fbpx
همسة في أّذن النخب الجنوبية

ننطلق لبناء الجنوب ونحن على قناعة ان بناء الجنوب، هو بناء للشمال، وإتيان البيوت من أبوابها، والحلقة الأولى لرفع الظلم، لأن البناء على الجثث والدم والظلم، سرعان ما ينهار…
( أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فنهار به في نار جهنم…) (… ولا ينال عهدي الظالمين… )
ولان البناء في الجنوب ممكن، وان كان صعبا، أما في الشمال فأشبه بالمستحيل نتيجة للتداخلات القبيلة والحزبية، وتدني مستوى الوعي.
ويبقى السؤال ما هي الآلية لبناء قاعدة وأساس قوي متماسك يفرض نفسه أمام المتغيرات والأحداث، ويحقق ما يصبوا اليه الشهداء، والجرحى.
والجواب ما اشبه الليلة بالبارحة، ففي 1965مــ انطلق الجنوب في مواجهة المستعمر البريطاني بمسميين القومية والتحرير، وكان لكل واحد منهما اتجاه يتميز به ، ميداني وسياسي، والكل متفق للوصول للغاية والهدف، بذلا قصارى الجهد في التوحد، وتحدا فترة، ثم اختلفا، لم يكن ينقص التوحد والاجتماع سوى لسمات ادارية وفنية، ونتيجة الجهل والتباطيء حصل الخلاف والشقاق…
نجحت القومية في البسط على الأرض، والسيطرة الفعلية، وندمج جزء من التحرير في القومية، ورحل بعض القيادات الجنوبية للشمال، بعد صراع وحروب …
ربما نعيش نفس الأحداث بمسميات جديدة، فالحراك الجنوبي الميداني، الذي انطلق في2007مـــ يحتاج ان يطعم سياسيا، ومن دخل في مؤتمر موفمبيك وغيره ممن كان في سلطة الاحتلال يجب ان ينزل الى مستوى صوت أبناء الجنوب، ومن هنا نحن بحاجة الى لحمة جنوبية جنوبية، فتوحد النخب الجنوبية على مسودة مشتركة والعمل عليها، ضمانة وطريق مختصر للوصول لأهداف ابناء الجنوب…
نفس الخلل في 1966مـــ يتكرر، فغياب الرؤية الإدارية النوعية التي تلم شعث النخب الجنوبية يؤخر من العمل على الميدان، ويبعد القوم عن الهدف، ويشتت الجهود…
بنظري نحتاج الى أربعة أعمدة رئيسية يقوم عليها البناء أقل شيء كمرحلة استراتيجية :
1-ايجاد مجلس سياسي ينطلق من مسودة ووثيقة شرف متفق عليها، ويكون مقر المجلس عدن، ويمكن تسميته المجلس الانتقالي الجنوبي، ولا بأس ان يكون هذا المجلس كبير في عدده 350 عضوا مثلا ، يشمل التكوين المحافظات الجنوبية، والنخب المختلفة …
2-البدأ بتشكيل مجلس عسكري وأمني جنوبي، أشبه بما صنعته القومية، يتكون المجلس من قيادات جنوبية، يستطيع مستقبلا ان يحدث شيء على الأرض ويمنع أي التفات على الارادة الجنوبية، وهذا الأمر لا يحتاج الا شيء من الإدارة السرية النوعية، فالمعسكرات المجهزة في عدن وفي العند كلها تؤمن بحق أبناء الجنوب …
3-تكوين مجلس إعلامي جنوبي ، وتجهيز مسودة اعلامية ، وإيجاد خطة وعقليه إعلامية لمجابهة الهجمات الشرسة، وتضليل الرأي العام…
4- بسط السيطرة الإدارية للمحافظات الثلاث ( عدن، لحج، أبين) على الأقل والمحافظة على التكوين الجنوبي، ومنع أي تغييرات مستقبلية ….
التشنج، والانفعال لا يهدينا الى طريق، والغلو المفرط في تحليل الأحداث الجزئية، وعدم التعاطي مع شرعية الرئيس هادي في الوقت الحالي خطأ فادح، يجب ان ننطلق من شرعية الرئيس، ونقسط ما نريده تقسيطا، ونعمل على الأعمدة الأربع، مع الحراك السياسي، والمطالبة بتعيين العطاس رئيسا لإقليم الجنوب، كمرحلة أولية ، فالمتغيرات تبدو عاصفية، والأحداث جنونية، والأيام حبلى بالمفاجئات .