fbpx
قراءة هادئة.. لرؤية الكنفدرالية ووثيقة الإدارة الانتقالية الجنوبية

 

بقلم. علي بن شنظور
(ابوخالد)
خلال أقل من أسبوع تابع الشارع الجنوبي واليمني والخارجي ,الإعلان عن رؤية للرئيس الجنوبي السابق حيدر العطاس حول القضية الجنوبية ..تضمنت إعلان الفدرالية المؤقتة خمسة سنوات لإقليم الجنوب وإقليم اليمن (الشمال) ومن ثم الاتحادالكنفدرالي بين الجنوب والشمال (اليمن) والانضمام لمجلس التعاون الخليجي لدولةالجنوب الجديدة ودولة الشمال
(الجمهورية اليمنية).
والوثيقة الثانية كانت في اليوم الثالث مباشرة للرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض والسيد عبدالرحمن الجفري رئيس حزب رابطة الجنوب العربي الحر,تضمنت مشروع حل القضية الجنوبية عبر تقرير المصير لشعب الجنوب في استفتاء حر ومباشر وإدارة انتقالية لمدة عام يعقبها إعلان الاستقلال لدولة الجنوب العربي الفدرالية . وحددت أن يكون مجلس النواب اليمني ممثلا للشمال في المفاوضات وقوى الاستقلال وقيام الدولة الحنوبية ممثلا للجنوب . واغفلت تيار تقرير المصير رغم أن الوثيقة تتبنى تقرير المصير .

ومن خلال قراءة لرؤية العطاس ووثيقة البيض والجفري ..يتضح التالي:

أولا/أن هناك توافق بينهما يعكس واقع الحال في الشارع الجنوبي حول أهمية حل القضية الجنوبية الحل النهائي والشامل باعتبارها اساس استقرار اليمن والجنوب وضمان لأمن المنطقة المجاورة بشكل عام.

ثانيا/ الخلاف حول الهوية العربية الجنوبية تقريبا انتهى بموجب ماهو مبين في السرد التاريخي في وثيقة البيض والجفري ورؤية العطاس , على أن اليمن اتجاه وليس هوية ,وأن العربية الجنوبية لم تستخدم مسمى اليمن. السياسي كهوية إلا في عهد الأمام يحي بن حميد الدين, في الشمال وعند استقلال الجنوب العربي من بريطانيا , لكن هناك ملاحظة هامة في هذا الجانب تتطلب توضيح قد تطرح على أصحاب الوثيقة تتعلق بتعريف حدود العربية الجنوبية ماقبل قيام المملكة المتوكلية اليمنية.

ثالثا/ نرى أن الجانب الخلافي بين قوى الاستقلال واستعادة وبنا دولة الجنوب وقوى الفدرالية المشروطة أو المزمنة ِبتشديد الميم.ِقد
انتهى باجماعهما على حق شعب الجنوب في تقرير مصيره,وهو ماكان العطاس والرئيس السابق علي ناصر قدتبنوه في لقا ومؤتمر القاهرة الجنوبي عام 2011.وأن كان المهندس العطاس هذه المرة استبدله باقتراح قيام دولة مستقلة جنوبية نهاية الفدرالية المزمنة خمس سنوات, ومن ثم الكنفدرالية بين الجنوب والشمال والانضمام لمجلس التعاون الخليجي ,وهذا تقريبا شبيه بتجربة جنوب السودان مع ألغا فكرة الاستفتاء التي تمت في جنوب السودان, وإضافة
قيام وحدة كنفدرالية تحقق المصالح بين دولة الجنوب العربي ودولة الشمال (اليمن) , بينما كانت قوى التحرير والاستقلال في الجنوب لاتطرح مبدا تقرير المصير في السنوات الماضية..بل وكان البعض يعتبر من يتحدث عن ذالك
انتقاص من موقفه من قضية الجنوب.

غير أن التطورات التي حدثت جعلت الكل يفكر بعقلية واقعية بعيدا عن الشطط والحلول النظرية على الورق. ويعتمد مبدأ الاستفتا كحل وسط للجميع , والخلاف فقط كيف يتم تقرير المصير ؟ هل عبر الاستفتاء المباشر والحر أم من خلال فدرالية ؟. أعتقد القرار ليس بيد أحدا من أصحاب الرؤى فهو بيد الله تعالى ,ثم شعب الجنوب, ثم بالتفاوض والحوار النهائي وموافقة المجتمع الدولي.
رابعا/هناك العديد من الملاحظات التي تتطلب التوضيح في رؤية ووثيقة الأخوة البيض والجفري ورؤية المهندس العطاس يمكن طرحها في وقت آخر .

خامسا/تظل إي رؤية أو وثيقة عبارة عن اجتهادات فردية ومرحبا بها من وجهة نظري طالما هي تتضمن حق شعب الجنوب في قبول ذالك الحل أو رفضه ولكنها ليست ملزمة للآخرين .قبل إقرارها في مؤتمر جنوبي وطني شامل.

سادسا / من الناحية النظرية والامنيات والطموحات في الجنوب فقد تكون وثيقة البيض والجفري هي الأقرب لعواطف أغلب ابنا الجنوب بعد أن فقدوا الأمل باي حلول أخرى , غير أن الواقع يميل إلى رؤية المهندس العطاس باعتبارها تمثل ماهو ممكن ومتاح في الواقع المحيط بالجنوب واليمن ,في ظل تحالف عاصفة الحزم ومفاوضات السلام القادمة التي غيبت قضية الجنوب كما هو واضح من خارطة طريق أهداف التفاوض المعلن عنها ,أو مايجري خلف الكواليس .

وأخيرا أقول أن من يوعد شعب الجنوب بالاستقلال خلال فترة محددة قطعيا, أو بحلول افتراضية قطعية قد يضع نفسه في احراجات في المستقبل أمام شعب الجنوب إذا مافشلت وتعثرت تلك الحلول والوعود وتم تمرير حلول أقل منها من قبل التحالف العربي بسبب شعار لايعيننا المرفوع من قبل البعض. فكل الحلول مرتبطة بعوامل موضوعية وذاتية عديدة وداخلية وخارجية .
ولذالك فإننا ندعوا إلى عقد لقا تشاوري جنوبي موسع ليتم مناقشة الرؤية والوثيقة المطروحة والخروج بموقف جنوبي واحد قبل الإسراع في تكرار خطأ الجبهة القومية لتحرير الجنوب من بريطانيا عام 1967 او عجلة الحزب الاشتراكي عند إعلان الوحدة عام 1990, وننوه إلى أهمية عدم الانفراد بأي قرار دون الرجوع للقوى الأخرى الفاعلة والواقعية في الساحة ,وتكليف من يقومون بالتواصل مع التحالف العربي ومع الأخوة في الشرعية وفي الشمال بشأن الحل الأفضل والممكن لقضية الجنوب .
والله من ورا القصد.