fbpx
إرهاب الدولة العميقة ومستقبل الجنوب القادم

عندما دوّن جنرال الفرقة تعليقاً على فيسبوك  على ماجرى في صنعاء بعد سيطرة جماعة انصار الله ( الحوثي ) عليها واقتحامها للكثير من المقار الحكومية ومقرات ومنازل معارضوها وبالأخص من أعضاء التجمع اليمني للإصلاح أو المتعاطفين معها وهو في فندق من فنادق الرياض مختبئا من لهيب الحرب التي أشعلها الحوثي والتي كانت قد تطاله دون شك وحين ولى مدبراً أطلقوا عليه الفار من وجه العدالة حتى وأن كان يملك مكانة ورمزية .. يقول الدموي محسن في وسط جزئية تهنئته مخاطباً حاشيته وعصبته من العسكر … باتت مسيرتهم المزعومة تمثل شريعة الغاب تأنف الحسن وتألف السيء، تبذل الغالي والرخيص لِهدْم الدولة لا بِنائها، وتمزيقِ النسيج الاجتماعي لا وَحدَتِه، والقضاءِ على قوات الوطن المسلحة وحراسه الأمينون على حراسته لا إحيائهم .. واليوم هل سيعود ذلك العجوز الخرف يمثل شريعة الإرهاب الذي يأنف الإستقرار ويألف الدمار ويبذل الغالي والرخيص لإعادة دمويته واستعماره للجنوب شعبا ودولة والقضاء على ماتحقق من مكاسب وإنتصارات سيما في العاصمة عدن التي كانت وكرا لمنظومته الأحمرية الإرهابية وإحدى المعضلات المغرقة بالجرائم المتناسقة لتدمير الجنوب وشعبه وإرتكاب مجازر رُقيت إلى جرائم الإبادة الجماعية لحياة الناس في عدن وتصفيتهم عبر التفجيرات المفخخة والقتل بإدوات عسكرية فتاكة بما فيها سلاح الدوشكا .. كانوا يدركون أن سفك الدم في عدن سيتحول خلال لحظات الى لقطة مشهدية يمثلون أدوارهم القذرة فيها أمام شعب صابر وقيادة مكافحة لاتغيب لحظة عن ذاكرتهم الوطنية الجمعية ونضالهم المر .

مارسوا فيها كل أنواع الكذب والتلفيق والتأليب للرأي العام العالمي للنيل من إنتصاراتنا على الدواعش  والإرهابيين  ومحاولة  تخفيف الضغط عنهم في مناطق وجبهات القتال بعدالإنكسارات المتوالية المتلاحقه وفرارهم صاغرين إلى جحورهم وكهوفهم وكل هذا التحشيد سواء الأصوات الناعقة من أوربا أو من بعض العواصم المعروفة بعداءها الأزلي  للحرية يؤكد مدى الشرخ العميق وحالة اللا انسجام التي مزقت النسيج المشائخي ومنظومة الاستبداد وافقدته جبروته وكشفت مدى الإنحطاط السياسي والأخلاقي والقيمي  لمعظم من جلبتهم سياسة التجهيل والدكتاتورية بزعامة المخلوع صالح وسدنة حكمه لإدارة دفة ومقاليد الحكم في البلاد بقوة السلاح وتضييق حرية الشعب والهيمنة عليه .. أن التنكر وتجاهل التضحيات وما يقدمه أبناء الجنوب والوسط من الأرواح والدماء والشباب واستنزاف الموارد في حضرموت الساحلية وشبوة الغنية بالنفط والعاصمة عدن وما يحتويها من ثروات من قبل معظم أطراف وأزلام النظام السابق وشيوخ وقيادات الفتنة وخيمات الذل وهم الهاربين من مناطقهم والمختفي صوتهم والغير مسموع تجاه جرائم إسيادهم وما تكبده شعبنا وعاناه طيلة سنين وهو ما يجعلنا أمام مسؤولية أخلاقية وشرعية تجاه هذه التجاوزات والجدوى من عظم التضحيات .

أن أستعادة منظومة الإستبداد ومغول الحروب إلى واجهة المشهد السياسي وكراسي الحكم  مرفوضة وغير مقبولة وكان يمكن معالجتها ضمن الإطار الوطني والقوى الفاعلة والمؤثرة في المشهد السياسي للتغلب على آفة الارهاب  مما يولد الشك أن البعض من قاموا بعمليات القتل والنهب والسلب والاعتداء مدفوعين من قبل هذه الجهات وإن كان هذا ليس جزما ولكن ما جرى من هجمة تخريبية منظمة ومنسقة ضد شعبنا في الجنوب وقيادته المعينة مؤخراً مباشرة خلال الأحداث بشكل ممنهج يوحي بهذا الامر أتصور كثيرا وفي وقت مبكر أن الحكومة غير مطالبة بمواقف تحد من هذه الجرائم لإنها عاجزة عن إتخاذ موقف بالرغم من كل الدعم الذي حصلت عليه وهي حكومة تحتوي على كثير من أعضاءها موالون للمخلوع والجنرال الأحمر  فيها فسعوا الى إفشالها وخناجرهم دائماً في ظهور سيادة معالي رئيس الوزراء المقال مؤخراً من منصب رئيس الحكومة من أجل إظهاره بمظهر العاجز عن إدارة الحكومة وأن كان  دوره الوطني فاقد للقيادة الشجاعة والحازمة والقادرة على المحافظة على مصالح ورعاية حقوق وموارد شعبنا والدفاع عنهما  .

ولكن رغم ذلك فقوات التحالف العربي على رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات هي المطالبة بموقف واضح وحازم وشجاع تراعى فيه حفظ دماء أبناءنا واهلنا وكذلك ثرواتهم المسلوبة وكرامتهم المهدورة بكل مكوناته وعليها أن تمثل تطلعاتهم ضمن الجنوب الواحد على اسس ومبادئ وثوابت تضمن العدالة الإجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات لكل المكونات والفئات المتعايشة فيه المواقف الواضحة والأسس الثابته تتطلب معالجة الخلل في العملية السياسية والعلاقة بين الشعبين  فهوية الوطن الغائبة والإطار المزدوج الذي يؤطر علاقة الحكومة الغير خاضعة تماماُ لأي رقابة حكومية أو برلمانية وحتى في الأحكام القضائية والموارد الوطنية يجعلنا أمام خيار الجلوس على طاولة تحديد هوية شعبنا وما يرغب فيه سواء بالبقاء ضمن اليمن الواحد أو فك الإرتباط على أسس مبدئية واضحة بدلا من أن يفرض علينا الإطار الجديد الصادر من الإرادات الخارجية وعلى أن يكون خيار الإنسان أهم من بقاء وطن موحد بالإجبار والإكراه وتحت رغبة الطموح الفاشي ..شعبنا قدم تضحيات جسام بخيرة أبناءه للتخلص من كابوس الوحدة التي صُعب المحافظة عليها مع إزدياد عدد الضحايا الأبرياء لدفن جثمانها المحنط .لا يزال إجتياح الجنوب  سنة 1994م غُصَّة في صدر كل جنوبي وشَجًى في حلق كل حر ووطني إن ذكرها ليُحدث رعشة في القلب وإن جراحاتها ما تزال تنزف دمًا في أعماق أعماقنا ..