fbpx
الدكتور الخبجي دهاء السياسي وحكمة الطبيب

منصور صالح
الدكتور ناصر الخبجي قبل أن يكون سياسيا أو برلمانيا أو ثائرا كان طبيبا ماهرا..
وفي ممارسته للطب كان إنسانا قبل ان يكون طبيبا ، كان رفيقا بمرضاه ،مستشعرا لأوجاعهم ،وحريصا على أن يبسط اليهم يد الرحمة وأسباب الشفاء مصحوبة بابتسامة صادقة.
ولأنه ينتمي لأسرة تمتهن السياسة بالفطرة فقد انتقل الى مربع السياسة ،مرغما لا محبا ،تاركا مشرط الطبيب ،الى منصات الحشد والدفاع عن قضايا المقهورين.


في حقل السياسة كانت عوامل النجاح لهذا الشاب متوافرة ،لينجح برلمانيا كما نجح طبيبا.
بل أن رصيده كطبيب وإنسان مكافح ، وسليل أسرة مناضلة ضحت بالكثير من أبنائها فداء للجنوب، كانت قد سبقته وأدخلته القلوب قبل صناديق الاقتراع.


لم يحتج الدكتور إلى الحملات الانتخابية ليتقمص دور السياسي ليصل بفوز كاسح إلى قبة البرلمان ،بعد أن أغلقت الدائرة 77 له بمجرد أن علمت انه سيكون مرشحا فيها.


في البرلمان كانت الامتيازات كبيرة ،وكانت الإغراءات أكبر ،لكن كل ذلك لم يغير شيئا في سلوك الرجل فظل ناصر ناصرا للحق ،وهل هناك من حق أسمى من حق الجنوبي في إن يعيش حرا كريما على أرضه .


غادر النائب ناصر الخبجي ،صنعاء عائدا إلى منصة الشهداء في ردفان .
ترك كل امتيازات برلمان صالح وداس بقدميه على كل إغراءاته ، فضل المطاردة والفقر والعوز ، على ما يزيد عن مليون ريال ريال هي إجمالي راتبه في مجلس النواب مع بدل الجلسات واللجان ،والتطبيب.


حرم من زيارة بيته في عدن ،بل حرم حتى من الاتصال بأصدقائه بعد أن تسبب بدخول بعضهم سجون المخابرات لمجرد اتصالهم به ليسـألونه كيف الحال .
كل هذا الضغط لم يؤثر في الطبيب/ النائب/ الهادئ بل ظل ناصر ،ناصرا ،ثابتا على الحق الذي سقط في سبيله خمسة من افراد أسرته شهداء وهم واقفين.


في ساحات الاعتصام والمسيرات الجنوبية ،ظل الناشط والقائد ناصر الخبجي قياديا مميزا يسير بين البسطاء ويزاحمهم على الجلوس في حرارة الشمس وعلى الأرصفة ،لم يحدث أبدا أن رآه احد يزاحم على منصة بالمطلق.


حين اشتعلت حرب اجتياح الجنوب مجددا ،كعادته لم يخذل المناضل ناصر أرضه، كما لم يخذل مرضاه حين كان طبيبا ،بل كان في مقدمة الصفوف ،بسلاحه ومشرطه ،لم يتحدث عن 
ادواره أو نضاله ولم أسمعه أو أشاهده على تلفاز ،لكنني وجدته اول من ترجل من إحدى مدرعتين كان لهما شرف العبور من مثلث العند إلى ردفان بعد تحريره.


اليوم بدهاء السياسي وحكمة الطبيب يقود الدكتور ناصر المحافظة (الجريحة) لحج بكل مابها من أوجاع وأسقام خلفتها سنوات التآمر العفاشي والعبث الإصلاحي بها.


و منذ ان استلمها وهي بهذا الحال بادر إلى تشخيص حالتها بدقة حتى يمكنه وصف العلاج الناجع لها وهذا ماحدث.


22 عملية جراحية دقيقة أجراها الدكتور ناصر الخبجي، ،استأصل بها 22 ورما خبيثا وحميدا في لحج ،كانت كلها عمليات ناجحة وتمت وفق تشخيص دقيق،لكنها تحتاج الى مواصلة للعلاج حتى تحقق الشفاء التام.


ناصر الخبجي ،تماما هو ما تحتاج اليه لحج الجريحة ،طبيب ومناضل وإنسان.