fbpx
نعم لمليونية يصل صداها إلى الكويت

د.علي صالح الخلاقي:
من المهم الحشد والاحتشاد في المليونية الكبرى التي ستشهدها العاصمة عدن عشية لقاء الكويت لتوجيه رسالة حية ومباشرة من شعبنا الجنوبي إلى الأشقاء والأصدقاء وإلى العالم للالتفات إلى قضيته المشروعة التي عمدها بالتضحيات الكبيرة، وخرج من أجلها في حشود منقطعة النظير منذ بدء نضاله السلمي عام 2007م ، ثم استمات من أجلها في مواجهة جحافل الغزاة الحوثيين، ويكفيه فخراً أنه كان شريكاً وفيا ومخلصاً لقوات التحالف العربي وأسهم في صنع النصر المدعوم بعاصفة الحزم وإعادة الأمل، ومن غير المنطقي تجاوز قضيته الأساسية في أية حلول أو ترتيبات قادمة، أو تقزيمها أو ترحيلها.
نعترف أن أولياتنا الآن مع حليفنا التحالف العربي هو القضاء على قوة الانقلابيين الحوثيين وحليفهم المخلوع، وكسر شوكتهم حتى لا يظل خطرهم قائماً.. أما القول ببقاء الوحدة تحت أي مسمى فهو كذبة كبرى، لا وجود لها.. خاصة بعد أن قتلتها عصابة الغدر والخيانة التي لا عهد لها، سواء في حربها لاحتلال الجنوب صيف 94م، وكذلك محاولتها إعادة ذلك الاحتلال في حرب 2015م بتحالف مريب بين ورثة الأئمة، سواء دعاة الحق القبلي أو الحق الإلهي المقدس المغلف برداء الطائفية المقيتة والمرتبط بأجندة ولاية الفقيه.. وقد أضحت الوحدة بالنسبة لشعبنا الجنوبي مجرد ذكرى مؤلمة في الواقع وفي النفوس تطغي عليها صور الدمار والخراب التي تفوق الوصف في عدن وبقية مناطق الجنوب. ولقد أقر واعترف الجميع في الشمال وفي الجنوب بفشل الوحدة السلمية المتسرعة، ولا بد من عودة الأمور إلى نصابها ومسارها الصحيح..في ظل دولتين جارتين.. شقيقتين..تتعايشان مع بعضهما البعض ومع محيطهما العربي والدولي في وئام وسلام..ومن الخطأ أن نجرب المجرَّب.
ثم أن بقاء السلطة المرتقبة في صنعاء بيد رموز تلك العصابة التي خطفت الثورة ضد المخلوع, وتسعى الآن لاختطاف النصر الذي حققه شعب الجنوب مسنوداً بعاصفة الحزم خطر أكبر على الشمال قبل الجنوب، بل وعلى مستقبل الجزيرة العربية برمتها، ذلك إن تلك القوى ورموزها المعروفة التي تسببت بكل هذه الكوارث والمآسي لا يمكن الركون إليها مهما أظهرت الآن من تقلب في المواقف والقبول بأية حلول، وفقا لمبدأ التَّقيّة، بعد أن اشتد الخناق حولها ولذلك سيظل خطرها قائماً في المستقبل إن تستأصل شأفتها وتزاح من مراكز القرار والسلطة هناك.
ولهذا يجب أن تمثل المليونية القادمة رسالة حية وواضحة وصريحة عن إرادة شعبنا الجنوبي في تقرير مصيره التي تكفله له كل الشرائع، وعلى قوى شعبنا الحية والفاعلة أن تتماهى مع نضال شعبنا وتواكبه وأن تتجاوز خلافاتها وتدع تهافتها على الزعامة جانباً، وعليها أن تتحد وترتب أمورها على هذا الأساس وأن تعد عدتها بحيث تتفق وتسارع على اختيار قيادة موحدة تكون لسان الحال المعبر عن تطلعات شعبنا في ترتيبات ما بعد عاصفة الحزم الذي كان شعبنا الجنوبي وفي المقدمة منه مقاومته الباسلة جزءاً منها.
علينا أن نشارك بفعالية في انجاح مليونية 17 إبريل القادم وأن نحسن تنظيمها واختيار الشعارات المعبرة ورفع أعلام الجنوب مع أعلام دول التحالف العربي حتى نسهم في إيصال رسالة قوية تكون مسموعة ويتردد صداها في الكويت وفي عواصم الأشقاء في دول التحالف العربي، تقول لهم نحن هنا، لسنا شرذمة ذات أجندة خارجية كالحوثيين، ولا حثالة لا تعرف إلا الغدر والنكث بالعهود كالمخلوع.. بل نحن شعب حي ووفي مع كل من وقف معه في سبيل الحصول على حريته واستقلاله وفي بناء دولة النظام والقانون التي تظلل الجميع ويعيشون فيها بكرامة وحرية، وتكون جزءاً من محيطها العربي وسنداً للأشقاء الذين وقفوا معنا في محتنا وقدموا الغالي والنفيس في معركتنا المصيرية الواحدة، ولن ننسى لهم هذا الصنيع وسنبادلهم الوفاء بالوفاء ولن نكون إلا معهم وإلى جانبهم لمواجهة أي أخطار قادمة تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار منطقتنا.
عدن
8 إبريل 2016م