fbpx
يافع نيوز وضاح الحالمي

مقالات للكاتب

الجنوب.. بين عقلية الانفعال الظرفي وعقلية التراكم والتطوير والبناء

هل يمكن لنا القول بأن اللحظات التي كان فيها العمل النضالي للحراك السلمي والمقاومه الجنوبي قويا تمثلت بالأساس في مراحل “انعطافاته الكبرى”، فلو قمنا بقراءة بسيطة للمسار النضال الثورة الجنوبيه سنخلص إلى نتيجة مفادها: كلما كان التنسيق والعمل الجماعي بين مكونات الثورة الجنوبيه  كلمها كانت الحركة  قوة فاعلة أكثر، سواء من ناحية صياغة المطالب والأرضيات العمل أو من ناحية تطوير الخطاب والمواقف السياسية أو من ناحية المجابهة والضغط الميداني الاحتجاجي.
لكن السؤال المؤرق في ذلك: لما كان مصير جل المبادرات التي أفرزتها “الانعطفات التاريخية” للحراك الجنوبي  هو  التعثر ان لم نقول الفشل وخاصة غيابه في كل المفاوضات والتي آخرها لقاء الكويت ؟ هل كان المشكله في العقلية التي كان تأطرها وتوجهها أم في مضمون مايتم طرح ؟ ام في عدم وجود اطار سياسي يمثل القضيه في اي حوار او تفاوض .
المتمعن النقدي لمسار للحراك الجنوبي بمكوناته  والقارئ الموضوعي لبعض مشاريعه وأرضياته سيخلص إلى أن العقلية التي تحكمت فيها، هي عقلية الانفعال الذاتي والظرفي لا عقلية التراكم والتطوير والبناء

لذلك فآفاق العمل الجنوبي – بمكونات  المشتركه معه  اليوم يتحتم علينا أن نقف بكل جرأة ومسؤولية إلى سؤال نقد التجارب السابقة نقدا ذاتيا وموضوعيا، بما يسمح لنا من تصحيح المسار واستخلاص التجارب من التجارب، عن طريق تقييما  وقراءتها وفحص حصيلتها النضالية بكل إيجابياتها وسلبياتها وإخفاقاتها.

إعادة ترتيب الأولويات ووضع استراتيجيات عمل تتماشى والتحديات المفروضة على الحراك  الجنوبي والمقاومة اليوم، وبما يؤسس كذلك لفعل نضالي يتجاوز السمات التنظيمية والفكرية السلبية، عن طريق التخلي والقفز على بعض الأفكار التي ظلت تتجاوز لحظة الانفعال الظرفي في اتجاه تحديد معالم آليات العمل الجنوبي المشترك أكثر نضجا وفعالية، وبناء تجارب تنظيمية واعدة ورسم خطوطها وأهدافها العريضة، للوصول  جبهة او اطار جنوبي  موحدة تجد كل التصورات السياسية للجنوب وقضيته نفسها من داخله في إطار تدبير الاختلاف الإيجابي وتقاطع المواقف والأهداف المشتركة وإشراك الكل في التقييم  والاقتراح والتوجيه والتنفيد. وأخذ زمام المبادرة السياسية لطرح قضية الجنوب وفرض امر واقع  على الارض كما يتصورها هم وليس كما يتفاعل معها الأخرون، وتحصنها من أي تصدير وتشويه وتجزيء وفرملة، ومن أي احتواء أو مكروب أو اختراق أو تطفل سياسي.