fbpx
من خارج نطاق العاصفة
بِقلمِ / يحيى بامحفوظ
 وشهد شاهد من أهلها :-
صراحة قليلون من أبناء الشمال هم من قالوا كلمة الحق وفندوا أسباب عزوفنا ورفضنا الاستمرار في الوحدة , فبالأمس قرأت مقال للمحلل والكاتب السياسي اليمني “وليد الأبارة” والذي أكد في مقاله بـ : ( أن القوى الشمالية لا ترغب بوحدة الأنداد بين الشمال والجنوب , التي تمت في منتصف تسعينات القرن الماضي, وانقلب عليها نظام صنعاء بحرب تدميرية , دمرت مقدرات الدولة الجنوبية ).
بكل تأكيد ان بعض مثقفيهم وغالبية بسطاء الشمال لا دخل لهم بما آلت إليه الأحوال اليوم لذا يجب ان يدرك إخوتنا ان معظم المصائب والنكبات التي لحقت بنا جميعا سببها تمسك البعض بالوحدة الكريهة وما استمرار العامة هناك و انسياقهم خلف قلة انعدمت فيهم الإنسانية وعمى بصيرتهم الطمع والجشع اللا متناهي يعني في ما يعني استمرار تدفق المصائب والنكبات جنوبا وشمالا وبكافة أنواعها وأشكالها .
ان استمرار الدجل السياسي ومحاولات ساسة صنعاء ومن لف لفهم , في تسطيح قضيتنا الجنوبية بنفس الوتيرة السابقة وما حوته من مكر وخديعة لا يندرج ضمن إطار رؤية وطنية شاملة , ولا إستراتيجية وطنية مدروسة ولا تندرج في إطار تقييم ومراجعة للمراحل السابقة , او مخرجات الحوار اليمني “الفاشل” والتعويل عليها , وما أنتجته من كوارث , بل هوس معجون بحب التسلط , و سيظل هكذا مسلكهم في العمل على جلب حثالة المجتمع إلى قمة هرم السلطة وهو الفشل المجتمعي قبل السياسي , الناتج أساسا على إدمان عمليات التدوير لتلك الحثالات .
ان إعادة إحياء الوحدة تحت أي مسمى يعتبر من الصعوبة بمكان لاسيما إذا لاحظنا أن ساسة صنعاء لا زالوا ينطلقون في تفكيرهم وممارستهم من حقيقة اعتقاديه تعود في جذورها إلى ثقافة بنيت أساسا على الفيد والنهب واستباحة ما تطاله أيديهم , وكنتاج طبيعي لأفعالهم وحتى اليوم لم يستطع الساسة الشماليين إقناعنا لنتراجع عن مطالبنا “باستعادة دولتنا الجنوبية” وشيئا فشيئا اخذ المتفائلون في التناقص بشكل كبير حد التلاشي خاصة وإنهم لا يرون في المعالجات بصيص أمل لانحسار محنتهم او حتى وميض ضوء يشير إلى نهاية النفق المظلم .
– نحن ومحيطنا :-
دون ان اترك ما سنأتي على ذكره للتأويل , او ان يذهب البعض بعيدا ويعتقد إننا نحاول الدخول في تنازع وشد الحبال بينا وبين محيطنا الإقليمي والعربي , نرى ان لا غبار على مواقف إخوتنا في الخليج تجاه الأطماع الإيرانية , فمن الطبيعي ان لا تثق المملكة العربية السعودية ودول الخليج عامة في إيران نتيجة لممارساتها وخططها الشيطانية تجاه المنطقة , وبنفس الاتجاه لا يمكن ان نثق نحن كجنوبيين في الشمال , ولا يمكن ان نعود إلى باب اليمن تحت أي عنوان او مبرر , لنفس الأسباب بل أسوأ من ذلك , إذا فكيف نسلم بما لا يرتضيه إخوتنا لأنفسهم ؟! ونقبل فرضه علينا لحسابات خاطئة أو إذعانا لرغبات قوى دولية لا تسعى إلا للسيطرة على العالم اجمع .
ان هذه الرؤية , كما تجلت في واقعنا اليوم , تستند إلى قاعدة صلبة وفكر واثق من جذوره ، غير مزكوم برياح وحدوية نتنة , التي يحاول البعض التماس مدلولاً إيجابياً واحداً لها علهم يفلحون في التبرير لاستمراريتها , وذلك باعتبارها حلم يجب تحقيقه من وجهة نظرهم , بينما في نظرنا نعده حلم ساد فكريا , ثم باد وتلاشى .
إذا فليأخذ المخرج اتجاها آخر بعد ان أدار محيطنا ظهره لنا ولقضيتنا , و لكن قبل ذلك يجب أن نعرف أين نحن وأين نقف ؟ وماذا نريد ؟ وما هي مصادر ومرجعيات ما نعمل عليه و به؟ فإذا ما استوعبنا ما يحدث حولنا اليوم لتحركنا بشكل أفضل مما نحن عليه خاصة وإننا تحملنا الكثير من تجاهل وتغييب لنا ولقضيتنا ولا أمل في إلتفات الجوار نحونا , لذا صار لزاما علينا ان نكف عن المناشدات لإخوتنا في الخليج والعالم العربي اجمع بهدف إنصافنا, دون ان نعادي احد منهم ولنجعل من “مليونية استعادة وطن” أولى رسائلنا بهذا الاتجاه , و نستمر في العمل بهمة ومثابرة على تثبيت حقنا على الأرض , فبتواتر المناشدات وتكرارها تنتفي شروط الاستحقاق وتظهرنا بمظهر الضعف , مما يولد لدى الآخر أمل في السيطرة علينا وتسييرنا وفق مشيئته وبالتالي يبرز من بين صفوفنا المتملقين ذوي النفوس الضعيفة فيبيعون ويشترون فينا دون واعز ديني او تأنيب من ضمير …