fbpx
تغييب الوعي الجمعي

 

كتب :احمد اليهري

«التاريخ العربي مليء بوقائع تبين مدى أهمية الثقة بالنفس. فقد روى المؤرخون العرب أن التتار كانوا يدخلون في حرب نفسية مع الشعوب التي يغزونها فيقومون ببث جواسيس لهم بين الجماهير لتحطيم روحهم المعنوية عن طريق نشر الإشاعات عن مدى قوة التتار ومدى بطشهم. ولذا حينما كان التتار يدخلون إحدى المدن، كان سكانها يفرون، أما من بقي منهم، فقد بقي وهو عبارة عن هيكل، جسد دون روح.»

عبد الوهاب المسيري

ان الجهل عدو الانسان القاتل بجميع مسارات الحياة لذلك تجد الانظمة الديكتاتورية والاستخبارات الدولية وبعض الاعلاميين عديمي الشرف يستغلون غياب الوعي المجتمعي أسوأ استغلال لتمرير جميع المشاريع الخبيثة.

ان ثغرة الجهل المعرفي هي المنفذ الرئيسي لتمرير الكثير من الأكاذيب والخدع السياسية الى العقل الجمعي اللاواعي.

لقد حاول بعض اصحاب النفوس الدنيئة في الماضي ومازالوا يحاولون اليوم تمرير المشاريع المشبوهة وبعض الرسائل المغلوطة لعامة الناس في الجنوب بطرق مباشرة وغير مباشرة عن طريق الاعلام المرئي والمسموع والاعلام البديل.

الهدف تقليص تطلعات الانسان الكبرى في الحرية والعدالة والكرامة الوطنية بسد جميع المنافذ لكي لايرى بصيص النور وعند انسداد هذا الافق يصل الانسان الى حالة من اليأس والاحباط مايجعل الانسان يعود الى مشاريع تختلف في الهدف والمضمون والقيمة الاخلاقية التي ناضل من اجلها خلال عقود من الزمن بعودة وارتداد الى ماقبل المشروع الوطني الجامع.

أن الرهان على اليأس والاحباط وقلة الحيلة ستسقط جميع المشاريع الوطنية الكبرى لصالح المشاريع الصغرى، وبذلك تحدث عملية ارتداد وانتكاسة بتبدل المزاج لصالح مشاريع (شخصية نفعية – قبلية – مناطقية ).

أن تيار التقسيم والاقاليم مازال فاعل ويملك الكثير من الادوات السياسية وغير السياسية في عدن وجميع المحافظات وبشكل اقوى من السابق عن طريق الحصول على الدعم والاستشارات الخارجية .

أن منظومة الحكم الشرعية وغير الشرعية تتفق اليوم على خيار تقسيم الجنوب لذلك هم يعملون على مراحل لتنفيذ هذا المخطط الخبيث.

المرحلة الاولى : تكريس حالة التشرذم والصراع المجتمعي بنشر الروح المناطقية واهدار طاقات الحركة الوطنية الجنوبية والمقاومة الجنوبية بتفكيكها وتصفية قياداتها الميدانية عن طريق الاغتيالات السياسية بشكل غير مباشراوعن طريق شيطنتها مجتمعياً وجعلها منظمات خارجة عن القانون وتصفيتها بأدوات قانونية كما كان يحدث سابقاً في عهد المخلوع صالح نموذج تصفية القائد الميداني في الحركة الوطنية الجنوبية في مدينة ابين الشهيد صالح الحدي التهمة (الارهاب).

الهدف من كل ذلك كيف يتم ايصال حالة اليأس والاحباط الى نفوس ابناء الجنوب عن طريق اشعال الحرائق بشكل متتالي وتجويع الناس وحرمانهم من الخدمات العامة الصحة والكهرباء  الخ والأهم  نعمة الامن والسلام.

أن كل هذه الاحداث المتتالية المرهقة يتم ربطها بشكل مباشر بفشل مشروع الحركة الوطنية الجنوبية وفق تصنيفات الاعلاميين المعاديين لمشروع الحركة الوطنية الجنوبية الهدف صناعة رأي عام ساخط ضد هذه المنهجية السياسية.

لتكفل اضمحلال حالة الغليان السياسي في الشارع الجنوبي والقبول ببعض المشاريع المطروحة والاكثر عقلانية وفق تصنيفاتهم السياسية ومنها مشروع التقسيم والاقاليم وفق منهج الممكن المتاح، ولن يكون ذلك بغير التخلص من جميع العقبات التي تعرقل هذا المشروع .

الاهم من كل ذلك يجب أن يعرف الجميع اننا نتعاون مع دول التحالف العربي كشركاء استراتيجيين واصدقاء ولكننا لسنا اتباع جمعتنا المصلحة والهدف المشترك..

وكذلك مع الشرعية جمعتنا المصلحة والهدف المشترك في اسقاط الحوثيين وصالح ولكننا لسنا اتباع لهادي ولانتوافق مع مشروع هادي الدنبوع وأحمد عبيد بن دغر القديم المتجدد بتقسيم الجنوب.

سنعمل بكل على احباط  جميع المشاريع السياسية التي تنتقص من حق شعب الجنوب في التحرر والاستقلال الوطني وسنعطل اخطر هذه المشاريع مرحلياً مؤامرات تقسيم الوطن.