fbpx
هل من قشة تنقذنا ؟!

بقلم : عبدالقادر زين بن جرادي

نحن شعب الجنوب ارهقتنا السياسة ، والتحليلات السياسة ، وأنهكتنا الحروب ، واتعبتنا صور شخصيات نحملها ونرفعها ، وأوهنتنا تقلبات الأوضاع ، وأزدادت همومنا بين طلب المعيشة ، وطلب الأمان ، والبحث عن ذاتنا وهويتنا .

كل ذلك وأكثر من شتى أنواع الهموم والمعاناة . سببها أنفسنا وعواطفنا وتقلب قلوبنا وامزجتنا نسير بلاهدى ، ونجري خلف كل من يقول شعب الجنوب مظلوم ، ومن حقة النظر في قضيتة نظرة عادلة .

كلمات يقولها كل طرف منهزم يدغدغ فيها مشاعرنا ، ويألب عليها أفكارنا ، لنظلي حبيسي النت والكتابات ومتابعات فلان وعلتان ، ماذا قال ؟ وماذا رد عليه الأخر ؟ بوصلتنا ضائعه ونجم ليلنا اختفاء خلف السحب المتراكمة في عتمة الليل البهيم .

لم نجلس مع أنفسنا جلسة مصارحة نقييم فيها أوضعنا ومراحل حياتنا . وسنظلي كذلك ، ما دمنا نعتمد على التفكير بعواطفنا ، ومادمنا نجيد الكلام وتأويل الأحاديث ، مع أنها كلها أضغاث أحلام اليقضة ، لا تسمن ولا تغني من جوع .

كثيرين الكلام قليلين الأفعال ، نقزم قضية وطن ونحجمها بشخص معين ، يعجبنا ويطربنا من ينمق الكلام بحقنا وبحق قادتنا ، مع إدراكنا أنه كلام منمق ، لا ينطبق على أرض الواقع ولا يسد رمق ، ولا يحرك ساكن ، ولا يطعم فرخ حمامة ، وأن هو إلا كلام يسلي الخاطر ، ويثبط الهمم ، ويعمل لقائله شعبية مؤقتة .

يريدونا فقط أن نعتكف نناقش ذاتنا بذاتنا ، فنزداد أختلاف وتباعد . أن الواقع لاتغيره الأماني والأحلام . ولا السماء تمطر ذهبا وفضة .

أن الله عز وجل الذي أذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ، لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم . اشترط بدء تغيير النفس، وهو القادر على تغيير كل شي ، أن تبدء بمبادرة التغيير من ذاتها بالفعل لا بالقول فقط .

فأن نوى العبد على التوبة تلفظ بالقول وباشر بالعمل . فلا تنتظروا من أحد يقدم ليغير لكم الواقع ، أو يأتي لكم بالجنوب ودولته ومؤسساته ، وأنتم خلف شاشات النت ، وفي مقايل نقاشاتكم وجدلكم . متكئين على الأرائك .

فها نحن في بحر أحلامنا ، وأمانينا ، وتطلعاتنا ، تتقاذف بنا هول أمواجه ، فهل لنا من صلب أشجارنا عود أو قشة نتعلق بها طلبا للنجاة ؟! فأن أشجار غيرنا حتى وأن امالتها الرياح نحونا لا تصل أفنانها إلى أيادينا لنتعلق فيها وتنقذنا . والله من وراء القصد .