائج توقف هذا الدمار الذي تسببوا به للبلاد . ومع ذلك هناك أمل بأن تستمر الجهود، كون هذه هي ربما الفرصة الأخيرة أمام مشاورات لحل سلمي، والآمال معقودة من قبل كثيرين على أن تضع نهاية لأوزار هذه الحرب والدمار والخراب..لكننا لا ندري ما الذي يفكر به الحوثيون الذين لا يضعون بالاً لسلام المواطنين ولا لأمنهم ولا لوضع حد لهذه الحرب التي يعرفون أنهم تسببوا بها وانقبلوا على مؤسسات الدولة ونهبوا سلاحها وأرادوا فرض أجندتهم بالقوة وهددوا ليس فقط السلام المحلي ولكن الإقليمي بشكل عام، حينما رأيناهم كيف كانوا يتبجحون وبأنهم سيصلون إلى مكة بأسلحتهم ويتجولون بالحرم ببطائقهم الشخصية وغير ذلك من الأفكار والطروحات المتطرفة التي كانت مدعومة بأجندة خارجية ..ولكن الآن بعد أن كسرت عاصفة الحزم تلك الأذرع التي كانت تمدهم بالأسلحة وتمدهم بالدعم المعنوي والمادي ينبغي لهم الخضوع لإرادة الشعب في الشمال وفي الجنوب الذي يبحث عن أمان وسلام وطمأنينة ..ومع ذلك كما أسلفت لا نعلق آمالا على نجاح هذه المشاورات .
– وحول سؤال إذا كانت هذه فرصة لإحلال السلام بين الطرفين.. فلماذا يفرط بها الحوثيون؟.. أجاب:
– نعم هي كما أسلفت فرصة سانحة وأخيرة بحكم الكثير من الأمور المهيأة ولأنهم سبق لهم وأن ابدوا مثل هذه الرغبة، ولكن قد لا تنجح هذه المشاورات المرتقبة في الكويت كما نعرف لأن هذه المليشيات ومعهم الرأس المدبر المخلوع علي عبدالله صالح لا يريدون الالتزام بالقرار الدولي وبمخرجات الحوار الوطني . ولكنهم يريدون الالتفاف على ذلك القرار الدولي والخروج بمشروعية جديدة تضمن لهم أجندة جديدة تلغي هذا القرار وهو ما اتضح من وضع بعض الاشتراطات ، رغم ابداءهم في البداية حسن النية والالتزام بالقرار الأممي ، ومع ذلك نجد أنهم لا يلقون بالا لذلك، ربما أنهم لا يعولون على الضحايا من الأبرياء والآمنين ومن الأطفال الذين يجندونهم كوقود لهذه المعارك ، وكل ما يهمهم هو أن يحققوا أو يحرزوا أي نصر يضمن لهم شراكة في الحكم ، مع أنهم قد انقلبوا على مؤسسات الدولة ونهب ممتلكاتها وكان بإمكانهم أن يدخلوا العملية السلمية ويحصلوا على الموقع المناسب لهم حسب حجمهم ومكانتهم السياسية في ظل الوضع الذي كان سائدا قبل هذه الحرب التي تسببوا بتفجيرها.
– وسأله المذيع: هل أنت مع استمرار عاصفة الحزب اذا استمر الحوثيون على تعنتهم؟.. فأجاب د.الخلاقي:
– عاصفة الحزم لم تنه بعد، ولم تصل إلى أهدافها كاملة ، ولكن دول التحالف والسلطة الشرعية تريد أن تعطي فرصة للسلام تلبية لإرادة محلية أولا ثم للتجاوب مع المواقف الدولية الداعية إلى وضع حد لهذه الحرب العبثية التي فرضها الحوثيون والمخلوع . ومع كل ذلك الكرة بملعبهم الآن ، والسلطة الشرعية ذهبت الآن إلى الكويت بحسن نية وأبدت استعداها للمفاوضات لأنه يهمها وضع حد لمثل هذه المآسي والدمار والخراب التي تسبب بها الانقلابيون، لكنهم من جانبهم لا يلقون بالا لذلك كما أسلفت القول ..ومع ذلك فأن الخيارات مفتوحة ولا بد من استمرار عاصفة الحزم واستمرار القوات الشرعية والمقاومة الشعبية حتى ارغام هذه المليشيات على التسليم بكل ما يطلب منها وفق القرار الأممي وحتى تنتهي سيطرتها على مؤسسات الدولة والعودة إلى الحياة الطبيعية ثم النظر فيما يمكن أن يكون عليه الوضع السياسي ما بعد عاصفة الحزم.
– سؤال: هناك من يقول أن الدور الأممي قد سبب أزمة بدل المساهمة في الحل ..كيف تقرأ ذلك؟
– هذا رأي ربما يكون صائباً بعض الشيء ، لأننا نعرف أن الدور الأممي وراءه بعض الأطراف الاقليمية والدولية التي ليس من مصلحتها هزيمة الحوثيين لبقائهم كمشروع سياسي يحقق لهذه الأطراف أهداف سياسية على المدى البعيد ..ونحن في تقديرنا أنه إذا لم يتم القضاء عسكرياً على قوة هذه المليشيات ونزع سلاحها فأن خطرها سيظل قائماً ولو على مدى بعيد بعض الشيء، لأنها قائمة على مشروع له أجندته الخارجية وكذلك له مقوماته الداخلية خاصة بعد أن تمكن وتغلغل في بعض المناطق التي ما زالت حاضنة لفكر هذه المليشيات ولم حتى تضع بالا لكل ما تعرضت له مناطقها من خراب ودمار بفعل المواجهات العسكرية لكسر تجمعات وقوات الحوثيين ..ولكن في تقديري أن الحل العسكري هو العلاج الأخير، أي العلاج بالكي فلا يمكن أن نترك هذا الوباء يستفحل أو يعود لينمو في الجسد اليمني وربما يتمدد اثره ليس في إطار اليمن شمالا وجنوبا كما رأينا في العام الماضي ولكن أيضا ليكون راس حربة لأجندة خارجية تهدد أمن وسلام المنطقة برمتها.
– هل التأخير بسبب المخلوع الذي يلعب من تحت الطاولة ليوجد له مكان في المشهد السياسي؟
– الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح يمكن أن نقول أنه رأس الأفعى وسبب كل هذه الأحداث التي عصفت بالبلاد والعباد ، ونحن نعرف حجم ومكانة الحوثيين قبل أن يكون لهم تحالف والتقاء مع المخلوع بعد انقلابهم على السلطة الشرعية إذ كانوا قلة وقوتهم العسكرية محدودة لم تستطع أن تواجه جماعة في مركز ديني في دماج . لكن قوة الحرس الجمهوري العائلي الذي أسسه المخلوع على الولاء الشخصي هي التي أعطتهم هذه المكانة وهذه القوة وهم الذين يقاتلون وليس الحوثيين إلاَّ واجهة لقوة صالح التي أعدها وأنفق عليها من أموال الشعب التي نهبها على مدى سنوات حكمه ، كما كان يطمح أن يورث الحكم له ولأولاده وأحفاده من بعده وهذا ما رفضه الشعب .. ولكن في تقديري أن نهاية الأزمة لن تكون إلا بنهاية المخلوع بذاته، فبالقضاء على راس الأفعى يمكن أن تتغير المعادلة إلى الأفضل لاحقا.
– علي عبدالله ودوره والفرصة الأخيرة له وللحوثيين ..أين الخطأ في هذا؟
– الحقيقة أن هناك أمور متعددة يمكن للمتابع أن يمر عليها سريعا، أولاً أن المخلوع علي عبدالله صالح لا يفي بأي تعهدات أو التزامات وكانت أمامه فرص ليس في هذه الحرب التي فرضها أخيراً ولكن كانت لديه فرص سابقة في أن يكون زعيماً تحتضنه الجماهير، ليس فقط منذ بدء المبادرة الخليجية، بل قبل ذلك حينما أعلن أنه لن يترشح للانتخابات وأبدى استعداده للتخلي عن السلطة ثم نكث بعهوده، وكذلك فعل مع المبادرة الخليجية ، ناهيك عن نكوثه من قبل باتفاقيات الوحدة التي غدر بها وبالجنوبيين ولهذا أصبحوا الآن يطالبون بعودة استقلالهم ودولتهم التي غدر بها وقتلها في حرب 94م وأراد أن يحول الجنوب مرة أخرى إلى ساحة احتلال ونهب وفيد بالتحالف مع الحوثيين في هذه المرة ، ولكن جاءت الظروف بغير ما كان يريده، رغم أن الثورة قد قامت ضده في الشمال وانتفض الشعب ضده لكنه ما زال يمسك ببعض خيوط اللعبة بالقوة والمال وهناك الكثير من الولاءات التي ترتبط به لمصالح شخصية ولا تضع أي اعتبار لمصلحة الأمة والوطن والسلام والأمكن بشكل عام.
– وحول تعليق العميد متقاعد حسن الشهري على ما يجري في الجنوب وأن هناك حراك مدعوم من بريطانيا وإيران، عقب الدكتور الخلاقي بالقول:
– اسمح لي أن اعلق في البدء حول ما قاله الأخ حسن الشهري حول المسيرات الحاشدة التي خرجت على مدى اليومين الماضيين من قبل مواطني الجنوب في محافظة عدن عشية هذا للقاء المفترض الذي أفشله الحوثيون وذلك لتوجيه رسالة بأن هناك قضية اسمها القضية الجنوبية وهي مع التحالف في مواجهة هذه القوة المليشاوية ، وقد اثبتت المقاومة الجنوبية أنها كانت سنداً وفي مقدمة الصفوف لمواجهة هذا الخطر الذي وصل إلى عدن واجتاح العديد من المحافظات ..وكان المهرجان عن موقف سياسي لهذا الشعب الصابر الذي خرج في ثورة سلمية منذ 2007م وفي المهرجان ارتفعت صور وأعلام الأشقاء من قادة التحالف العربي وعلى راسهم الملك سلمان والشيخ خليفة وأعلام هذه الدول، على عكس تلك المسيرات التي خرجت في صنعاء وراينا فيها أعلام إيران وحزب الله وصور الخميني، ولذلك نريد انصاف هذه الجماهير التي خرجت لتعبر عن رأيها السياسي ولكنها مع التحالف في استكمال عاصفة الحزم ووضع حد لهذه المليشيات وخطرها الذي تهدد المنطقة بكاملها.
– من شروط الحوثيين أنهم لا يريدون الحديث مع الحكومة الشرعية الحالية ويطالبون بمجلس رئاسي جديد؟
– هذه قمة المهازل التي اعتدنا عليها من قبل هذه المليشيات الانقلابية ومن الرأس المدبر المخلوع.. إذاً أين ذهبت تصريحات المبعوث الأممي حول أنه تلقى التزامات مطمئنة بالقبول بالقرار الدولي؟.. ماذا ينص عليه القرار الدولي؟!!.. إذن نحن أمام عصابة مارقة تريد أن تفرض شروطاً جديدة فعلا.. وهم قد اشترطوا وقف تحليق طيران التحالف حتى يتسنى لهم التحرك على الأرض لتثبيت مواقعهم وربما استعادت بعض مواقعهم السابقة التي فقدوها..وهم يريدون الآن كما قلنا منذ البدء حرف القرار الأممي عن مساره الصحيح وكسب مشروعية جديدة تلغي هذا القرار ولذلك يضعون اشتراطات بأن يتحاورون مع تنظيمات واحزاب سياسية وأنهم لا يعترفون بالرئيس ولا بالسلطة شرعية وهذه هي قمة المهزلة وينبغي أن لا يتاح لهم الذهاب بعيداً ، وحتى بقاء الوفد الشرعية في الكويت أنا أعتبره إهانة له إذا ما بقي أكثر من هذه الفترة.

أخبار ذات صله