fbpx
أكد التصدي ببسالة لمحاولات الانقلابيين اختراقها.. محافظ لحج لـ”إيلاف”: محافظتنا منكوبة! (حوار)
شارك الخبر
أكد التصدي ببسالة لمحاولات الانقلابيين اختراقها.. محافظ لحج لـ”إيلاف”: محافظتنا منكوبة! (حوار)

 

يافع نيوز – إيلاف:

أكد محافظ لحج، ناصر الخبّجي، لـ”إيلاف”، أن الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية يتصديان ببسالة لهجمات ميليشيات الحوثي، التي تحاول اختراق حدود لحج المجاورة لمحافظة عدن اليمنية.

جمال شنيتر

قال الدكتور ناصر الخبجي، محافظ محافظة لحج في جنوب اليمن، لـ”إيلاف”، إن الجيش الوطني وقوات المقاومة الجنوبية يخوضان معارك تصدٍّ واستبسال أمام هجمات ميليشيات “العدوان”، التي تحاول اختراق حدود محافظة لحج، مشيرًا إلى أن أي تقدم للميليشيات الانقلابية يشكل خطورة على قاعدة العند العسكرية ذات الأهمية الاستراتيجية المؤدية إلى العاصمة الموقتة عدن.

أضاف أن لحج محافظة منكوبة “بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالأضرار شملت كل شيء على مستوى الأفراد ومرافق الدولة التي أصبحت خارج الخدمة”. وتطرق محافظ لحج إلى عدد من الملفات، منها الأجندة، التي تتصدر المشهد اللحجي، كالحرب مع القاعدة، والإعمار، والإغاثة، والمقاومة الجنوبية، والتنمية، وغيرها.

وفي ما يأتي نص الحوار:

كيف تقوّمون الأوضاع العامة في لحج؟ 
كما تعلمون، لحج تعرّضت لأشرس الهجمات من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، التي شنت حربها العدوانية، باعتبار لحج أول محافظة تم اجتياحها بسبب ارتباطها بالعاصمة عدن من الناحية الشمالية.

خلفت الحرب دمارًا هائلًا في البنية التحتية والمرافق العامة ومنازل المواطنين، خصوصًا عاصمة المحافظة الحوطة. ونشير هنا إلى أن لحج تعرّضت منذ سنوات ما قبل الحرب الأخيرة لتهميش وتغييب وحرمان من أبسط المشاريع، نتيجة ممارسة نظام المخلوع منذ ما بعد حرب الاجتياح الأولى للجنوب ومحافظاته لأعمال العنصرية والتهميش والفساد. فوضع لحج كارثي، يحتاج جهودًا متواصلة ودعمًا خدميًا وتنمويًا.

تصدٍّ واستبسال 
ما الجهود التي تبذلها السلطة المحلية لتطبيع الأوضاع في مناطق المحافظة؟
نبذل كل طاقاتنا لتطبيع الحياة في المحافظة وإنعاشها وإخراجها من هول الصدمة والدمار الذي خلفته الحرب الغاشمة، وخصوصًا المناطق التي شهدتها الحرب، وأبرزها الحوطة وتبن.

في هذا الجانب، أنجزنا تقويم الأوضاع من حيث الدمار، وأجرينا تغييرات شاملة لمدراء المديريات، وشكلنا لجانًا لدراسة عدد من الملفات، أبرزها الجانب الخدمي والإعمار وملف “الشهداء” والجرحى والإغاثة وغيرها. كما نتواصل باستمرار مع المنظمات الإغاثية والداعمة لتنفيذ مشروعات وتبني الملفات المهمة في لحج.

هل هناك مناطق لحجية محتلة أو مهددة بالاحتلال؟، كيف يمكن تأمينها من خطر الانقلابيين؟
هناك جبهات مشتعلة في لحج، لكنها محررة بالكامل. الجبهات في الحدود بين لحج ومحافظة تعز التي تسيطر عليها الميليشيات. فهناك جبهتان: الأولى في كرش، والثانية في المضاربة، ويرابط فيهما الجيش الوطني وقوات المقاومة الجنوبية، ويخوضان معارك تصدّ واستبسال أمام هجمات ميليشيات “العدوان”، التي تحاول اختراق حدود لحج. يتم التصدي للميليشيات بإرادة الأبطال في جبهات الشرف، ونحن نحييهم، ونحيّي قادتهم على الروح المعنوية المرتفعة.
فكما تعلمون، أي تقدم للميليشيات من الجبهتين يعني تشكيل خطر على معسكر العند، ومطاره الجوي، ولهذا فالمساندة المستمرة لجبهات القتال مطلوبة، ونحن نحيّي دول التحالف على اهتمامها بهذا الجانب.

خطر القاعدة 
ماذا عن انتشار تنظيم القاعدة في بعض مناطق المحافظة، ولا سيما عاصمتها الحوطة؟
في الحقيقة، من يتواجد هم عناصر من القاعدة، وليس تنظيم القاعدة بكامله، منذ سنوات، منذ أن كان المخلوع صالح حاكمًا، وهي عناصر تضم “إرهابيين” وتخريبيين مدعومين من ميليشيات المخلوع صالح والحوثيين، وحتى من أحزاب يمنية أخرى. ونؤكد أن تواجد هذه الجماعات ينحسر في الحوطة بشكل رئيس، إلى جانب بعض القرى التابعة لمديرية تبن المتداخلة مع الحوطة.

كيف تتعامل السلطة المحلية والأجهزة الأمنية مع ملف القاعدة والجماعات المسلحة؟
هذه العناصر “الإرهابية” دخيلة في بيئتنا الطاردة، أو شاذة فكريًا، نتيجة التغذية والشحن المتشددين، اللذين تقف خلفهما قوى صنعاء. كان ذلك ضمن مخطط سياسي مدروس لإشغالنا بهذا الملف، وكسب تلك القوى فترة زمنية في استمرار نهبها، وانتقامها من شعبنا، الذي طالب بحقه في العيش في وطن مستقر ومستقل. وتعاملنا مع هذه العناصر يأتي ضمن الملف الأمني في المحافظة، ونحن نؤكد منذ سنوات على ضرورة مواجهة هذه العناصر “الإرهابية”، وإننا جزء من تحالف عربي إسلامي دولي يكافح “الإرهاب”، ولن نسمح لهذه العناصر “الإرهابية” أو لغيرها من الجماعات المسلحة بأن تعبث بأرضنا، وتعكر أمننا وأمن دول الجوار وكذلك دول العالم، كما لن نتوانى في مواجهتها فكريًا وأمنيًا.

محافظة منكوبة
ما هي المشكلات والصعوبات التنموية التي تعانيها محافظة لحج؟، وما الإجراءات العملية التي تقومون بها لحل هذه المشكلات؟
أبرز الصعوبات مادية وأمنية بدرجة رئيسة، كلاهما يرتبطان ببعضهما البعض، وبهما ترتبط التنمية والجانب الخدمي، كما سبق ذكره، أن الوضع كارثي والبنية التحتية منهارة والنهوض بهذا الجانب يحتاج أمنًا واستقرارًا، والأخير يحتاج دعمًا ماديًا وعتادًا عسكريًا حتى يتم تأمين المحافظة، والبدء بعملية إعادة الإعمار وحل بقية المشكلات.

بالنسبة إلى الإجراءات العملية، استكملنا عمليات الحصر والرصد، ونتواصل بشكل مستمر مع دول التحالف العربي، لا سيما مع أشقائنا في الإمارات العربية المتحدة، وبدأ الهلال الأحمر الإماراتي في دعم العديد من المشاريع في مديريات الصبيحة وتبن، كإعادة تأهيل المدارس وشبكات المياه، ونحن نشكرهم على ذلك، وإن شاء الله كما وعدونا سيكونون إلى جانبنا في النهوض بمحافظة لحج وتنميتها، وندعو بقية الدول، والمنظمات الدولية، إلى المساهمة في إنعاش لحج ومعالجة آثار الحرب.

تعرضت عاصمة المحافظة وضواحيها لدمار كبير بسبب الحرب التي شنتها ميليشيات الانقلاب. ما حجم الأضرار على مستوى الأفراد ومرافق الدولة؟
لحج محافظة منكوبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والأضرار شملت كل شيء، تعرّضت المنازل للدمار، وهناك أسر “شهداء” تنتظر من الحكومة راتبًا شهريًا لتقتات منه. هناك جرحى بحاجة إلى الاهتمام والعلاج في الداخل والخارج. شكلنا لجانًا لمتابعة هذا الأمر، لكن ليس بأيدينا شيء نقدمه إليهم، خصوصًا أننا نعمل بشيء ضئيل ونصف ميزانية. أما على مستوى المؤسسات فمرافق الدولة خارج الخدمة، خصوصًا في الحوطة، وكذلك تردي الخدمات الأساسية التي تمسّ حياة المواطن، كالكهرباء والمياه والصحة والتعليم والاتصالات، وغيرها.

لحج بحاجة إلى الاهتمام والنهوض، ونأمل من دول التحالف التعجيل في الاهتمام بلحج، لأهميتها الجغرافية والأمنية والاجتماعية المرتبطة بعدن، فتوفير الخدمات والنهوض بلحج أمنيًا وخدميًا يصبّ في مصلحة الاستقرار في عدن.

ماذا عن الاحتياجات الإنسانية لأبناء المحافظة في ظل تدني حالة المعيشة، وجهود الإغاثة في المحافظة؟
تتركز احتياجات الناس في لحج بشكل رئيس في توفير الأمن، والخدمات والتنمية، واستمرار المعاشات الشهرية، التي تأتي في غالبية الأحيان بشكل متأخر نتيجة للوضع الاقتصادي العام المتردي، وكذلك الاهتمام والرعاية بـ”الشهداء” والجرحى، والفقراء بمختلف فئاتهم. هذا سيتحقق بالعمل المستمر والتعاون من قبل أشقائنا، على الأقل في المرحلة الحالية، حتى تستقر البلد وتستعيد مواردها التي يتوقع أنها ستوفر كل تلك الاحتياجات وبالزيادة إن تم استغلالها بالشكل الأمثل، وهذا ما سنعمل عليه مستقبلًا. هناك منظمات تعمل، لكن بشكل متقطع، كما إن الهلال الأحمر الإماراتي قدم جهودًا إغاثية لا بأس بها، لكن حجم المعاناة أكبر، وبحاجة إلى إغاثة تشمل كل محافظة لحج.

المقاومة أساس التحرير 
كيف تعاملتم مع المقاومة الجنوبية في المحافظة، وهل تم استيعابها في الجهاز الأمني والعسكري؟
المقاومة الجنوبية أساس التحرير. قدمت تضحيات جسيمة، ولا بد لها من أن تتحول إلى جيش، وأن ينخرط أبطالها في السلك العسكري والأمني الجنوبي. هذا أقل ما يمكن تقديمه إليهم. نحن جزء منها، وهي جزء منا، والتعامل يتم وفق الأسس الوطنية. تم اعتماد في محافظة لحج سبعة آلاف جندي ورجل أمن، والجهود متواصلة في هذا الجانب من اللجنة الخاصة بهذا الشأن، وفق الخطة التي وضعها التحالف العربي. ثمة تقصير من الحكومة في التعجيل بعملية استيعاب المقاومة، لكن الأمور تسير، ويجب ألا تتوقف، وندعو إخواننا في المقاومة إلى الصبر، فالخير آتٍ، ومكانهم موجود، وسيتم استيعاب جميع الشباب في السلك العسكري.

كيف تقومون دور التحالف العربي على مستوى محافظة لحج، وإلام تطمحون تقديمه من دول التحالف إلى المحافظة؟
التحالف العربي قدم الكثير، لا إلى لحج وحدها، بل إلى كل اليمن. شكرنا قليل جدًا في مقابل حجم ما قدمه التحالف من دعم عسكري ومالي، ومشاركته بالغارات الجوية والمعارك الميدانية، خصوصًا ما قدمه أشقاؤنا الإماراتيون والسعوديون والسودانيون. والهلال الإماراتي يدعم مشروعات التعليم والمياه، ونأمل أن يتم أيضًا دعم باقي القطاعات. وندعو المنظمات إلى تقديم المساندة والدعم إلى لحج أسوة بالهلال الإماراتي الذي نقدم إليه كل شكرنا وتقديرنا.

قضية شعب ودولة 
كيف تنظرون إلى مستقبل الجنوب؟
القضية الجنوبية، في الأساس، قضية وطن وشعب ودولة وهوية، تحمل في جوهرها جوانب جغرافية وسياسية واقتصادية. تم إنجاز الجانب الأول في الميدان، وفقًا لنتائج المتغيرات التي حدثت، لكن تبقى مناطق حدودية جنوبية في شبوة وأبين، وجار استكمال تحريرها. أما الجانب الثاني فسياسي، ويجب أن يكون انعكاسًا للواقع الميداني، ويمكن إنجاز ذلك بالجهود السياسية وفقًا للواقع ونتائجه، وندعو دول التحالف العربي والمجتمع الدولي إلى عدم القفز على هذا الجانب في أي مفاوضات أو تفاهمات مقبلة، لأن حل قضية الجنوب حلًا عادلًا وفق إرادة شعب الجنوب هو الضامن لتحقيق باقي الحلول في عموم اليمن.

أما الجانب الاقتصادي فيأتي انعكاسًا للجانبين المذكورين، على الرغم من أنه أهم الجوانب، والشيء الأساس في القضية الجنوبية، لكون الاقتصاد هو القضية الجنوبية، والقضية الجنوبية هي الاقتصاد الجنوبي، الذي لا يزال الاحتلال الراحل من الجنوب ممسكًا بخيوطه. ندعو إلى النظر بجدية إلى هذا الأمر لما فيه مصلحة الأمن والاستقرار، ليس في الجنوب فقط، بل في دول الجوار والإقليم.

أما مستقبل القضية الجنوبية فلن يكون إلا كما يقرره شعبنا الجنوبي، وفق إرادته وتضحياته التي قدمها بعد فشل مشروع الوحدة اليمنية بين دولتي الجنوب والشمال. وهذا ما يجب أن يفهمه المجتمع الدولي، ويعمل وفقه للتخفيف عن عاتقه أهم المشكلات في اليمن.

ماهي الرسالة التي تود أن توجّهها عبر “إيلاف”؟
الرسالة الأولى أوجّهها إلى أبناء محافظتي محافظة لحج، وأقول لهم إن التفاعل المجتمعي هو الأساس في تحقيق الإنجازات، ونحن بحاجة إلى همة شعبية ومساندة مباشرة منكم لتحقيق النهوض بلحج وإعادة مجدها وفنها وتراثها وقيمتها وتنميتها إليها، في وطن جنوبي آمن ومستقر.

الرسالة الثانية رسالة شكر وعرفان إلى دول التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة في رئيسها الشيخ خليفة بن زايد، وذلك على ما قدموه، ولا يزالون يقدمونه من مساندة عسكرية في مواجهة بطش وصلف الميليشيات العدوانية، وجماعات “الإرهاب” والتخريب، ونشدّ على أياديهم، ونؤكد لهم أننا لن نكون إلا إلى جانبهم، ومنهم وإليهم، في حفظ أمن واستقرار وطننا وعاصمتنا عدن وحدودها البحرية والبرية.

أخبار ذات صله