fbpx
مليونية العشق العذري !!

لحظة أيها العالم وأسمعني, أسمع كلماتي وتأمل جيدا أحرفي, وأنظر إلى السيل البشري العرمرم الذي جرف في طريقه كل الشكوك والظنون والأكاذيب, وبدد كل الأقاويل والافتراءات والزيف,أنظر إلى تلك الملامح التي تكسوها السُمرة, ويخضبها الأسى ويعلوها الأمل,أنظر إليها جيدا ستجد أنهم يحملون بين ثناياهم حباً جارفاً لن توقفه أي قوة مهما كانت, حباً أمتزج فيه العشق بالإنتماء والهوية والوطنية..

ليس حباً لمناصب أو كراسي أو أموال أو أشخاص, بل حبا لتربة طاهرة وهواء عليل وانتماء ضارباً جذوره في أعماق تلك الأرض التي (تقلهم) وفروعه في تلك السماء التي (تظلهم), حباً لوطنٍ أسمه (الجنوب) سرى دماً في أوردتهم, وعبيراً في أحشائهم, ونبضات في قلوبهم, حباً ترعرع كطفلٍ صغير (وشب) مع ربيعات العمر ليغدوا فتياً قوياً يتملك كل شيء في دواخلهم التي بات يتملكها ذلك العشق العذري..

خرجوا لسمعوا العالم الأصم أصواتهم ونشيدهم الجنوبي, خرجوا يتغنون بوطنهم وبحبه وبعشقه الذي لن يبارحهم مهما توالت السنون وتعاقب الدهر, وتكالبت المحن وحلت المصائب وادلهمت النكبات, فمن يسكن بين ثناياه (الجنوب) لن يرهبه شيء أو يرعبهم أو يخيفه, بل سيدفعه صوب النضال والاستبسال والرجولة والصلابة والأيام خير شاهد على ذلك..

مليونية العشق العذري هي السيمفونية التي أبدع الجنوبيون في عزفها على أوتار الوجع الذي حل بهم في الأمس القريب, وهي أعذب الألحان التي أجاد الجنوبيون (نظمها) رغم دموع القهر والإنسحاق والوجع, وهي أعذب الكلمات التي رددتها الألسن الجنوبية ليسمعها العالم الفاني ومن به صمم, هي رسالة ممهورة بدماء الجنوبيون  قبل دموعهم وموجهة للزائفين والهلاميين والأصنام, أن الجنوب جسداً وروح وكيان لن تشقه المؤامرات ولن تزعزعه الحروب ولن تهلكه المكائد..

مليونية جسدت العشق الجنوبي والهواء الجنوبي والإنتماء الجنوبي في أروع صوره,وقالت بلسان الحال والمقال أن (الجنوب) وطن يسكن أبناؤه وليسوا هم من يسكنوه, هو يغذي دواخلهم وأرواحهم, هو يسري في دمائهم ويصعد مع أنفاسهم, وما تلك الجموع التي خرجت بشبابها وشيوخها وأطفالها ونسائها إلا دليل قاطع وبرهان ساطع على حجم ذلك الحب والعشق والإنتماء الجنوبي والتوق والشوق للأرض الجنوبية بسيادتها وقوتها ومكانتها التي علمت العالم أجمع معنى الرجولة والقوة..