fbpx
صارخة أنا عدن – كتب: جلال الصمدي
شارك الخبر


((أهدي هذه الحروف الي زملاء المهنة الذين نفخر بهم من إعلاميون ومخرجين ومعدين برامج في تلفزيون عدن ))
بقلم /جلال الصمدي
عام إثر عدوان غاشم، مرت من هنا المسيرة التدميرية ، تحمل معها من الحقد والغل ما يكفي لتدمير الكون.
رحلوا الساكنين الي البرزخ بعد أن دمروا البيوت فوق رؤوس ساكنيها .
مسيرة لا تحمل هدف ولا مشروع سوى الإنتقام خدمة لاطماع خارجية ومصالح شخصية.
هذه الحرب وهذه ويلاتها ، تشوه الحياة ،وتصادر الفرح، وتغتال الهناء ، وتسرق السعادة.
عشنا فيها مرارة البحث عن الماء الذي شح بعد فيض، وعز بعد وجود، وصرنا نتلمسه في خراطيم المطافي وفوهاتها في تقاسيم الشوارع ومسالكها.
وبين دمعي الهتون، وسكون مبني تلفزيون عدن ، أقف الآن ، واصغي، بدون خيال متوثب يقفز هنا ليرى الجمال ، ويقفز هناك ليرى السوء والبؤس والقلوب الشفافة تخترق ظلام هذا الصباح لترى في صفحاته روائع هذا المكان.
من أعماق حناجر مبحوحة من كثرة الصراخ من أغوار نفس مذبوحة بألف سكين وسكين اناديكم! استصرخكم!
تلفزيون عدن إلي متى سيظل العاصف يعصف بها؟
وهي الممتدة من أصلها الي أصل هذه المدينة الضاربة جذورها في عمق التاريخ.
مكتسحة العالم ، مسافرة في عروق الأمم ، صارخة انا عدن.
وإنها لزفرة حرى يطلقها موظفين ومتعاقدين قناة عدن لتجد طريقها إلي اسماع الدنيا، لتعز بذلك عدن ، ويعود إليها مجدها الذي كان لها.
يعذب القول ويتفرع فالحديث عن هذه القناة ذو طرائق وشجون .
لكنها اليوم لوحة من مأساة شعبي وبلادي ، تشاهدها العيون الحزينة التي تسمر نظراتها في مدفن الشمس كلما أوشكت تغيب لتسطر فوق ذلك البساط الأخضر الذي يعانقه البحر منذ القدم قصة جيل دامية حفرت في قلب الزمن تمثالا للعلم والجمال عدن.
وهنا أجد نفسي وأنا في موقف وداع، وها أنا اغادرها الآن وفي النفس ألف حسرة وحسرة أودع كل زاوية هنا بدمعة غارقة، وكل حرفاً باهة حارقة، وما أنا في نهاية المطاف إلا زائر عابر ، بعد أن كنت يوماً هنا أنا ومجموعة من الزملاء من كلية الآداب قبل الحرب أثناء الحوار الوطني لنناقش ثلاثة من أعضاء الحوار لا أذكر أسمائهم الآن بدعوة من الأستاذة عبير عبد الكريم مسؤولة العلاقات العامة حينها وكانت شعلة مصباح يهدي السائرين.
وتقول النفس للنفس ! لابد ان أحلم بعودة قناة وتلفزيون عدن ، تتشامخ على برامجها إعلام الفاتحين ، وتتسامى في فضاءاتها تكبيرات المؤذنين يوم تحرير عدن أحلم وحق لى أن أحلم بأن ارها تعود فاتحة أبوابها للكل ليقول كلمته فاسمحي لي أن يكون مقالي هذا فيك وعنك.

 

 

من صفحة الكاتب على الفيس بوك

أخبار ذات صله