fbpx
حكايات صغيرة من حياة وردة الجزائرية
شارك الخبر

“تمتلك صوتاً طربياً جريئاً، لها مكتبة غنائية متنوعة.. كبرنا على صوتها”، بهذه الكلمات وصف الملحن الموسيقي صلاح الشرنوبي، المطربة وردة الجزائرية في بداية الحلقة التاسعة من برنامج أهل الطرب، مضيفاً أن الست وردة إنسانة تمتلك حساً مرهفاً عالياً، كما تهتم بأصغر التفاصيل، لا سيما أنها كانت تطئمن وتسأل عن حال كل من حولها بدءاً من الماكيير وصولاً لأعضاء الفرقة الموسيقية.

استمرت وردة في تقديم الأعمال السينمائية بالرغم من انتشار التلفزيون، وعن ذلك قال الصحافي عماد الفتوح إن “وردة دُفعت إلى السينما كونها تمثل عنصراً ناجحاً فيها، نظراً لانتشارها كمطربة، إلا أنها لم تعتقد يوماً بكونها ممثلة تمتلك قدرات لعب الدور باحترافية أو تقمص الشخصيات التي تؤديها كما يجب”.

وعند سؤاله حول عدم تمثيلها للأفلام الغنائية الثنائية من بعد فيلمها الأول “ألمظ وعبده الحامولي”، رد الفتوح أنه “كان من الصعوبة آنذاك أن تجد مطرباً من الدرجة الأولى بحجم ومكانة وردة فنياً ليشاركها الغناء في الفيلم”، فيما أشار الشرنوبي إلى أن السينما تعد توثيقاً للفنان وتحفظ أغانيه.

وأغنت المطربة السورية سهر أبو شروف الحلقة بأداء مجموعة مميزة من أغاني وردة ومنها “بتنوس بيك” من كلمات عمر بطيشة وألحان صلاح الشرنوبي، وأغنية “قلبي سعيد” من كلمات عبد الوهاب محمد، و ألحان سيـد مكاوي.. وغيرها الكثير.

حياتها:

أبصرت وردة محمد فتوكي النور في فرنسا صيف العام ١٩٣٢ من أب جزائري وأم لبنانية، وأبهرت الجمهور بصوتها الساحر عند لحظة ظهورها للمرة الأولى على الشاشة الكبيرة في الفيلم الغنائي ألمظ وعبده الحامولي، لكن بعد زواجها من الجزائري جمال قصيري عام ١٩٦٢ غابت عن ساحة الغناء.

إلى أن طلب منها الرئيس الجزائري هواري بومدين إحياء حفل عيد الاستقلال العاشر للجزائر في العام ١٩٧٢، وبعد انفصالها عن زوجها عادت وردة إلى القاهرة، واستمرت في مزاولة الفن، كما تزوجت من الملحن المبدع بليغ حمدي، وتابعت معه رحلة نجاحها في الغناء والسينما، التي قدمت لها أعمالاً عدة، منها “حكايتي مع الزمان”، و”صوت الحب”، كما قدمت للتلفزيون مسلسل “أوراق الورد”، و”آن الأوان”.

وتعد أغنية “أوقات بتحلو” لحن سيد مكاوي، من المحطات البارزة في مسيرة وردة المطربة التي أثرت المكتبة الغنائية العربية بالروائع من الأغنيات التي تعاونت على إنجازها مع كبار الملحنين أمثال، رياض السنباطي، محمد عبد الوهاب، ومحمد القصبجي، صلاح الشرنوبي وأخرين.

خضعت وردة قبل سنوات من رحيلها لعملية زرع كبد في باريس، لكنها لم ترغب يوماً في اعتزال الفن والابتعاد عن الجمهور، لذا بقيت الجسر الذهبي ما بين زمن الفن الجميل والعصر الحالي إلى أن قدمت آخر ألبوماتها الغنائية تحت عنوان “اللي ضاع من عمري”.

توفيت وردة في منزلها في القاهرة في ١٧ آيار/مايو  ٢٠١٢ إثر أزمة قلبية مفاجئة ونقل جثمانها على متن طائرة خاصة إلى وطنها الأم الجزائر.

 

 

*بكة التلفزيون العربي

أخبار ذات صله