fbpx
مالم يتحدث عنه البعض عن مليونية الجنوب!

لن أتحدث عن دلالات المهرجان الجماهيري الجنوبي يوم18 أبريل  ورسائله للخارج والسلطة
فلربما قد تناوله غيري بكتابات عديدة..

فقط ساتناول نقطة ملفتة لكل مراقب سياسي , تتعلق بتنوع الحضور الجماهيري,

فقد لفت انتباهي ربما كغيري ممن يهتمون بالبحث والشأن السياسي المرتبط بقضية الجنوب كقضية وطنية جنوبية هامة تحتل الصدارة في الوقت الراهن.

أن هناك حضور متنوع شمل من ينتمنون لتيارات سياسية واحزاب جنوبية بعضها
مايزال مرتبط ببرنامج سياسية يمنية ,لكنهم تركوا مواقف احزابهم وعبروا عن دعمهم لحق شعب الجنوب وخياراتةوبناءدولته وتقرير مصيره.

وإذا وقفنا أمام دلالات حضور العديد من قيادات السلطة والجيش والأمن كمحافظ محافظة عدن اللوا عيدروس الزبيدي وغيرهم . ممن هم قيادات في السلطة ,وفي نفس الوقت كانوا من قيادات الحراك الجنوبي منذ انطلاقته في 2007,

سنجد أن حضروهم هذه المرة وهم في السلطة وليسوا خارجها,قد اكد على أن التواجد في مفاصل الدولة القائمة وبتعين رسمي بقرارات من الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية, أو من حكومته ,لايعني التنازل عن قناعاتهم السياسية والوطنية بدعمهم لقضية الجنوب.
ولا يعني بالضرورة التنازل عن المهام التي أوكلت لهم في إطار مسولياتهم الجديدة وفق الية ومشروع التحالف العربي والقرار الدولي ذات الصلة بدعم الشرعية .وإلا لوكان حضورهم يتنافى مع مسؤلياتهم في السلطة ماحضروا نهائيا للمهرجان,
مثلماكانت قيادات السلطة السابقة تعمل على مقاطعة مهرجانات الحراك الجنوبي .

وهذا دليل على أن هناك تغير في المسار السياسي العام في الجنوب وفي السلطة ناتجا عن تطورات مابعد عاصفة الحزم العربية في الجنوب وفي اليمن.

لكن بالمقابل فإن مشاركة قيادات في السلطة قد يطرح اسئلة هامة مفادها.. كيف سيلتزمون ببيان اللجنة المنظمة للمليونية, المطالب باستقلال دولة الجنوب العربي المباشر, ورفض كل الخيارات الأخرى بما في ذالك مبدأتقرير المصير الذي كان الرئيس البيض والسيد الجفري قد وقعوا عليه بينهما قبل أيام ,وتجاهلته المليونية ولم يشر له البيان لأمن قريبا ولا من بعيد,
وهو تأكيد على أن الشارع الجنوبي لايتبع أحدا ولكنه مع نفسه ومع خياراته فقط.

غير أن هناك من سيقول وكيف ترفضون كل الخيارات حتى لو كان. بعضها سيؤدي لحق شعب الجنوب في بناء دولته المستقلة؟, وكيف سيتحقق لنا إعلان دولة الجنوب بشكل مباشر وفوري.؟ ونحن نعلم أن إخواننا في السلطة يعملون ضمن منظمومة السلطة
الشرعيةومشروعها, وتوجه دول التحالف العربي الداعم لها, والمستند على قرارات دولية لاتتوافق مع مسار وخيار شعب الجنوب في استقلاله وبناء دولته.؟

والجواب من وجهة نظري.
أعتقد أن المقصود برفض كل الخيارات التي لاتتفق مع حق شعب الجنوب في استقلاله. لايعني بالضرورة رفض بحث الية الوصول لحل قضية الجنوب ,ولكن رفض كل من سيحاول فرض حلول على الجنوب بالقوة,أو دون الرجوع لشعب الجنوب المخول بقبول أو رفض أي الية للحل يرتضيها بنفسه لحل قضيته, عبر التفاوض المباشر مع الطرف الثاني الذي كان يعرف(بالجمهورية العربية اليمنية ).

والخلاصة أن هذا الحضور والتنوع الجماهيري مع وحدة الخطاب الرسمي المعبر عنه من قبل اللجنة المنظمة للمليونية,يوكد أهمية هذا التنوع المميز
وأهمية القبول بالآخر
والمرونة السياسية في كل مرحلة,وأهمية عكس هذا التنوع في واقع المماراسات اليومية ,من خلال تأكيد الشراكة الوطنية في الجنوب في إدارة موسسسات الدولة وبنائها , وفي حل قضية الجنوب (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)
وتأكيد استيعاب كل القوى التي تدعم خيارات ومسار شعب الجنوب وثورته السلمية وتقرير مصيره.

كما أنه قد يطرح سؤالا آخر. هل يمكن الحفاظ على هذا التنوع في الحضور والوفاق الذي يتحقق اثنا المهرجانات بحيث ينعكس بعد الخروج منها؟أم يكتفي القادة والثوار بوحدة المهرجان والخطب
والاداة الثورية دون البحث عن وحدة القيادات الجنوبية
السياسية …؟ويقال لاتشغلوا أنفسكم بوحدة القيادة قد نحن موحدين في الميدان.!!

كما نتمتى أن تتمكن القيادات والمكونات من الخروج من حالة الفرز السياسي خارج ساحات الاحتفالات إلى تأكيد ميزة حالة الاجماع الجنوبي الذي نراه في المهرجانات.

حتى نؤكد أن وحدة البيان والهتافات في المهرجان لا تعني الإقصاء لمن يختلف مع البيان من المشاركة بصناعة حاضر ومستقبل الجنوب.

بل تعني من الناحية الواقعية عدم السماح بتزوير قرار وارادة شعب الجنوب دون أن يكون الشعب شريك في صنع قراره بنفسه.

فمن كان مع حق تقرير المصير لشعب الجنوب فمن الصعوبة أقصائة,وهو يتمسك بالخيار الذي لم يشر له البيان مع أنه إلية الحل الممكنة وفق القانون الدولي.

وإلا لم يكن هناك فرق بين وضع الجنوب اليوم ونظام الماضي,وقرار الحزب الاشتراكي اليمني..الذي رفض القبول بالمتضررين من الصراعات السابقة من قوى 1967 و1978 و1986فتحول اغلبهم إلى صف نظام علي عبدالله صالح في حرب 1994م.

نتمنى للجميع التوفيق
وللإقليم العربي الاهتمام بقضية شعب الجنوب.

والله من وراء القصد