fbpx
ارفعوا صورهم! كتب/ محمد بن زايد الكلدي
شارك الخبر

يستعد الشعب في الجنوب هذه الأيام لعمل مليونية في العاصمة عدن قبل بدء الحوار المزمع عقده منتصف الشهر الحالي في الكويت بين الأطراف اليمنية، وتشكل هذه المليونية تحد كبير أمام الشعب في الجنوب لما لها من أهمية في إيصال رسالتها للمجتمعين في الكويت ولدول الجوار الراعية والداعمة لهذا الحوار.

ولكن هناك الكثير من التوجس والمخاوف لدى شريحة من الجنوبيين لعدم نجاح هذه الفعالية أو إن يكون الحضور الجماهيري ضعيفا لأسباب مختلفة منها الجانب الأمني الذي ما زال يتعافى تدريجيا وتحفظ الكثير من القيادات الجنوبية التي تعمل تحت شرعية هادي، وبذلك تكون رسالتنا قاصرة وسلبية ولن ترحمنا بعدها المنابر والمواقع الإعلامية التابعة لصنعاء، فتعمل على إظهار إن الشعب عزف عن الخروج وإنه مع حوار الكويت ورضي بالعملية السياسية وما تتمخض عنها من نتائج!

كذلك الشعارات ورفع اليافطات والأعلام وكيفية ترتيبها على المنصات، وصور بعض القيادات ومن الشخص الذي نرفع صورته ولماذا نرفعها؟ وما هو مردودها على قضيتنا وإيصال رسالتنا ؟ كل ذلك هو محل متابعة ومراقبة من الجميع وخاصة لمن تهمه الفعالية، لانها تعكس مزاج الجماهير وميولهم واختيار ممثليهم وتحديد توجهات الناس وخاصة في ظل هذه المرحلة الحساسة، والظرف الإستثنائي.
فعلى اللجان المنظمة أن تختار الأشياء بدقة كبيرة وعدم الوقوع في خطأ قد نتحمل تبعاته ويكلفنا كثيرا، وبدلا ان نستغل هذه المليونية لتوضيح رسالتنا للعالم وتسجيل موقفنا بوضوح وخاصة دول الجوار، فإنها قد تكون ذات مردود سلبي ويشق الصف الجنوبي إذا لم تكن مليونية من أجل الوطن والمواطن وإنتصارا لدماء الشهداء الذين ارتوت بدمائهم الأرض الجنوبية.

الإجماع الوحيد الذي لا يختلف حوله إثنان هو رفع صور الشهداء والأبطال والجرحى الذين صمدوا في الجبهات وتصدوا للغزو الحوثي عفاشي، وكذلك رفع أعلام دولة الجنوب ودول الخليج حتى تكون أبلغ رسالة وأوضح صورة للجميع ويقطع كل التأويلات والتحليلات من الأطراف المعادية لشعبنا وقضيته، ما دون ذلك من شعارات وصور لقيادات هرمة قد أكل عليها الدهر وشرب، فإننا لن نخرج من الساحات بأي إنتصار حقيقي، ولن يكون للمليونية أي مردود إيجابي بل سوف يفاقم الوضع أكثر ويساعد على تثبيت الإنقسام والتشظي داخل الساحة الجنوبية المضطربة.

 

أخبار ذات صله