fbpx
الذين يسيؤون للرئيس هادي

بقلم /د. عيدروس نصر ناصر

كان الرئيس هادي واضحا في تفسيره لموضوع إقالته لنائبه ورئيس الوزراء الأستاذ خالد بحاح من منصبيه، وقالها بوضوح إنه لا يوجد انسجام بين الرئيس ونائبه وإن الإقالة الغرض منها خلق حالة من التفاهم والذهاب إلى الكويت بموقف منسجم، ولم يكن الرئيس هادي بحاجة إلى هذه الزوبعة الإعلامية التي أثيرت عقب اتخاذه لقرار إقالة نائبه  ورئيس وزرائه، فصلاحياته تخول له حق اختيار من يشاء من مساعديه، وهم من سيتحمل مسؤولية ما سيترتب على هذا الاختيار من نتائج.

وبغض النظر عما إذا كان النائب ورئيس الوزراء الجديدين سيضمنان هذا الانسجام مع الرئيس، وهما المعروفان بالتنقل في المواقف السياسي والولاءات المتعددة والتورط في الكثير من الصراعات السياسية في الماضي، فإن الرئيس هادي لم يتهم نائبه المقال الأستاذ خالد بحاح بأي من تلك العاصفة الجارفة من الاتهامات التي تبرع بها بعض الباحثين عن رضى الرئيس للنيل من شخصية الأستاذ بحاح، بدءً بالقول أنه كان يدبر انقلابا على الرئيس مرورا بالقول أنه كان يتعامل مع الحوثيين من تحت الطاولة حتى القول بأنه رجل أمريكا الأول في اليمن، وغير ذلك من الاتهامات التي يعتقد ناشروها بأنهم يقدمون خدمة كبيرة للرئيس هادي في حين هم يسيئون له أكثر مما يخدمونه، إن كان فعلا في هذه الحملة ما يخدمه، لأن أصحاب كل هذه الأقاويل لا يستطيعون البرهان على واحدة منها، لكن كل هذه الزوبعة هي تعبير عن هبوط كبير يعيشه الإعلام المقروء والمرئي إلى درجة أن كل من تعن له فكرة معينة أو يراوده وهم مصطنع لا يتورع عن نشره وتصويره للعالم على إنه الحقيقة المطلقة غير القابلة للمناقشة أو الدحض.

في رأيي الشخصي أن الرئيس هادي ومساعديه ليسوا بحاجة إلى سفهاء يتهجمون لهم على من ينتقد أداء مؤسسة الرئاسة والحكومة، بل إنهم بحاجة إلى مستشارين حكماء ذوي خبرات في إدارة الأزمات وصناعة القرارات وتنفيذها وإدارة المرافق وتقديم الخدمات والاستخدام الأمثل للموارد، أما الشتامين وصانعي الاتهامات ومروجي ثقافة البحث عن إدانات فإنهم أرخص من السماسرة وأكثر وفرة من عمال النظافة ولا يحتاجون إلى قرار تعيين أو دورات تأهيل أو صرف مكافآت.

*          *         *

كنت أتمنى على الأستاذ خالد بحاح الابتعاد عن المعارك الوهمية التي يصنعها أدعياء الصحافة والإعلام، والتعامل مع قرار الرئيس هادي على إنه أمر واقع وهو جزء من الكثير من سياسات الأمر الواقع التي تدار بها اليمن منذ أكثر من ثلث قرن ولذلك فإنني أدعوه إلى القبول بالقرار والانصراف للكثير مما ينفع به الناس ومن المؤكد أنه لم يخسر شيئا إن لم يكن هو المستفيد من قرار الإقالة رغم مرارة الشعور الناجم عما تصنعه الأقاويل وما تنتجه الترويجات.

وربما جاء اليوم الذي يعتذر فيه أصحاب الوشايات ومروجي الاتهامات للأستاذ بحاح كما يعتذرون هذه الأيام للأستاذ محمد سالم با سندوه وغيره ممن غادروا كرسي السلطة بلا ضجيج ولا حروب.