fbpx
ضغوط إيرانية وراء تراجع الحوثيين عن الذهاب إلى الكويت
شارك الخبر
ضغوط إيرانية وراء تراجع الحوثيين عن الذهاب إلى الكويت
يافع نيوز – العرب:

رجح محللون يمنيون أن يكون القرار المفاجئ للحوثيين بعدم الذهاب إلى مفاوضات الكويت نابعا من ضغوط إيرانية، فضلا عن أنهم لم يحصلوا على ضمانات واضحة بخصوص عدم محاكمة قيادات بارزة منهم متورطة في جرائم حرب.

وقال المحللون إن إفشال اجتماع الكويت يعود في جانبه الأكبر إلى موقف إيران التي ترفض أن تعطي للسعودية مكسبا بتحقيق السلام في اليمن وفق الشروط التي وضعتها.

ورجحوا أن يكون الإيرانيون قد مارسوا ضغوطا على الحوثيين لمنعهم من المشاركة في المفاوضات كرد فعل على حالة الإحباط التي تعيشها الدبلوماسية الإيرانية بعد نجاح السعودية في إرباكهم في قمة إسطنبول والحصول على إدانة إسلامية واسعة ضد سياساتهم الإقليمية ودعمهم للإرهاب. يضاف إلى ذلك نجاح الرياض في دق الإسفين بين طهران وحليفتها موسكو على هامش لقاء الدوحة لتجميد إنتاج النفط.

وأعلن المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد عن تأجيل موعد انعقاد مشاورات السلام اليمنية في الكويت التي ترعاها الأمم المتحدة والتي كان من المفترض انطلاقها الاثنين.

وقال ولد الشيخ أحمد في بيان وزعه مكتبه إن التأجيل جاء “نظرا لبعض المستجدات التي حصلت في الساعات الأخيرة”.

وأضاف “نحن نعمل على تخطي تحديات الساعات الأخيرة ونطلب من الوفود إظهار حسن النية والحضور إلى طاولة الحوار من أجل التوصل إلى حل سلمي”.

وشكر المبعوث الدولي في بيانه الإعلامي وفد الحكومة اليمنية الذي التزم بموعد المباحثات ووصل في الوقت المحدد. كما تمنى على ممثلي الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام “ألا يضيعوا هذه الفرصة التي قد تجنب اليمن خسارة المزيد من الأرواح ومن المفترض أن تضع حلا لدوامة العنف في البلاد”.

وتأتي تصريحات ولد الشيخ بعد امتناع الوفد الذي يمثل المتمردين عن السفر إلى الكويت للمشاركة في المشاورات، وهو الأمر الذي قال مراقبون إنه يكشف عن عدم جدية الحوثيين وصالح في الانخراط في مباحثات حقيقية تنهي الحرب بقدر ما يتعاملون مع المبادرات الدولية كوسيلة للالتفاف على الاستحقاقات التي تلزمهم بتسليم السلاح والانسحاب من المدن.

وقال مستشار الرئيس اليمني وعضو وفد المشاورات الحكومي محمد موسى العامري في تصريح لـ”العرب” إن الحوثيين يتعللون بالخروقات المستمرة للهدنة التي يتحملون كامل المسؤولية عنها إضافة إلى قولهم إن أجندة المشاورات التي وضعتها الأمم المتحدة غير متفق عليها.

وكشفت مصادر سياسية مطلعة لـ”العرب” عن عاصفة من الخلافات بين شركاء الانقلاب تسببت في تعطيل مشاركتهم في مشاورات الكويت إلى جانب تصاعد الاحتجاجات من داخل الجماعة الحوثية نفسها في ظل رفض تيارات مهمة المضي قدما في طريق تقديم أي تنازلات حقيقية.

وقالت المصادر إن الحوثيين بحثوا عن ضمانات من المبعوث الأممي بعدم ملاحقة قيادات بارزة في الجماعة بشأن مشاركتهم في جرائم حرب، لكنهم فشلوا في الحصول على ذلك، فضلا عن تمسكهم بأن يتم إدماج مقاتليهم في الجيش والشرطة كجزء من ترتيبات الانتقال السياسي.

ولم يستغرب المحلل السياسي اليمني عبدالله إسماعيل تعثر انعقاد المؤتمر في موعده المحدد، معتبرا في تصريح لـ”العرب” من داخل مقر انعقاد المشاورات في الكويت أن الحوثيين لم يكونوا جادين في تسليم الدولة وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2216.

وقال إسماعيل “لا جديد في مواقف كل الأطراف فكما حدث سابقا تبدي الحكومة الشرعية تجاوبا وتفاعلا حقيقيا تجاه المشاورات، كما يستمر الأداء الرخو من قبل الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن، مع إصرار على إرسال رسائل سلبية يلتقطها الحوثيون لتكون مبررا للالتفاف على التعهدات والالتزامات والتصريحات”.

أخبار ذات صله